الواجهة الرئيسيةشؤون دولية
تظاهرة ضد بريطانيا في إيران.. وتنديد أوروبي باحتجاز السفير البريطاني
السلطات الإيرانية احتجزت السفير البريطاني لعدة ساعات وسط غضب بريطاني وتضامن أوروبي

كيوبوست
أزمة دبلوماسية جديدة بين إيران والمملكة المتحدة بعدما احتجزت السلطات الإيرانية السفير البريطاني في طهران، روب ماكير، ووجهت إليه اتهامات بتحريض محتجين إيرانيين شاركوا في تظاهرات حملت دعوات لإسقاط النظام، فضلًا عن اتهامه بتصوير مقاطع فيديوهات وصور دون الحصول على إذن من السلطات المختصة.
وتدخلت الخارجية الإيرانية بعد توقيف السفير ساعات؛ حيث تم الإفراج عنه مع اتخاذ قرار باستدعائه وتوجيه احتجاج شديد اللهجة إليه وحثّه على عدم القيام بهذه التصرفات مرة أخرى، في وقت لاقت فيه عملية الاحتجاز إدانات أوروبية واسعة، واعتبرت الخارجية البريطانية عملية التوقيف خرقًا للقانون الدولي.
اقرأ أيضًا: هل تأخذ بريطانيا موقفًا حازمًا بحق إيران في عهد بوريس جونسون؟
وقال السفير البريطاني في طهران روب ماكير، في تغريدة عبر حسابه على “تويتر”، إنه توجه إلى حدث تم إعلانه كوقفة من أجل ضحايا الطائرة الأوكرانية التي سقطت فوق طهران، ومن الطبيعي أن يرغب في تقديم التحية؛ لأن بعض الضحايا كانوا بريطانيين، مؤكدًا أنه غادر بعد 5 دقائق من ترديد بعض الهتافات.
الدكتور علي رضا زادة، مدير مركز الدراسات العربية- الإيرانية في لندن، قال في تعليق لـ”كيوبوست”: “إن الخارجية البريطانية وجهت إنذارًا شديد اللهجة إلى إيران بشأن الواقعة، وحذرت من المساس ببعثتها الدبلوماسية هناك أو تعرضها إلى أية مضايقات أمنية”، مشيرًا إلى أنه حال حدوث أي احتكاك ستقوم لندن بقطع العلاقات الدبلوماسية على الفور، كما حدث قبل ذلك.

وأضاف زادة أن إيران في الوقت الحالي ليست في ظروف تسمح لها بالتعدي على الدبلوماسيين وتجاوز القانون في التعامل معهم، فهي تسعى لتضييق المسألة وإنهائها بشكل كامل خلال الفترة الحالية؛ لأن التصعيد سيكون فيه ضرر لمصالحها بشكل واضح، مؤكدًا أن الاحتجاج ليس من بريطانيا فقط؛ ولكن من الدول الأوروبية أيضًا.
اقرأ أيضًا: إيران تهدد عائلات صحفيين معارضين في بريطانيا
وتابع مدير مركز الدراسات العربية- الإيرانية في لندن بأن السفير البريطاني لم يخطئ في تصرفه من الناحية القانونية، ومن ثَمَّ لا يمكن توجيه أي لوم إليه، لافتًا إلى أن وجود مصالح مشتركة بين إيران والدول الأوروبية يدفع طهران إلى التهدئة وإنهاء الأزمة؛ خصوصًا في ظل الخلاف حول الاتفاق النووي ووجود رغبة إيرانية في التوصل إلى اتفاق مشابه بدعم أوروبي.

ومن جهته، قال د.غسان العطية، مدير المعهد العراقي للتنمية والديمقراطية بلندن، في تعليق لـ”كيوبوست”: “إن السفير البريطاني كان يقوم بدوره في متابعة الأحداث عن قرب، وعملية توقيفه جرت من الحرس الثوري الإيراني الذي أصبح يخشى من الغضب الداخلي ورصد أي مشاهد للعنف منه ضد المتظاهرين؛ خصوصًا بعد أن انطلقت تظاهرات تطالب الحرس الثوري بإنفاق الأموال داخل إيران بدلًا من تسليح دول أخرى”، مشيرًا إلى أن تدخل الخارجية الإيرانية للإفراج عن السفير جاء كمحاولة لتدارك الخطأ الذي حدث؛ لأن البلاد لا يمكنها تحمل عقوبات أوروبية أو حتى توتر في العلاقات.
اقرأ أيضًا: كيف تستخدم إيران حزب الله في بريطانيا؟
وتابع العطية بأنه يجب النظر إلى الحادثة في سياق التطورات الإقليمية المحيطة بها من حادثة إسقاط الطائرة الأوكرانية بالخطأ، وعملية مقتل الجنرال قاسم سليماني قائد “فيلق القدس” بالحرس الثوري، بجانب الرد الإيراني وما تبعه من أحداث، مؤكدًا أن طهران تعاني أوضاعًا اقتصادية سيئة؛ بسبب العقوبات الأمريكية، وهو ما يجعلها لا يمكنها تحمل مزيد من الاضطراب الاقتصادي مع دول تعول عليها؛ ومن بينها بريطانيا بالتأكيد.