الواجهة الرئيسيةشؤون دولية

تركيا تستهدف قبرص واليونان بهجمات إلكترونية واسعة

كيوبوست

ذكرت تقارير صحفية، نقلًا عن مسؤولين أمنيين في الغرب، أن من المعتقد أن هجمات واسعة عبر الإنترنت استهدفت حكومات ومؤسسات في أوروبا والشرق الأوسط، من تنفيذ متسللين يعملون لصالح الحكومة التركية.

وأظهرت البيانات أن من بين ضحايا تلك الهجمات، خدمات البريد الإلكتروني لقبرص والحكومة اليونانية ومستشار الأمن القومي للحكومة العراقية، وبدأت هذه الهجمات منذ أوائل عام 2018.

اقرأ أيضًا: تركيا.. المهربون نجوم “إنستجرام” لجذب المهاجرين غير الشرعيين

وقالت الحكومة القبرصية، في بيان: “إن الوكالات المعنية علمت على الفور بالهجمات وتحركت لاحتوائها.. لن نعلِّق بالتفصيل؛ لأسباب تتعلق بالأمن القومي”. وبينما امتنعت وزارة الداخلية التركية عن التعليق، اكتفى أحد المسؤولين الأتراك بالقول إن بلاده تعرَّضت هي الأخرى من قبل إلى هجمات تسلل إلكتروني متكررة.

عمل استخباراتي

اللواء محمود الرشيدي، مساعد وزير الداخلية المصري لأمن المعلومات سابقًا، قال في تعليق لـ”كيوبوست”: “إن التطور التكنولوجي لعب دورًا كبيرًا في تطوير العمل المخابراتي والأمني بشكل واسع التأثير؛ حيث لم يعد الأمر بنفس صعوبة الماضي، وحلَّت وسائل جديدة لتحقيق نفس النتائج بفعالية أكبر ومخاطر أقل”.

اللواء محمود الرشيدي، مساعد وزير الداخلية المصري لأمن المعلومات سابقًا

وأضاف الرشيدي: “يجب علينا أن لا نستبعد تورط تركيا في ذلك؛ خصوصًا أن البيانات والتقارير أشارت إلى استهدافها دولتَين على خلاف كبير معها، وهما قبرص واليونان؛ حيث إن الاتفاق التركي- الليبي ألقى بظلاله على الخلاف مع هاتين الدولتَين، وصعَّد من وتيرة الأحداث؛ وهو ما تمت ترجمته من خلال لقاءات مسؤولي قبرص واليونان مع دول أخرى، منها مصر بطبيعة الحال؛ لاتخاذ إجراءات لمواجهة تركيا التي تدعم جماعات متطرفة جنبًا إلى جنب مع توجه المزيد من الدعم إلى مافيا التجسس الإلكتروني، لتوجيه ضربات إلى أعداء أنقرة، واختراقهم إلكترونيًّا؛ وهو عمل استخباراتي في المقام الأول، ومع التطور التكنولوجي الهائل حاليًّا، لن يمكن سواء لقبرص أو اليونان أو أية دولة غيرهما أن تتمكن من صد هذه الهجمات إلا بنظام أعلى احترافية وكفاءة من النظام الإلكتروني الذي تدعمه تركيا لاختراق معلومات وبيانات الدول الأخرى، وخلاف ذلك ستستمر سياسات أردوغان في التجسس على الدول الأخرى التي بالمناسبة لن تكون فقط التي تحتفظ بعداوة مع بلاده؛ بل إنه يتجسس أيضًا على أصدقائه، لأن الأمر كما ذكرت استخباراتي في المقام الأول، وهذا العمل لا يفرق بين الصديق والعدو؛ خصوصًا في ظل سياسة كالتي يتبعها الرئيس التركي”.

اقرأ أيضًا: تركيا الأردوغانية والاستعمار الجديد

عمل متوقع

مصطفى أوزجان

الكاتب الصحفي والمحلل التركي مصطفى أوزجان، قال خلال حديثه إلى “كيوبوست”: “إن سياسة أردوغان في عمقها تعتمد على العمل السري الذي لا يمكنه الظهور في العلن، والذي يستهدف الجميع دون تفرقة”، لافتًا إلى أن توجيه هجمات إلكترونية إلى دول الخلاف مع أنقرة يعد عملًا متوقعًا، كما أنه ليس وليد اللحظة، بل ربما كانت السياسة المرتبكة للرئيس التركي سببًا في أن يتضح الأمر؛ خصوصًا بعد العملية العسكرية في ليبيا، والتي شهدت توقيع اتفاق مع رئيس حكومة الوفاق؛ ما أجَّج الخلاف مع عدة دول أخرى، منها قبرص واليونان.

اقرأ أيضًا: وثيقة جديدة تكشف نشاطات تركيا التجسسية في 92 دولة حول العالم

وتابع أوزجان: “التجسس التركي ليس متعلقًا بقبرص واليونان فقط؛ بل إن هناك تقارير سابقة أشارت إلى علاقات واتصالات إلكترونية خفية بين أردوغان وعناصر تابعة لتنظيمَي داعش والقاعدة؛ سواء في سوريا أو في ليبيا، وهو ما يعني أن التجسس الإلكتروني ربما بات طريقة يعتمد عليها الرئيس التركي كجزء مهم من السياسة العامة لأنقرة؛ من أجل الوصول إلى أهدافه ومطامعه، وبالتالي فإن على الدول الأخرى أن تعي ذلك وتدرك جيدًا أن تركيا تمارس عملًا استخباراتيًّا تجسسيًّا على مستوى عالٍ من الناحية الإلكترونية؛ ما يشكل تهديدًا متصاعدًا لن ينتهي ببساطة”.

اتبعنا على تويتر من هنا

تعليقات عبر الفيس بوك

التعليقات

مقالات ذات صلة