الواجهة الرئيسيةشؤون عربية

تزوير التاريخ والجغرافيا: خالد مشعل يشيد بالاحتلال التركي لعفرين!

لماذا تقدس جماعة الإخوان تركيا وزعيمها؟

كيو بوست –

في الوقت الذي كشف فيه تقرير للأمم المتحدة، عن أن عدد الذين هُجروا من عفرين بعد الاحتلال التركي بلغ 137 ألف مواطن سوري كردي، وبالتزامن مع تحذيرات دولية من “تتريك” المدينة بعد تهجير سكانها، وقيام تركيا بتعيين والي تركي وقائمقام على المدينة، أشاد القيادي في الإخوان، مسؤول حركة حماس، خالد مشعل، بالاحتلال التركي لمدينة عفرين، ووصفه بأنه “نموذج للإرداة التركية”!

وقد أدلى مشعل بتصريحاته التي تشيد بالاحتلال التركي لجزء من دولة عربية، أثناء تناوله العشاء في جمعية “جيهان نوما” التركية، وبعد احتفالات يقوم بها الإخوان المسلمون في أنقرة، تترافق مع الذكرى التسعين لتأسيس الجماعة المصنفة كـ”إرهابية” على قوائم معظم الدول العربية.

كما لم يبخل خالد مشعل بإضفاء صفات مقدسة على ما يدور في تركيا، إذ قال: إن “الله لم يتخل عن تركيا في ليلة الانقلاب الفاشل عام 2016، والشعب التركي والرئيس أردوغان حطموا كل المؤامرات التي حيكت ضدهم”.

ومما يعبر عن ولاء السيد مشعل للسياسة التركية ولاءً دينيًا مقدسًا، من خلال تقديس رئيسها أردوغان، قوله: “اليوم نحن نسعد بفخامة الرئيس أردوغان، هذا الزعيم الذي رفع رأس تركيا عاليًا، ورفع معها أمة الإسلام”.

يتناقض خلط السيد مشعل السياسة بالدين -من خلال اعتباره أن الله يرعى أردوغان- مع منهج الإخوان الذين لا يعترفون بأن سقوط حكومة الإخوان في مصر بقيادة محمد مرسي، كان هو أيضًا نتيجة “تخلي الله عن الجماعة”! ويتناقض ثانيًا مع مشاعر الشعوب العربية التي أصيبت بالمرارة جراء احتلال تركيا لمعظم أراضي الشمال السوري، وترحيل 137 ألفًا من سكانها وتهجيرهم إلى العراء، على الرغم من أنهم مسلمون، وعاشوا منذ آلاف السنين آمنين داخل دولة عربية (سوريا)، قبل أن تتدخل تركيا بقواتها ومناصريها من جماعات الإسلام السياسي، ليعيثوا بالمدينة فسادًا وتخريبًا.

وتستمر محاولات تركيا لضم عفرين إلى إقليم “هاتاي” التركي، وفرض نظام تعليمي يقره مسؤولون أتراك، بما يتوافق مع سياسة حزب العدالة والتنمية الحاكم في التوسع والسيطرة تحت مسمى الدين.

 

غدر سوريا والعراق

واعتبر مراقبون تصريحات مشعل التي أثارت ردود أفعال عربية وفلسطينية، محاولة لشرعنة احتلال دولة عربية بجيوش أجنبية، خصوصًا أن أردوغان أعلن، في 2017، من اليونان انتقاده لاتفاقية “لوزان” التي ترسم حدود تركيا الحالية، واعتبر الاتفاقية بأنها “هزيمة” لتركيا، وطالب علانية بتعديلها، لتشمل أجزاء من العراق وسوريا (خط الموصل حلب)، وهو ما أكده كتاب “المئة عام القادمة – توقّعاتٌ للقرن الحادي والعشرين” لمؤلفه جورج فريدمان.

ويريد أردوغان العودة إلى خريطة الاتفاق  “الوطني” التي أقرها البرلمان التركي عام 1920، الذي يعتبر أن حدود الأمة التركية كالتالي: “حدود أمتنا، من جنوب خليج الاسكندرونة، من أنطاكية، وجنوب جسر جرابلس ومحطّة سكة الحديد، وجنوب حلب، ثم تسير جنوبًا مع نهر الفرات حتى تضمّ دير الزور، ثم تتجّه شرقًا لتضمّ الموصل، وكركوك والسليمانية”.

ولم تستثن خطة أردوغان الحاجة لـ”حصان طروادة” لدخول تلك المناطق العربية، متمثلًا بالإخوان المسلمين، الذين يؤيدون أردوغان حد التقديس.

 

تزوير التاريخ

ليست الجغرافيا وحدها ما يتم تزويره على لسان قيادات الإخوان، في موالتهم العمياء للرئيس التركي، لحد اعتبار الاحتلال نموذجًا للإرادة التركية، بل شمل التزوير أيضًا التاريخ، إذ وصف مشعل تاريخ الأمة العربية وهي ترزح تحت نير الخلافة العثمانية، بقوله: “عاشت أمتنا بزعامة تركيا رافعة الرأس، وأحببنا تركيا من الكتب والتاريخ، ومن أفواه آبائنا وأجدادنا، وقدر الله أن نزورها”.

وهي تبرئة أخرى لتاريخ الخلافة العثمانية، التي أضاعت أول ما أضاعت فلسطين، بسبب فساد الخلافة وتدهور وضعها العسكري، ودخولها العبثي في الحرب العالمية الأولى، والسماح لليهود ببناء 70 مستوطنة على أرض فلسطين في ظل الخلافة، مما مكنهم من تجهيز أنفسهم لاحتلال باقي الأرض بمعونة الإنجليز!

بالإضافة إلى كم التخلّف والاستعباد، الذي انتشر في البلدان العربية نتيجة تلك الحقبة من الاحتلال، فبعد 400 عام من الاحتلال التركي، غادر الأتراك البلاد العربية، تاركين وراءهم أمة تنحرها الأميّة والجهل، بلا مدارس، ولا تعليم، أمة عربية كاملة جرى الإجهاز عليها بالكامل، ثم تسليمها على طبق من ذهب لاحتلالات أجنبية، الذين قاموا –بدورهم- بتقسيمها، وإهداء جزء مهم منها للحركة الصهيونية.

 

تعليقات عبر الفيس بوك

التعليقات

مقالات ذات صلة