الواجهة الرئيسيةشؤون خليجية
تطورات الساعات الـ48 الأخيرة في اليمن
معارك ميدانية تشهد تقدم الجيش اليمني وخسائر في صفوف ميليشيات الحوثي

كيو بوست –
مع استمرار المعارك الميدانية في محافظات اليمن المختلفة، تواصل القوات اليمنية الشرعية -المدعومة من قوات التحالف العربي بقيادة السعودية- تحقيق تقدم ملموس على أرض الواقع في الساعات الثماني والأربعين الأخيرة، في حين سجلت الميليشيات الحوثية الموالية لإيران خسائر بشرية ومادية كبيرة في صفوفها.
ففي صعدة، ولليوم الثاني على التوالي، تشهد المعركة الميدانية تقدم قوات الجيش الوطني اليمني في مديرية الظاهر جنوب غربي صعدة، وسط خسائر كبيرة في أوساط الحوثيين، إذ أكد قائد عسكري أن أكثر من 140 عنصرًا من ميليشيا الحوثي لقوا مصرعهم خلال معارك مديرية الظاهر، بالإضافة إلى مئات الجرحى، والخسائر في العتاد العسكري بنيران الجيش وبغارات التحالف، مشيرًا إلى أن الجيش الوطني نفذ عملية التفاف واسعة استعاد خلالها مواقع الرماديات، ومركز والبة، وغاشي، وبيت الذهلي، وبيت العماش، والمديحم، وجبل المجرم، والكحلا، وجبل جزاع، ووادي الخلبه، ونامسه الخباطي، وجبل الراكب، وجبال عزان، وكذا جبلي حبيش والصافية المطلين على مثلث مران، بحسب ما نقل موقع “العربية.نت”.
اقرأ أيضًا: الحرب في اليمن: فرص السلام في الحديدة، والتحدي الصعب في صعدة
ومع تواصل المعارك بشكل متقطع في بقية جبهات صعدة، شنت مقاتلات التحالف العربي 7 غارات على أهداف تابعة للانقلابيين في مديرية «باقم» الحدودية مع السعودية، كما نفذ طيران التحالف غارات عنيفة على مواقع وتحركات لميليشيات الحوثي في مديرية «السوادية» شمالي محافظة البيضاء وسط البلاد. وبحسب مصدر عسكري ميداني، فإن الغارات الجوية دمرت منصة إطلاق صواريخ كاتيوشا ومركبتين عسكريتين، ما أسفر عن مصرع 35 على الأقل من ميليشيا الحوثي كانوا موجودين في الموقع المستهدف وعلى متن المركبتين.
وسائل إعلام يمنية نقلت كذلك عن مصدر أمني أن القيادي اللبناني في ميليشيا حزب الله طارق حيدرة -كنيته “أبو حيدرة”- لقي مصرعه أثناء وجوده مع قيادات حوثية، وذلك في غارة جوية للتحالف على محافظة صعدة. وأوضح المصدر أن “أبا حيدر” قتل مع شخص آخر يدعى علي الجحدري، مشيرًا إلى أن تفاصيل العملية الاستخباراتية التي استهدفت القيادي في حزب الله وقيادات حوثية أخرى ستنشر لاحقًا.
وتناولت أنباء اليوم الأحد مقتل القيادي الحوثي الميداني، طه علي أحمد الحملي، أحد المتخصصين في الصواريخ، الذي ساهم -وفق مصادر مقربة من الميليشيات- في تطوير بعض أنواع الصواريخ الباليستية، وذلك خلال غارة لطائرات تحالف دعم الشرعية في منطقة الدريهمي بجبهة الساحل الغربي جنوب محافظة الحديدة، وكان أحد رفاق مسؤول أمن الميليشيات القيادي طه المداني، شقيق يوسف المداني، الذي قتل عام 2015 في محافظة الضالع.
اقرأ أيضًا: ما أهمية صعدة في ميزان الحرب داخل اليمن؟
كما أفادت أنباء، الجمعة، بمقتل القيادي في ميليشيات الحوثي، عبد الخالق الحوثي، شقيق زعيم الميليشيات عبد الملك الحوثي، وعدد من مرافقيه، بغارة للتحالف على مزرعة في مديرية باجل في الحديدة، مشيرة إلى أن المطلوب رقم 6 في قائمة التحالف كان مرصودًا خلال الأيام الماضية، واستُهدف قبل فجر الجمعة.
وأعلن الجيش اليمني استكمال المرحلتين الأولى والثانية من العملية العسكرية المسماة بـ«قطع رأس الأفعى»، موضحًا أن قوات الشرعية باتت الآن تحاصر معقل زعيم الميليشيات، وتتهيأ لاقتحام مخبأه في «مران». وذكرت مصادر محلية في صعدة، حسب صحيفة الاتحاد الإماراتية، أن ميليشيات الحوثي أعلنت حالة الاستنفار القصوى في مديرية حيدان، التي بدأت باستقبال تعزيزات عسكرية حوثية لمنع تقدم قوات الشرعية إلى منطقة مران التي تبعد نحو 10 كيلومترات عن مديرية الظاهر المحررة.
وشنت ميليشيات الحوثي حملة اختطافات واسعة طالت عددًا من الشيوخ والوجاهات القبلية في محافظة صعدة، لإجبار القبائل على الدفع بمجندين، وإنشاء خط دفاع متقدم عن مران معقل زعيم الميليشيات الانقلابية. وأشارت المصادر إلى أن ميليشيات الحوثي فرضت التجنيد الإجباري على أهالي حيدان، وأمرت عناصرها بالبدء بحفر خنادق وبناء متاريس في الجبال والوديان والطرقات العامة لإعاقة تقدم قوات الجيش.
الجيش اليمني يتقدم في جميع الجبهات
وفي السياق ذاته، تتقدم قوات الجيش الوطني في المحور الثاني باتجاه محافظة حجة، حيث سيطرت على قرية الدباع ووادين وملقى جرف وطلح والجميمة وعزل غافره بمختلف قراها ووديانها، وتدور معارك في المناطق المحاذية لمديرية حيدان في صعدة. كما حققت قوات الجيش الوطني، أمس، تقدمًا ميدانيًا جديدًا في مديرية «حيفان» جنوبي محافظة تعز، وحررت عددًا من المواقع والمناطق في «عزلة الاعبوس». وذكر مصدر عسكري أن «قوات الجيش تمكنت من تحرير مركز السويدا في عزلة الاعروق، وسوق الخزجة والعذير والخزجة وجبل هيجة الجن وجبل الكرب وجبل الحبوال، بعد معارك ضارية خاضتها مع ميليشيا الحوثي الانقلابية».
اقرأ أيضًا: حدة الحرب في اليمن تتحول من الغرب للشمال
المصدر العسكري أوضح أن قوات الجيش تخوض في هذه الأثناء معارك عنيفة مع الحوثيين في منطقة حارات في «عزلة الاعبوس»، لافتًا إلى وقوع انهيارات كبيرة في صفوف الميليشيات الانقلابية. وذكر المصدر أن المعارك أسفرت عن سقوط عشرات القتلى والجرحى في صفوف الميليشيا، علاوة على أسر عدد من عناصرها، مؤكدًا أن قوات الجيش استعادت خلال المعارك كميات كبيرة من الأسلحة والذخيرة المتنوعة، بالإضافة إلى منصة إطلاق صواريخ كاتيوشا.
وفي محافظة الضالع، اندلعت مواجهات عنيفة، مساء أمس، بين قوات الجيش الوطني وميليشيا الحوثي الانقلابية في جبهة «حمك». وذكر مصدر عسكري أن المواجهات نشبت في منطقة «نقيل الخشبة» على الخط الفاصل بين محافظة إب ومحافظة الضالع، عند محاولة الميليشيا الدفع بتعزيزات إلى الجبهة. وبحسب المصدر، فإن المعارك أسفرت عن تدمير آلية عسكرية تابعة للميليشيا، ومقتل وجرح من كانوا على متنها، فيما لاذ البقية بالفرار. ولفت المصدر إلى أن قوات الجيش الوطني أفشلت خلال الأيام الماضية محاولات عدة للميليشيا للتقدم باتجاه محافظة الضالع، وكبدتها خسائر كبيرة في الأرواح والعتاد.
تحالف الشرعية: سنحاسب مرتكبي خطأ تنفيذ غارة ضحيان
في المقابل، والتزامًا بمسؤوليتها تجاه المدنيين، تعهدت قيادة تحالف دعم الشرعية في اليمن، بمحاسبة كل من ارتكب خطأ في تنفيذ غارة ضحيان بمحافظة صعدة الشهر الماضي، مؤكدة التزامها بالقانون الدولي، تجاوبًا مع تقرير لجنة تقييم الحوادث في اليمن، الذي أقر بوجود أخطاء في تنفيذ الغارة الجوية، على حافلة كانت تقل قياديين حوثيين.
اقرأ أيضًا: لماذا تستعر المعركة في صعدة اليمنية تحديدًا؟
وقبلت قيادة قوات تحالف دعم الشرعية في اليمن بنتائج تقرير لجنة تقييم الحوادث في اليمن، بشأن استهداف حافلة في ضحيان بصعدة اليمنية، خلال شهر أغسطس/آب الماضي، مؤكدة أنها ستستمر في الالتزام بالقانون الدولي الإنساني وقواعده العرفية والاتفاقيات ذات الصلة، مع تطبيق قواعد الاشتباك وفق أعلى المعايير والممارسات الدولية، بما يضمن احترام القانون الإنساني الدولي وتحقيق المحافظة على أرواح وممتلكات المدنيين.
وعبرت القيادة عن أسفها لتلك الأخطاء، مقدمة تعازيها لأهالي الضحايا وتضامنها معهم، متمنية للمصابين الشفاء العاجل، ومعلنة في الوقت ذاته أنه سيتم تكليف اللجنة المشتركة للنظر في منح المساعدات الطوعية للمتضررين في اليمن، بالتواصل مع الحكومة اليمنية الشرعية، لتحديد هويات وأسماء المتضررين ليتم العمل على مساعدتهم وفق الإجراءات المنظمة لذلك، وفق التحالف.