الواجهة الرئيسيةفلسطينيات
تطورات مفاجئة في غزة… وإسرائيل تتحدث عن صفقة كبرى
تسهيلات مقابل التهدئة: ما سر زيارة وفد حماس في الخارج إلى غزة؟

كيو بوست –
تتحدث مصادر إسرائيلية عن صفقة وشيكة بين حماس وإسرائيل، تتعلق ببنود لطالما كانت خلافية بين الطرفين. وتزايدت مصداقية تلك المصادر مع سماح إسرائيل لوفد من قيادة حماس في الخارج بدخول قطاع غزة، الأمر الذي لم يكن ليحدث دون تنسيق مصري حمساوي مع إسرائيل، بهدف إجراء مشاورات بين قيادات حماس في الداخل والخارج.
وأفادت القناة الإسرائيلية الثانية أن حركة حماس وافقت على الورقة المصرية المكونة من 4 مراحل، بهدف التوصل إلى اتفاقية شاملة مع إسرائيل.
اقرأ أيضًا: قطر ترعى تفاهمات صفقة القرن بين حماس وإسرائيل والولايات المتحدة
وبحسب القناة العبرية، فإن المرحلة الأولى تشمل التهدئة وفتح معبر رفح بشكل دائم، بالتزامن مع تسهيلات إسرائيلية بخصوص الحصار، مقابل إيقاف الطائرات الورقية والصواريخ من القطاع إلى مناطق جنوب إسرائيل.
أما المرحلة الثانية فهي التوصل إلى اتفاق مصالحة مع فتح، يشمل إلغاء العقوبات المفروضة على غزة، وإعادة السلطة الفلسطينية لإدارة شؤون القطاع.
وتتمثل المرحلة الثالثة في إنشاء مشاريع واستثمارات في بنية القطاع التحتية، وتقليص نسبة البطالة، وإقامة ميناء بحري، إضافة إلى السماح بدخول وخروج البضائع.
وستكون الهدنة طويلة الأمد (5-10 سنوات)، وتنفيذ صفقة تبادل أسرى هي المرحلة الرابعة.
لكن قناة “ريشت كان” الإسرائيلية ذكرت أن مجموعة من وزراء إسرائيل يرفضون الحديث عن أي إعادة إعمار لقطاع غزة قبل إعادة الجنود الأسرى لدى حماس، ما يعني عدم موافقتهم على تنفيذ الشروط إلا بعد تنفيذ صفقة تبادل.
اقرأ أيضًا: مباحثات حمساوية-إسرائيلية في السويد لتمرير “صفقة القرن”
القناة ذكرت أيضًا أن شخصيات رفيعة من دولة الاحتلال سافرت إلى قطر، من أجل التوصل إلى اتفاق، بما في ذلك متابعة قضية الجنود الإسرائيليين الأسرى لدى حماس منذ حرب عام 2014، لاسيما أن قطر تجمعها علاقات طيبة مع إسرائيل، ويزور سفيرها في غزة محمد العمادي إسرائيل والقطاع بين الفينة والأخرى لترتيب الأوضاع في غزة، بالتشاور مع حماس وإسرائيل.
اختفاء قيادات حمساوية وبروز أخرى
تعتقد مصادر إعلامية فلسطينية أن عراب الصفقة الجديدة هو صالح العاروري، الذي كان يعيش في قطر -قبل أن يخرج منها بطلب إسرائيلي أمريكي- ودخل إلى القطاع بتنسيق إسرائيلي مصري على رأس وفد من حماس. وربطت المصادر الإعلامية بين الضجة التي أثيرت حول دخوله مع الصفقة المرتقبة، خصوصًا أن زيارة رئيس المكتب السياسي لحماس في حينه خالد مشعل قبل سنوات لم تشهد مثل هذه الضجة بتاتًا.
كما أن غياب قائد حماس في غزة يحيى السنوار عن استقبال العاروري، إضافة إلى غياب فتحي حماد وخليل الحية، قد يكون له تداعيات خطيرة، لأن هؤلاء محسوبون على تيار الصقور (المقاومة)، على عكس هنية (التيار السياسي في الحركة).
المصادر ذكرت أن “رمزية تراجع السنوار عن المشهد، والدخول الدرامي للعاروري إلى القطاع”، يعنيان أن هذه التحركات يراد لها أن تكون ترويجًا لانتصارات سياسية لحماس، ولمعاناة الغزيين، بما يعني أن بعض قادة حماس يريدون أن يظهروا ذلك على أنه انتصار سياسي بغطاء إنساني، بينما هو في حقيقة الأمر مباركة للاتفاقية الأخيرة مع حماس.
وكانت صحيفة عربية ذكرت، أمس، أن موافقة مبدئية قدمتها حماس حول الخطة، لكنها ستخرج بقرار نهائي بعد المشاورات التي تجري بين العاروري وهنية في غزة.
اقرأ أيضًا: معاريف الإسرائيلية: السعودية تغتال “صفقة القرن”
على الناحية المقابلة، يعتقد الخبير العسكري الإسرائيلي “عمير ربابورت” أن إسرائيل تنتهج سياسة تقوم على إبقاء حماس مردوعة، وليس القضاء كليًا عليها، وهذا يعني أن إسرائيل لا تريد أن تقضي نهائيًا على حماس في القطاع، أو غير قادرة على ذلك.
أما وزير القضاء الإسرائيلي السابق يوسي بيلين فقد قال: إن الحل الأمثل لإيجاد مخرج لأزمة القطاع هو السماح بدخول 5 آلاف عامل إلى إسرائيل، وهو الأمر الذي طالب به من قبل المبعوث القطري إلى قطاع غزة محمد عمادي، في مقابلة مع وسيلة إعلام إسرائيلية.
الخلاصة أن تغيرات كبيرة في سياسة حماس الداخلية ستشهدها الأيام القادمة، مقابل فك أو تخفيف الحصار، الأمر الذي سيروج له فلسطينيًا على أنه انتصار لحماس، بينما هو في الحقيقة تقديم تنازلات لطالما رفضتها الحركة سابقًا، وهي أقل بكثير مما كان يحظى به الفلسطينيون قبل سيطرة حماس عسكريًا على قطاع غزة، حين كان بإمكانهم السفر إلى الخارج بسهولة على الأقل.