الواجهة الرئيسيةترجماتشؤون دولية

تغيير النظام في أفغانستان.. هل يعني تراجع الإرهاب في باكستان؟

نظام الحكم الجديد في "طالبان" قد يكبح جماح كلٍّ من حركة طالبان الباكستانية المعروفة باسم تحريك "طالبان باكستان" وحركة البلوش الانفصالية

تلخيص: كيوبوست 

تثير التطورات الأخيرة في أفغانستان، واستيلاء “طالبان” على السلطة فيها، الكثيرَ من التساؤلات في باكستان المجاورة حول تداعيات الوضع الراهن الجديد على الوضع الأمني فيها. ويرى عدنان عامر، الكاتب المشارك في موقع “نيكاي آسيا”، أن سقوط كابول بيد “طالبان” يثير مخاوف العالم من أن أفغانستان قد تصبح أرضاً خصبة للحركات المتطرفة العنيفة؛ ولكنه في الوقت نفسه قد يكون أداة قمع للمسلحين في باكستان.

يقول المحللون الذين يعرفون المنطقة بشكل جيد، إن نظام الحكم الجديد في “طالبان” قد يكبح جماح كل من حركة طالبان الباكستانية المعروفة باسم تحريك “طالبان باكستان”، وحركة البلوش الانفصالية.

اقرأ أيضاً: “طالبان” تستولي على طائرات عسكرية أمريكية.. فهل يشكل ذلك خطراً حقيقياً؟

وقد صرَّح ذبيح الله مجاهد، المتحدث باسم “طالبان”، بأن “طالبان” لن تنتقم من العسكريين السابقين أو من أعضاء الحكومة السابقة المدعومة من الغرب، مشدداً على “مسامحة الجميع”، كما أضاف أن أفغانستان لن تكون ملاذاً لأية مجموعات قد تستهدف دولاً أخرى.

أعلام باكستان و”طالبان” ترفرف على مركز شامان الحدودي بين الدولتَين- “أسوشييتد برس”

وينقل عدنان عامر تصريح أحد المصادر المقربة من “طالبان” لموقع “نيكاي آسيا”، شريطة عدم الإفصاح عن هويته، بأن “طالبان” ستلتزم بتعهداتها بألا تكون أراضي أفغانستان منصة لانطلاق الإرهاب العالمي. وتؤكد “طالبان” (الأفغانية) عدم السماح لـ”طالبان باكستان” (وجماعات البلوش الانفصالية) بالعمل من أفغانستان، مضيفاً أن هذا قد يتطلب بعض الوقت ليتحقق؛ لأن “طالبان” لا تزال في حاجة إلى أن تبسط سيطرتها على المناطق الحدودية وتؤمنها.

ويشير عدنان عامر، في مقاله، إلى قول مايكل كوجلمان، نائب مدير برنامج آسيا في مركز ويلسون، ومقره واشنطن، لموقع “نيكاي”: إن قيام حكومة “طالبان” في أفغانستان كان بمثابة النهاية المثلى لباكستان؛ إذ قامت حكومة موالية لها من دون الحاجة إلى استخدام القوة، في إشارة منه إلى سقوط كابول، وعواصم المقاطعات الأخرى، من دون أية معارضة تذكر؛ حيث استسلمت قوات الدفاع الوطني الأفغانية من دون قتال.

اقرأ أيضاً: “طالبان” قد عادت أم أنها لم تغادر أصلاً؟!

وجاء في المقال أن العديد من الخبراء يعتقدون أن “طالبان أفغانستان” لن تسمح لـ”طالبان باكستان” بتهديد باكستان بعد الآن. ويتوقع بعض الخبراء أن يغير مقاتلو “طالبان باكستان” ولاءهم وينضموا إلى “طالبان أفغانستان”. ونقل عدنان عامر عن برزيميسلاف ليزينسكي، الخبير في الشأن الأفغاني في جامعة دراسات الحرب في وارسو، قوله: “إذا أراد حكام كابول الجدد الحفاظ على علاقات جيدة مع جيرانهم، فإنه يجب عليهم الحد من أنشطة المقاتلين الأجانب؛ ومن بينهم (طالبان باكستان)”.

يلقي العديد من الأفغان باللوم على باكستان في انتصار “طالبان”

ويعتقد الخبراء أيضاً أن “طالبان” سوف تضغط على حركة البلوش الانفصاليين العنيفة؛ خصوصاً بعد أن هددت الحركة الصين علناً بأنها ستعرقل مشروعات الحزام والطريق الصينية في مقاطعة بلوشستان الجنوبية. ويروي المحلل العسكري الباكستاني فخار كاكاخيل، أن الحركات الباكستانية المتشددة كانت تعتمد على الدعم الذي تتلقاه من الهند عن طريق أفغانستان، والآن لم تعد للهند مساحة للعمل في أفغانستان، وبذلك لن تتمكن هذه المنظمات من الاستمرار ما لم تتلقَّ دعماً من دولٍ أخرى خارج أفغانستان.

اقرأ أيضاً: د.زاهد شهاب لـ”كيوبوست”: الجيش الأفغاني افتقد الحافز للقتال في وجه “طالبان”

لكن مع أن تغيير النظام في كابول يُعتبر انتصاراً جيوسياسياً لباكستان، فإن إجبار “طالبان” على التخلي عن “طالبان باكستان” والانفصاليين البلوش، لن يكون أمراً سهلاً. ويرى ليزينسكي أن نفوذ إسلام آباد على “طالبان” قد انتهى، وأن على باكستان الآن أن تجد طريقة للضغط على حكومة كابول الجديدة.

ويخلص المقال إلى أن باكستان ستواجه مفاوضاتٍ صعبة مع كابول إذا أرادت منها الضغط على “طالبان باكستان”، فمع أن الجماعتَين تعتبران منظمتَين مختلفتَين لكل منهما أهدافها وأعداؤها؛ لكنهما مفصلتان من القماش الأيديولوجي ذاته.

المصدر: نيكاي آسيا

اتبعنا على تويتر من هنا

تعليقات عبر الفيس بوك

التعليقات

مقالات ذات صلة