شؤون دوليةشؤون عربية
تغريدة “مُزيّفة” تكشف طاعة الإخوان العمياء لرموزهم الدينية والإعلامية!
التعامل مع الأخبار المزيفة على أنها حقائق!

كيو بوست –
تداولت وسائل الإعلام على نطاق واسع، تغريدة الأمين العام السابق لحلف شمال الأطلسي (الناتو)، خافيير سولانا، على صفحته في موقع “تويتر”، ذكر فيها معلومات هامة فيما يخص محاولة الانقلاب الفاشلة ضد الرئيس التركي رجب طيب إردوغان.
وغرّد سولانا يوم الأحد 15 يوليو/تموز، في الذكرى الثانية لمحاولة الانقلاب، قائلًا إن حلف الناتو يجب أن يعتذر لإردوغان، وإن الحلف كان يعلم بالانقلاب الذي سيحدث، ولم يتحرّك للمساعدة!
جعلت هذه التغريدة القصيرة وسائل الإعلام القطرية والمحسوبة على جماعة الإخوان المسلمين تحتفي بها، إذ جرى تداول ذلك الاعتراف من سولانا على نطاق واسع، على أنه حقيقة، ومكسب جديد لإردوغان، قبل أن يتضح أن حساب خافيير سولانا قد تمت قرصنته، وأن التغريدة قد تم حذفها بعد أن استرد سولانا حسابه.
إحدى وسائل الإعلام تلك كان الموقع المحسوب على الآلة الإعلامية القطرية “وطن يغرد خارج السرب“، الذي أعد تقريرًا مطولًا عن ليلة الانقلاب.
كما احتفل الإخوان عبر فضائيتهم “وطن” التي تبث من تركيا بالتغريدة المزيفة، وبدأوا بتحليل أقوال سولانا، مع علمهم بأن الحساب مخترق، إذ يبدو وأنت تشاهد التقرير التالي، كيف انتفض قادة الإخوان وعناصرهم وإعلاميوهم في التعامل مع خبر مزيف، دون مراعاة شرط المصداقية فيما يكتبونه لمتابعيهم وأنصارهم!
ولم يقتصر الترويج للتغريدة المزيفة على الإعلاميين فحسب، بل امتد إلى “القره داغي”، الذي يشغل منصب الأمين العام لاتحاد علماء المسلمين، الذي طالب عناصره من التنظيم الدولي للإخوان بتداول التغريدة المزيفة على نطاق واسع، وكان الطلب بمثابة فتوى شرعية!
وعلى الرغم من أنّ الكاتبة الإخوانية المقيمة في تركيا إحسان الفقيه، قد احتفلت أكثر من الآخرين، ثم حذفت تغريداتها بعد أن نبهها المتابعون بأن ما تحتفي به مزور، إلّا أن كتابًا آخرين محسوبين على الإخوان، ظلوا على موقفهم الثابت من التغريدة، وتعاملوا معها على أنها حقيقة. على سبيل المثال، الكاتب المصري المقيم في قطر، سليم عزوز، الذي يكتب في معظم المواقع القطرية/الإخوانية، إذ وضع رابطًا من قناة الجزيرة، يحكي بالتفصيل عن التغريدة… موقعًا نفسه والقناة في الفخ ذاته.
وفي سؤالنا لخبراء إعلاميين، عن خصوصية تلك الحالة التي يتفرّد بها الإخوان، عندما يتعاملون مع رموزهم الإعلامية والدينية على أنها مصادر موثوقة على الدوام، أجاب خبراء في الشأن الإعلامي، بأن تلك المشكلة تمثل نهج الإخوان، الذين يتعاملون بمبدأ “السمع والطاعة” دون التحققق من كون المعلومات التي تلقوها حقيقية أم مزيفة.
وكان لتلك الخصوصية في التبعية العمياء أثرها السلبي على المنطقة العربية، وما وصلت إليه في سنوات ما يسمى بـ”الربيع العربي”، إذ استطاعت الرموز الإعلامية والدينية للإخوان، جرّهم إلى نهج العنف، وتحويل الثورات السلمية إلى حروب أهلية مليئة بالإرهاب، بعدما ركب الإخوان موجة الثورات، وحولوها لخدمة مآربهم السلطوية، أو لخدمة حلفائهم من خارج الوطن العربي.
وكانت تلك التغريدة المزيفة على لسان خافيير سولانا بمثابة رصد لطريقة تبعيتهم وانجرارهم وراء أخبار وأحداث يتم فبركتها بسهولة، والتعامل معها على أنها ثوابت وحقائق لا تقبل الشك والتفنيد!