الواجهة الرئيسيةترجماتشؤون دولية
تضاعف اهتمام المسلمين الأمريكيين بالسياسة خلال عامين فقط، لهذه الأسباب
مشاركة المسلمين في عالم السياسة الأمريكية تؤتي ثمارها

ترجمة كيو بوست –
“من الواضح أن المزاج السياسي العام لدى العرب الأمريكيين تغير خلال السنوات القليلة الماضية، إذ تشير الإحصاءات إلى تزايد مشاركة العرب والمسلمين الأمريكيين في الحياة السياسية العامة، على مستوى المشاركة في التصويت، وكذلك على مستوى الترشح للمناصب القيادية الهامة”، هذا ما ذكره أستاذ العلوم السياسية في جامعة روتجرز الأمريكية، المؤلف مايكل كورتيس، في مقالته في مجلة “أميركان ثينكر” الأمريكية.
ربما كان التغيير الأكثر إثارة للدهشة في الانتخابات النصفية الأمريكية 2018 هو الظهور السياسي اللافت للأمريكيين العرب والمسلمين في الولايات المتحدة، مع وجود عدد قياسي من المرشحين العرب والمسلمين المتنافسين على المناصب القيادية. وتشير التقديرات إلى أن 4,5 مليون عربي أمريكي و7,5 مليون مسلم على الأراضي الأمريكية أظهروا رغبة في المشاركة في الفعاليات والأحداث السياسية الأمريكية في الآونة الأخيرة. يتركز وجود العرب الأمريكيين في ولايات مثل كاليفورنيا، وفلوريدا، وإلينوي، ونيويورك، وتكساس، وفيرجينيا.
اقرأ أيضًا: الفلسطينية رشيدة طليب أول عربية تفوز بالكونغرس الأمريكي: فمن تكون؟
وبرغم ضخامة هذه التحول من جانب المواطنين الأمريكيين من العرب والمسلمين تجاه المشاركة في الحياة السياسية الأمريكية، إلا أن وسائل الإعلام الأمريكية والدولية لم تسلط الضوء الكافي على ذلك.
لم يكن الأمريكيون العرب مهتمين بالسياسة والانتخابات الأمريكية قبل عام 2000. لكن في ذلك العام بالتحديد، قدّم العرب 700 مرشح في المنافسات على مستوى المقاطعات والولايات والمدن الكبرى، منهم 92 مرشحًا من ولاية تكساس لوحدها. في ذلك الوقت، جرى انتخاب 153 مرشحًا للمكاتب المحلية، ولم يجرِ انتخاب أي منهم على مستوى الولايات أو حتى على المستوى الفدرالي. ومن الجدير ذكره أن أحداث 11 أيلول/سبتمبر ثبطت العرب والمسلمين عن الانتشار السياسي في الحياة الأمريكية العامة آنذاك.
قبل عام 2018، كان هنالك أقل من 300 أمريكي عربي في المناصب السياسية الأمريكية. ولكن في هذا العام، حصلت انفراجة كبيرة، إذ أشارت استطلاعات الرأي إلى أن حوالي 95% من العرب والمسلمين شاركوا في التصويت، بينما جرى انتخاب 55 مسلمًا في مناصب عامة.
كما تشير التقديرات الحالية إلى أن 182 أمريكيًا عربيًا ترشحوا لمناصب قيادية على جميع المستويات، من رئاسة المناطق إلى عضوية مجلس الشيوخ. كما ترشح 46 أمريكيًا عربيًا لعدد من المناصب على مستوى الولايات والمجالس المحلية. علاوة على ذلك، ترشح 25 عربيًا أمريكيًا لمقاعد عضوية مجلس النواب، ومجلس الشيوخ، وكذلك منصب حاكم الولاية. ومن الجدير ذكره أن غالبية العرب الأمريكيين ترشحوا عن الحزب الجمهوري، خسر 16 منهم في الانتخابات التمهيدية.
اقرأ أيضًا: بعد 17 عامًا على أحداث أيلول: كيف يُعامل مسلمو الولايات المتحدة؟
وبحسب الإحصائيات، تمكن 12 عربيًا من المنافسة في صناديق الاقتراع، جرى انتخاب 9 منهم، وأعيد انتخاب واحد آخر. هذه الأسماء تشمل عربيتين مسلمتين: إلهان عمر في ولاية مينيسوتا (ابنة لاجئين صوماليين)، وكذلك رشيدة طليب في ولاية ميشيغان (ابنة لاجئين فلسطينيين).
من اللافت كذلك أن عضوة الكونغرس إلهان عمر، العضوة السابقة في هيئة تشريع ولاية مينيسوتا، هي أول سيدة عربية مسلمة ترتدي حجابًا في مجلس النواب الأمريكي، وسبق لها أن تحدثت بإسهاب عن “إسرائيل العنصرية”.
هنالك أيضًا امرأتان أمريكيتان عربيتان فازتا في ولاية فلوريدا هما دونلا شلالا، وديبي موكارسيل بيل. علاوة على ذلك، جرى انتخاب وإعادة انتخاب العديد من الأمريكيين العرب في الانتخابات الأخيرة، من بينهم رالف أبراهام في ولاية لويزيانا، الذي حصد 67% من الأصوات، وكذلك كريس سنونو الذي فاز بفترة ثانية لمنصب حاكم ولاية نيوهامبشير. وفي ميشيغان، أصبح عبد السيد، المدعوم من الإخوان المسلمين، محافظًا للولاية.
اقرأ أيضًا: تأثير الانتخابات الأمريكية النصفية على سياسات ترامب الداخلية والخارجية
ويبدو كذلك أن هنالك تغييرًا في المزاج السياسي العام لدى العرب الأمريكيين؛ ففي عام 2000، صوت 72% من العرب لصالح جورج دبليو بوش، و8% لصالح إيلغور، و14% لصالح رالف نادر. وفي عام 2018، صوت 78% لصالح الديمقراطيين، و17% لصالح الجمهوريين. كما أن الإحصاءات تفيد بأن النساء الأمريكيات العربيات يملن للتصويت لصالح الديمقراطيين أكثر من الرجال العرب. وبحسب الاستطلاعات، 46% من الأمريكيات العربيات يعتبرن أنفسهن ليبراليات ومتحررات فيما يخص القضايا الاجتماعية، بينما 35% قلن إنهن محافظات. علاوة على ذلك، 40% من العربيات يعتبرن أنفسهن ليبراليات في القضايا المالية، مقارنة بـ43% محافظات.
هنالك علامات ودلالات هامة على تغيّر تفكير المواطنين الأمريكيين العرب فيما يتعلق بالسياسة داخل الولايات المتحدة. أكثر من 50% من العرب الأمريكيين يقولون إنهم أصبحوا أكثر اهتمامًا بالسياسة مقارنة بعام 2016، بينما 55% أصبحوا فعالين في الأنشطة السياسية مقارنة بالعام ذاته.
المصدر: مجلة “أميركان ثينكر” الأمريكية