الواجهة الرئيسيةترجماتشؤون دولية
تغيُّر شكل المواجهة بين إسرائيل وإيران في 2020
محلل إسرائيلي يرصد أسباب الخلاف بين تل أبيب وطهران.. وآليات تحول المواجهة لتكون بدول الجوار وارتباطها بثلاثة عوامل مؤثرة.. وأسباب إخفاق الهدنة طويلة الأمد التي تسعى مصر لتحقيقها بين إسرائيل و"حماس" في قطاع غزة

كيوبوست – ترجمات
في مقال تحليلي بصحيفة “هآرتس” الإسرائيلية، تحدث الكاتب أموس هارير، عن تغيُّر شكل المواجهة بين إسرائيل وإيران في 2020 دون أن تنتهي هذه الحرب كما يصفها، مؤكدًا أن شكل المواجهة سيتغير؛ خصوصًا أن أسباب الخلاف بين تل أبيب وطهران لا تزال مستمرة، فالأخيرة تحاول تقوية نفسها في سوريا عسكريًّا وتقوم بتهريب الأسلحة إلى لبنان، بينما تحاول إسرائيل منعها من هذا الأمر.
يتحدث الكاتب الإسرائيلي عن أن هجمات نظام الدفاع الجوي السوري ومحاولات إيران الرد على الهجمات الإسرائيلية بالجبهة الشمالية دفعت على الأرجح القوات الإسرائيلية إلى تغيير طريقة عملها وتخفيض وتيرة الهجمات؛ لكن دون أن يؤثر ذلك على استمرار الخلاف المتنامي، وهو ما أكده رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، بأن إسرائيل مستعدة للرد على أي عدوان من طهران أو “حزب الله”.
اقرأ أيضًا: إيران وإسرائيل في سوريا.. هل تندلع الحرب قريبًا؟
تجاذب تصريحات
ورد نتنياهو، خلال اجتماع الحكومة الأسبوعي، على تصريحات أحد قادة الحرس الثوري الإيراني بأن تدمير إسرائيل سيكون بالصواريخ من لبنان، مؤكدًا أن “حزب الله” إذا تجرأ وشن هجومًا على إسرائيل سيدفع ثمنًا باهظًا، بينما تعهد وزير الدفاع بتحويل سوريا إلى “فيتنام إيران”.

صحيح أن أعضاء مجلس الوزراء الإسرائيلي اعتادوا سماع مصطلحات شديدة اللهجة عند التحدث عن إيران، باعتبارها القضية الاستراتيجية المفضلة لنتنياهو؛ إلا أنهم تطرقوا إلى جهود طهران في نشر “حلقة من نار” حول إسرائيل، وبناء قواعد تمكنها من شن هجمات صاروخية تهدد كل إسرائيل على عدة جبهات؛ هي غزة والعراق وسوريا ولبنان، وهو ما يجعل محاولة استئناف بناء خطوط إنتاج للأسلحة الدقيقة في لبنان سببًا كافيًا للحرب.
اقرأ أيضًا: الشرارة التي قد تشعل الحرب بين إسرائيل وإيران
فعلى الرغم من استمرار نتنياهو في الحذر من التعامل مع الوضع في القطاع الشمالي؛ فإن الوضع الحالي يتطلب إدراك حساسية الموقف، نظرًا لعدم وجود مجال للهروب من الحرب، ما دامت إيران تواصل تدخلاتها عبر الحدود؛ لا سيما في ظل الأوضاع الداخلية التي تجعل الحكومة الإسرائيلية الحالية بمثابة حكومة انتقالية.
تنبؤات 2020
في الأسبوع الحالي، أصدر معهد القدس للاستراتيجية والأمن، تنبؤاته لعام 2020، وتوقع استمرار إيران في تجريد الاتفاق النووي من محتواه وزيادة عمليات تخصيب اليورانيوم على الأرجح بشكل كبير، مع استمرار الحملة الأمريكية ووصولها إلى مرحلة الضغوط القصوى عبر العقوبات الاقتصادية بشكل سيؤدي إلى استمرار إنهاك الاقتصاد الإيراني ووضع العقبات أمامه، متوقعًا أن يؤدي ذلك إلى زيادة العداء الإيراني لإسرائيل، ومن الممكن أن يصل إلى تعميق الصراع مع إسرائيل؛ وهو ما يحدث على الأرجح في النصف الثاني من العام الجديد.

يؤكد المعهد الذي يعتبر مستشار نتنياهو للأمن القومي السابق اللواء يعقوب أميدور، عضوًا مؤثرًا فيه، أن هذا الأمر يجعل من الضرورة أن تكون إسرائيل جاهزة لمواجهة إيران بمفردها، وأن تكون مستعدة لأي تصعيد من “حزب الله”، راصدًا ثلاثة تطورات يمكن أن تؤثر في هذا الأمر؛ هي الاستفزازات الإيرانية في الخليج والتي تهدف من خلالها إلى جعل الولايات المتحدة تستأنف محادثاتها بشأن الاتفاق النووي، والمشكلات السياسية والقانونية التي تواجه نتنياهو في الداخل الإسرائيلي، بالإضافة إلى التظاهرات المستمرة في الداخل الإيراني والعراق ولبنان.
اقرأ أيضًا: كيف تنظر إسرائيل إلى جبهة الجيش السوري القادمة في المنطقة الساخنة؟
هدنة مرتبكة
وشكَّك تقرير أعده مركز اللواء مئير عميت، لمعلومات الاستخبارات والإرهاب، في احتمالية الوصول إلى هدنة طويلة الأجل بين إسرائيل و”حماس” في غزة، على الرغم من وجود وفدَين فلسطينيَّين في القاهرة مؤخرًا؛ لإجراء محادثات حول إمكانية الوصول إلى هذه الهدنة التي يرى المركز أنها تحظى بمعارضة من الحركة الفلسطينية الراغبة في التوصل إلى اتفاق يركز على تخفيف الحصار وإيصال المساعدات الإنسانية مقابل وقف إطلاق الصواريخ والتظاهرات، وهو اتفاق تراه “حماس” يمكن أن يستمر لسنوات؛ ولكن ليس لعقد كامل.

أما قائد الفرقة الفلسطينية في الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية خلال حرب غزة 2014 العقيد مايكل ميلتشين، فكتب لمركز “هرتسليا” عن صعوبة تصديق قرار “حماس” بالسعي للحصول على اتفاق لهدنة طويلة الأمد في ظل خشية قادتها التخلي عن فكرة المقاومة، وتحديدًا المقاومة العنيفة لإسرائيل، فضلًا عن عدم سيطرتها الكاملة على بعض الفصائل الموجودة في القطاع والتي تُطلق من قطاع غزة على إسرائيل.