الواجهة الرئيسيةشؤون دوليةشؤون عربية
تقرير أممي: استمرار تهديد الجماعات الإرهابية خلال النصف الأول من 2021
على الرغم من أنه لم يكن هناك سوى نقل محدود للمقاتلين الإرهابيين الأجانب إلى مناطق نزاع أخرى.. فإن الدول الأعضاء في مجلس الأمن تشعر بالقلق إزاء إمكانية نقل المقاتلين

كيوبوست
خلص تقرير لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، إلى أن النصف الأول من العام الجاري شهد استمرارية واسعة للتهديدات التي يشكلها تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام “داعش”، و”القاعدة”، والجماعات التابعة لهما. وحسب التقرير، فإن هذه الجماعات حققت مكاسب ملحوظة في المؤيدين والأراضي بشكل خاص في أجزاء من غرب وشرق إفريقيا، ناهيك بالقدرات المتزايدة في جمع التبرعات والأسلحة؛ على سبيل المثال استخدام الطائرات دون طيار.
وفي العراق وسوريا، باتت الجماعات تمثل تمرداً راسخاً؛ مستغلة نقاط الضعف في الأمن المحلي للعثور على ملاذات آمنة واستهداف القوات المشاركة في عمليات مكافحة “داعش”. أما في أوروبا، فهناك تزايد في مخاطر التطرف عبر الإنترنت.
اقرأ أيضاً: أحكام قضائية سعودية ضد حمساويين جمعوا أموالاً للحوثي و”حماس”
على الرغم من أنه لم يكن هناك سوى نقل محدود للمقاتلين الإرهابيين الأجانب إلى مناطق نزاع أخرى؛ فإن الدول الأعضاء في مجلس الأمن تشعر بالقلق إزاء إمكانية نقل المقاتلين، ولا سيما إلى أفغانستان، إذ أصبحت البيئة هناك أكثر ملاءمة لـ”داعش” أو الجماعات المتحالفة مع تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش) أو الجماعات المتحالفة معه.
يشير التقرير أيضاً إلى انخفاض الأموال التي قُدِّر أنها متاحة بسهولة لتنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام من تقديرات بمئات الملايين من الدولارات إلى ما بين 25 مليون دولار و50 مليون دولار. ومع ذلك، فإن ذلك ما زال يترك للتنظيم موارد كبيرة. يواصل ميسرو تمويل الإرهاب في سوريا والعراق والدول المجاورة العملَ، على الرغم من الجهود الدولية لتحديد مواقع أنشطتهم، والقضاء عليها من خلال ضغوط العقوبات.

التطورات في العراق والشام
لا يزال تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام نشطاً في مناطق واسعة من الجمهورية العربية السورية؛ حيث يسعى التنظيم إلى إعادة بناء قدراته القتالية، وإكمال تحوله إلى تمرد باستخدام تكتيكات حرب العصابات. يشن “داعش” عمليات كر وفر ضد نقاط التفتيش، ويواصل استهداف القوافل والدوريات الراجلة والمتحركة بالعبوات الناسفة على جانب الطريق. رداً على ذلك، شنت القوات الحكومية السورية وحلفاؤها، عمليات تمشيط ضد أوكار “داعش” داخل الصحراء السورية.
لا تزال إدلب موقعاً استراتيجياً لمقاتلي “داعش” وأفراد أسرهم؛ لا سيما كبوابة إلى تركيا. كما لا تزال هيئة تحرير الشام الجماعة الإرهابية المهيمنة في شمال غرب سوريا. أفادت إحدى الدول الأعضاء أن هيئة تحرير الشام، وحركة تركستان الشرقية الإسلامية المتحالفة معها، تسعيان للسيطرة الكاملة على منطقة خفض التصعيد في إدلب.
اقرأ أيضاً: كيف يستخدم اليمين المتطرف روايات المظلومية
لدى الحركة الإسلامية التركستانية/ الحزب الإسلامي التركستاني، ما بين 1500 و3000 مقاتل في إدلب. وفقاً للعديد من الدول الأعضاء، فإن الحزب الإسلامي يذعن إلى حد كبير لهيئة تحرير الشام في سوريا. قدرت إحدى الدول الأعضاء أن ما يقرب من 70 في المئة من مقاتلي المجموعة كانوا متحالفين مع هيئة تحرير الشام، و30 في المئة يتبعون “حراس الدين”، كما قد يكون هناك بعض التحركات لمقاتلي الأويغور بين هيئة تحرير الشام و حراس الدين.
وأفادت عدة دول أعضاء أن الجماعة أنشأت ممرات لنقل المقاتلين من سوريا إلى أفغانستان؛ لتعزيز قوتها القتالية. وفقاً لإحدى الدول الأعضاء، يعتبر شتات الأويغور في تركيا مصدر توظيف مهماً لحركة تركستان الشرقية الإسلامية، والحزب الإسلامي التركستاني. أفادت إحدى الدول الأعضاء وجود روابط مباشرة بين المجموعة في سوريا وأفغانستان؛ لكنها واجهت تحديات بسبب المسافة الجغرافية وصعوبة الاتصال الآمن.

أما عن العراق، فلا يزال تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام نشطاً رغم تعرضه إلى ضغط مستمر من قِبل جهود مكافحة الإرهاب. ينفذ التنظيم عمليات كرٍّ وفرٍّ بقصد استراتيجي لتقويض مشروعات البنية التحتية الحيوية، وإثارة الانقسامات الطائفية والمظالم، والحفاظ على التغطية الإعلامية وأهميتها.
التطورات في الجزيرة العربية
وحول وضع تنظيم القاعدة في جزيرة العرب، أشار تقرير مجلس الأمن إلى وجود تقارير متضاربة بشأن الزعيم الحالي للتنظيم، خالد باطرفي. وقد أفادت بعض الدول الأعضاء أن باطرفي ربما يكون قد احتُجز، مؤقتاً على الأقل، في أواخر عام 2020؛ لكن وضعه ربما تغير منذ ذلك الوقت. ومع ذلك، لا يوجد ما يكفي من المعلومات لتأكيد هذا الاستنتاج.
اقرأ أيضاً: ماذا بعد اعتقال زعيم تنظيم القاعدة في اليمن؟
لا يزال تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية الجماعة الإرهابية الأكثر استعداداً للقتال في اليمن، وهو راسخ في المحافظات الوسطى والشرقية (مثل أبين، وشبوة، وحضرموت). أولوية الجماعة هي فرض السيطرة على الموانئ على طول خليج عدن، ومنشآت البنية التحتية للنفط والغاز.
أما فرع تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام في اليمن، فهو ضعيف مقارنة بتنظيم القاعدة في الجزيرة العربية، وهو في حالة تدهور منذ فترة طويلة. يطمح تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام إلى إجراء عمليات في المملكة العربية السعودية؛ ولكنْ هناك نشاط ضئيل في الوقت الحاضر.

التطورات في آسيا وأوروبا
شهد النصف الأول من عام 2021 انخفاضاً في مستوى التهديد في أوروبا، مع عددٍ أقل من الهجمات الإرهابية الناجحة. ولا تتوقع الدول الأعضاء استمرار ذلك في الفترة المقبلة. أبلغت سلطات مكافحة الإرهاب في العديد من الدول الأعضاء عن وجود صعوبات في تحديد الهجمات ووصفها بأنها بدافع الإرهاب؛ بالنظر إلى العلاقة المعقدة بين التطرف والأمراض العقلية بين بعض الجناة. تقدر إحدى الدول الأعضاء أنه يمكن التخفيف من المخاطر المرتبطة بهذا المزيج، على الأقل جزئياً إذا كان لدى أجهزة إنفاذ القانون وصول أفضل إلى السجلات الطبية للأفراد الذين لديهم تاريخ راسخ في تشكيل تهديد لأنفسهم والآخرين.
اقرأ أيضاً: إيران: المقر الجديد لتنظيم القاعدة
وعلى الرغم من انخفاض مستوى التهديد، حسب التقرير؛ فإن التهديد ما زال قائماً. سلطت السلطات في أوروبا الضوء على التحدي المتمثل في تعرض المراهقين بشكل خاص للدعاية عبر الإنترنت، فضلاً عن نظريات المؤامرة. كانت هناك حالات تورط فيها مراهقون لا تتجاوز أعمارهم 14 عاماً، أعرب فيها الطفل عن استعداده للقيام بهجماتٍ إرهابية أو تسهيلها.

وفي ما يتعلق بآسيا، ووفقاً لتقارير سابقة، فإن “القاعدة” موجودة في ما لا يقل عن 15 مقاطعة أفغانية؛ لا سيما في المنطقة الشرقية والجنوبية، والمناطق الجنوبية الشرقية. عمل تنظيم القاعدة في شبه القارة الهندية تحت حماية “طالبان” من مقاطعات قندهار وهلمند ونيمروز. يوجد تنظيم داعش خراسان في مناطق مثل نورستان وبادغيس وساري بول وبغلان وبدخشان وقندز وكابول؛ حيث شكل المقاتلون خلايا نائمة. وعززتِ الجماعة مواقعها في كابول وحولها.
اقرأ ايضاً: من أورومتشي إلى أوسلو: النشاط الأويغوري المسلح والحرب على الإرهاب
وفي جنوب شرق آسيا، أشار التقرير إلى أن الهجمات المتفرقة التي تشنها الجماعات المنتسبة إلى “داعش” و”القاعدة” في إندونيسيا والفلبين، تعكس استمرار التهديد الإرهابي في المنطقة، على الرغم من ضغوط مكافحة الإرهاب التي تمارسها القوات الحكومية. في ماليزيا، انخفض تقييم الحكومة للتهديد الإرهابي في البلاد إلى “ممكن” من “محتمل” للمرة الأولى منذ عام 2014. وهذا جزئياً نتيجة لقيود البقاء في المنزل المفروضة خلال جائحة COVID-19؛ ولكن أيضاً انعكاس لنجاح البلاد ضد الإرهابيين المحتملين.