الواجهة الرئيسيةشؤون دوليةشؤون عربية

تسريبات المالكي الصوتية تهدد باشتعال العراق

علي فاضل ناشر التسريبات يؤكد لـ"كيوبوست" خلوها من أي تلاعب أو تغيير في طبقات الصوت

كيوبوست- أحمد الفراجي

أشعلت تسجيلات صوتية مسربة لرئيس وزراء العراق السابق وزعيم ائتلاف دولة القانون نوري المالكي، جدلاً واسعاً داخل العراق، وانتشرت كالنار في الهشيم؛ ما دفع بالعديد من أنصار التيار الصدري للنزول إلى الشارع، لينذر الوضع بحدوث اضطرابات سياسية وفوضى أمنية قادمة قد تقود البلاد إلى مصير مجهول.

قال المالكي، وهو يهاجم الصدريين ويصفهم بالجبناء في التسريبات: كانوا يتلقون الدعم والسلاح من الإيرانيين الذين زودوهم بصواريخ لاستهداف القوات الأمنية العراقية. ولم يكتفِ عند هذا الحد؛ إذ وصف العرب السُّنة في العراق بالخونة.

اقرأ أيضاً: المعضلة العراقية

وأضاف المالكي: هناك مخطط يقوده البريطانيون لتقوية الصدر، ومن ثمَّ الانقلاب عليه وقتله وتسليم الحكم للسُّنة، فضلاً عن اتهامه رئيس إقليم كردستان العراق مسعود البارزاني، بـ”السعي وراء تدشين زعامة مذهبية لسُّنة العراق، مع ضم مقتدى الصدر إلى ذلك المحور كممثل وحيد عن الشيعة”.

وسرعان ما نفى نوري المالكي ما جاء في تسريبات الصحفي علي فاضل، وحذَّر من الوقوع في الأخبار الكاذبة المفبركة أو تداولها، معتبراً إياها محاولة لإثارة فتنة يبعثونها وإثارة الاضطرابات.

تسريبات دقيقة

علي فاضل

علي فاضل، صحفي عراقي، وهو أول مَن كشف عن التسجيلات الصوتية ومدتها الزمنية 48 دقيقة، ونشرها على حسابه في “تويتر”؛ ليُحدث ضجة كبيرة وجدلاً لم ينتهِ، وهو مستمر بخصوص نشر المزيد من هذه التسريبات.

وأكد فاضل، في تصريح خاص أدلى به إلى “كيوبوست”، أن هذه التسريبات دقيقة؛ وهي تعود إلى المالكي شخصياً، ونفيه لن ينفعه بشيء؛ لأن التسريب كان من أشخاص يجلسون مع المالكي، أما قصة النفي فهي أمر طبيعي ومتوقع.

وقال فاضل: التسجيل المسرب لنوري المالكي كان خلال اجتماع سري، أثناء قيادة مقتدى الصدر حراكاً مع الكتل السُّنية والكردية لتشكيل الحكومة العراقية منذ شهرين تقريباً. وتابع: تأكدنا منه مراراً، وخضع التسجيل لخبراء مختصين بتقنيات الصوت؛ إذ أكدوا لنا بعد فحصه بشكل جيد جداً، أنه يعود إلى المالكي ولم يخضع لأي تلاعب أو تغيير بطبقات الصوت.

اقرأ أيضاً: هل الحكومة العراقية جادة في محاكمة “عصابة الموت”؟

وزود فاضل “كيوبوست” بتسجيل جديد يحشد فيه ضد التيار الصدري لمقاتلته، ويتحدث عن الفساد داخل الفصائل المسلحة الشيعية، ويؤكد لرئيس الوزراء العراقي الحالي مصطفى الكاظمي، في اجتماع، “أن المرحلة القادمة مرحلة قتال، فاستعدوا”.

اجتماع سابق للإطار التنسيقي الشيعي مع الصدر

ويرجع أصل الخلاف بين الصدر والمالكي وتبادل التصريحات والاتهامات النارية في ما بينهما، إلى زعامة البيت الشيعي والنفوذ من خلال الاستحواذ على رئاسة وزراء العراق، والتي تعد حلم الصدريين منذ سنين، وكان الإيرانيون دائماً يسعون لترطيب الأجواء بين الصدر والمالكي، وجمعهما لتوحيد البيت الشيعي سياسياً؛ لكنها مصالحة لا تستمر طويلاً ليتجدد الخلاف قسوةً بين الطرفَين.

لكن الذي فجَّر الصراع بشكل علني بين الرجلَين، كان نتائج الانتخابات الأخيرة التي أفرزت فوز الكتلة الصدرية بـ73 مقعداً في مجلس النواب. ودعا الصدر، في أكثر من مناسبة، الكتل السياسية إلى تشكيل حكومة أغلبية وطنية واختيار رئيس الجمهورية وتسمية رئيس الوزراء القادم من قِبل الصدريين باعتبارهم الكتلة النيابية الأكبر؛ الأمر الذي رفضته كتل الإطار التنسيقي الشيعية.

اقرأ أيضاً:  مصدر استخباراتي لـ”كيوبوست”: إيران وميليشياتها مارستا ضغوطاً كبيرة لمنع تولِّي الكاظمي رئاسة الوزراء

واتهم الصدريون المالكي أكثر من مرة بأنه يضع العصا في دولاب العملية السياسية لإزاحة التيار الصدري، وجعلهم الرقم الثاني أو مجرد مشاركين في الحكومة دون دور؛ وهو ما وضع التيار وزعيمه أمام خيار الانسحاب واللجوء إلى الشارع وحشد الجماهير.

مقتدى الصدر

هوة واسعة

عصام الفيلي

وعلَّق المحلل السياسي العراقي عصام الفيلي، لـ”كيوبوست”، قائلاً: إن هذه التسريبات تعكس مستوى الهوة الواسعة بين المالكي وأكثر من جهة؛ ليس المستهدف هو الصدر وإنما المتابع للتسجيلات يجد أنها تشكل أزمة حقيقية بين الأطراف السياسية الشيعية، منها منظمة بدر التي يرأسها هادي العامري، وهذا يدلل على أن هناك إشكالية بدأ يعانيها الإطار التنسيقي.

“هي طلقة الرحمة على المالكي ونهاية مستقبله السياسي؛ خصوصاً إذا ما علمنا أن المالكي يمتلك أكبر محصلة رقمية داخل البيت الشيعي عقب الانتخابات التشريعية، لكن أغلب القوى السياسية باتت تدرك حجم الأزمة في حال اختيار المالكي لرئاسة الوزراء العراقية القادمة”، يختم الفيلي.

اتبعنا على تويتر من هنا

تعليقات عبر الفيس بوك

التعليقات

مقالات ذات صلة