الواجهة الرئيسيةشؤون دولية
تقدم الجيش الليبي يربك مخططات أردوغان والسراج
تقارير تتحدث عن وصول ألف مقاتل عبر رحلات قادمة من إسطنبول مع تزايد الخناق على الميليشيات في طرابلس.. وأنباء عن هروب السراج إلى لندن

كيوبوست
تشهد الأحداث في ليبيا تطورات متسارعة خلال الأيام الماضية، وسط أنباء تتردد عن هروب فايز السراج، رئيس حكومة الوفاق المعترف بها من الأمم المتحدة، بطائرة خاصة، إلى لندن، مساء الجمعة الماضية، في وقت أحرزت فيه قوات الجيش الوطني الليبي تقدمًا ملحوظًا في السيطرة على العاصمة طرابلس بعدما سيطرت على طريق المطار وعدة مناطق خلال فترة زمنية وجيزة.
اقرأ أيضًا: توحُّد أوروبي لرفض استقدام السراج التدخل التركي
وتسبب التقدم القوي للجيش الوطني الليبي في إرباك حكومة السراج التي تعتمد على ميليشيات مسلحة؛ لحمايتها، بالإضافة إلى طلب دعم عسكري تركي بموجب اتفاقية أمنية وقعها السراج منفردًا مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، ولم تحظَ بقبول بين الأطراف الليبية المختلفة؛ لكن السراج يراهن عليها لحماية نفسه والدائرة المحيطة به.
اقرأ أيضًا: خبراء يناقشون الأعطال المتزايدة للدرونز التركية في ليبيا
ونقلت وسائل إعلام تركية تعديل حزب العدالة والتنمية موعد تقديم مشروع قانون يفوِّض الرئيس بإرسال قوات إلى ليبيا، ليكون اليوم لإثنين، على أن يتم التصويت عليه يوم الخميس المقبل، قبل الموعد الذي كان مقررًا بأسبوع تقريبًا بعد التقدم السريع لقوات الجيش الوطني.
اقرأ أيضًا: ليبيا.. طريق تركيا للسيطرة على منطقة البحر المتوسط
يأتي ذلك في وقت تواصل فيه وصول مقاتلين أجانب من مطار إسطنبول إلى مطار مصراتة؛ حيث بلغت أعداد مَن وصلوا على مدى اليومَين الماضيَين نحو ألف مقاتل على رحلات شركتَي الخطوط الجوية الليبية والخطوط الإفريقية. بينما تضمنت الرحلة الأخيرة للخطوط الإفريقية عملية تمويه بالمرور فوق مطار مصراتة؛ لكن هبوطها جرى في مطار معيتيقة.

وحسب تقارير ليبية، فإن المجلس الرئاسي اتصل بالخطوط الإفريقية، ليلة الخميس، وطلب تسيير رحلة عارضة إلى إسطنبول مساء الجمعة، يكون خط سيرها مطار معيتيقة- مطار إسطنبول، على أن تقلع دون ركاب، بينما تعود بركاب في رحلة العودة، بينما بلغ عدد الرحلات المنفذة حتى الآن 4 رحلات جوية.
اقرأ أيضًا: تراشق تركي- روسي بسبب ليبيا

المحلل السياسي الليبي وأستاذ القانون الدولي الدكتور محمد الزبيدي، قال في تعليق لـ”كيوبوست”: “إن الحديث عن هروب السراج إلى لندن أمر غير مؤكد بشكل حاسم حتى الآن؛ لكن المؤكد أن رئيس حكومة الوفاق لديه إقامة في بريطانيا، وزوجته وإحدى بناته تعيشان هناك بشكل دائم، ولديه منزل اشتراه منذ سنوات قليلة يذهب إليه باستمرار؛ فقد زار المنزل نحو 4 مرات على الأقل خلال 2019، وقضى فيه إجازة طويلة في أثناء الصيف على الرغم من اشتداد المعارك بين الميليشيات المدافعة عنه وقوات الجيش الوطني الليبي”.
وأضاف الزبيدي أن ما أحرزه الجيش الليبي من تقدم على الأرض والسيطرة على طريق المطار وبعض المناطق الحيوية، يجعل ليبيا في قبضة قوات الجيش بالكامل وتحت حصاره؛ حيث جرى إغلاق المداخل الشرقية والغربية، ولم يتبقَّ إلا البحر فقط، مع الأخذ في الاعتبار أن قوات الجيش مرحب بدخولها من قِبَل الأهالي في الأحياء السكنية؛ وهي مسألة ستكون حاسمة ودافعًا لسرعة حسم المعركة.
اقرأ أيضًا: مَن يدعمون “ليبيا” ومَن يدعمون “الإرهاب في ليبيا”
وأشار المحلل السياسي الليبي وأستاذ القانون الدولي إلى أن زيارة رئيس مجلس النواب الليبي عقيلة صالح، إلى قبرص، عكست التحرك في المسار الدبلوماسي؛ لرفع الغطاء الدولي عن حكومة الوفاق، مشيرًا إلى أن البرلمان الليبي سيكون له دور أكبر مع استعادة الجيش السيطرة على العاصمة، متوقعًا أن يتم ذلك خلال الأيام القليلة المقبلة.

عضو مجلس النواب الليبي علي السعيدي، قال خلال تعليقه لـ”كيوبوست”: “إن حكومة الوفاق استغلت حصولها على الشرعية من الأمم المتحدة؛ للإضرار بالشعب الليبي”، مشيرًا إلى أن الاتفاق الذي وقع بين السراج وأردوغان وإعلان دخوله حيز التنفيذ فور اعتماده من البرلمان التركي فقط، عكس تعامل السراج بموقع التبعية وبشكل يقلل من مكانة الليبيين ويجعل قرارهم بيد الأتراك لا بيد ممثليهم في البرلمان كما يفترض أن يكون الوضع.
اقرأ أيضًا: كيف يرى المجتمع الدولي ما يحدث في ليبيا؟
وأضاف السعيدي أن ما يحدث الآن هو معركة اللحظات الأخيرة بين الحكومة التي فقدت شرعيتها والجيش الوطني الليبي الذي نعول عليه من أجل المستقبل، مشيرًا إلى أن الجيش سيكون قادرًا على إنهاء الارتباك الذي تسبب فيه السراج ورفاقه خلال الفترة الماضية بشكل سريع؛ من أجل التمهيد لبدء مسار ديمقراطي.
وأشار عضو مجلس النواب الليبي إلى أن تركيا تقوم بعمليات نقل ممنهجة للدواعش من إدلب السورية إلى ليبيا، عبر مطارَي معيتيقة ومصراتة؛ حيث وصل نحو 300 شخص على الأقل، مشيرًا إلى أن هناك تعليمات من أجهزة الأمن التركية بعدم إصدار لائحة الركاب سواء من إسطنبول أو من مطارات الوصول في ليبيا، وإنهاء إجراءات السفر بشكل يدوي؛ بحيث لا تكون هناك مرجعية لركاب الرحلات وهويتهم موثقة ويمكن الرجوع إليها.
وأكد السعيدي أنه حال سيطرة الجيش على طرابلس، فإن المعركة ستكون حُسمت بشكل كامل، وما تبقى في مصراتة ومعيتيقة ليس كثيرًا؛ خصوصًا أن طرابلس هي العاصمة وقلب البلاد المالي والعسكري، لافتًا إلى أن هناك قوات خاصة من الجيش الليبي في الوقت الحالي داخل المناطق السكنية تنتظر الوقت المناسب للانتفاض على الميليشيات الإرهابية.
شاهد: فيديوغراف.. خريطة التنظيمات المسلحة في ليبيا
وتابع عضو مجلس النواب الليبي بأنه طلب من رئيس مجلس النواب الليبي المستشار عقيلة صالح، ضرورة الحديث مع قبرص واليونان؛ للتنسيق وإغلاق الأجواء أمام الطيران الليبي، بجانب تحركهم دوليًّا ضد حكومة السراج، مؤكدًا أن خطوة إغلاق المجال الجوي مهمة للغاية وستقيِّد حركة الطيران التي يصل فيها المسلحون؛ بحيث سيكون الهبوط في مطار بنغازي الخاضع للسيطرة الأمنية بشكل كامل.
اقرأ أيضًا: الأسلحة التركية والقطرية لن توقف تحرير طرابلس

ومن جهته، قال النائب في البرلمان الليبي علي التكالي: “إن المعركة في ليبيا تقترب رويدًا رويدًا من الحسم”، مشيرًا إلى أن بداية الأزمة من 2011 كانت مسألة مبرمجة أساسًا، ولعب الإخوان دورًا كبيرًا من وراء الستار بمساعدة دول كبرى تبنت قطر وتركيا مواقفها الدولية؛ فالشباب حين خرجوا إلى الشوارع ينادون بسقوط النظام لم تكن لديهم أيديولوجية أو يمتلكون مشروعًا محددًا، بل انطلقوا تلقائيًّا للتخلص من نظام أذلَّهم وأساء إليهم؛ ولكن للأسف فورة الحماس جعلتهم يغفلون عن مؤامرة المتأسلمين للاستيلاء على الحكم.
وأضاف التكالي أن نفس القوى حاولت خلال انتخابات مجلس النواب إرباك المشهد وأحرقت البلاد من خلال عملية “فجر ليبيا”، عندما خسرت الانتخابات، فالخوف كان واضحًا من عودة الجيش الوطني الليبي المنضبط الذي يستطيع الدفاع عن البلاد، لافتًا إلى أن الجيش خاض خلال السنوات الماضية عمليات مكثفة لمواجهة إرهابيين جاؤوا من أماكن عديدة في الداخل والخارج.
اقرأ أيضًا: تركيا تبحث عن 18 مليار دولار في ليبيا
وتابع عضو مجلس النواب الليبي بأن تحركات الجيش الوطني لقيام دولة القانون جعلت تركيا تسعى للسيطرة على ليبيا وتحقيق الفوضى الخلاقة، خصوصًا لاستغلال الغاز الموجود في ساحل المتوسط والاستفادة منه، وهو ما لم تجد آلية لتنفيذه سوى باستغلال السراج صاحب الشخصية الضعيفة المعتمد على الميليشيات المسلحة لحمايته، فبينما توفر له تركيا التمويل المالي والحماية يوفِّر لها الثروات الليبية بأقل بكثير مما تستحق.
وأشار التكالي إلى أن أردوغان لن يقوم بإرسال جنود أتراك إلى طرابلس؛ لإدراكه أن هذه المخاطرة سيترتب عليها قتل عديد منهم، مما سيؤلب عليه الشعب التركي ويورطه في مستنقع سيحاول هو الخروج منه؛ خصوصًا بعد الخسائر التي تعرَّض إليها حتى الآن، بما فيها النتائج السلبية لزيارته الأخيرة إلى تونس.