شؤون عربية

تركيا تستدير نحو حلفاء الأسد للخروج من الأزمة الاقتصادية

هل تقبل بها روسيا وإيران؟

كيو بوست –

بعد تراجع التأثير التركي في الشؤون الإقليمية والدولية، بسبب سياسات إردوغان الأخيرة تجاه القوى العربية والإقليمية المختلفة، باتت تركيا تعيش في وضع سياسي صعب، دفعها إلى البحث عن حلول، خصوصًا في القضية السورية، بهدف حفظ ماء الوجه.

ويتركز اهتمام تركيا حاليًا في تلك القضية في مدينة إدلب، حيث تتجلى مخاوفها في مصير المدينة المستقبلي، بعد أن باتت الهدف الأول للنظام السوري، الذي تمكن من فرض سيطرته على مناطق المعارضة المختلفة في وسط البلاد وجنوبيها. وقدمت تركيا، عبر وفد وزاري زار روسيا، مقترحًا لحل هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة)، ما اعتبره مراقبون محاولة لتطويق الخسائر التي مني بها الأتراك في عدد من القضايا الهامة، من بينها أزمة انهيار قيمة الليرة التركية.

اقرأ أيضًا: أطماع تركيا ومخاوفها تتجلى في مدينة إدلب

 

استدارة إلى روسيا

واعتبر الوفد التركي إلى روسيا، برئاسة وزير الخارجية جاويش أوغلو، أن الحل العسكري في معقل المعارضة الأخير سيكون كارثيًا على المنطقة وعلى مستقبلها، بسبب تواجد قوات حليفة لبلاده في المدينة، بما فيها تلك المنتمية إلى جماعات الإخوان المسلمين، والتيارات الجهادية المتشددة التي ترعاها تركيا.

ويعتقد مراقبون بأن تركيا وجدت في إدلب فرصة مناسبة لإثبات جدوى التحالف مع روسيا، بعد العقوبات الأمريكية عليها، ما يعني استدارة تركية إلى حلفاء بشار الأسد، بعد سنوات من محاولات إظهار نفسها في مقدمة أعدائه. وفي المقابل، يشير آخرون إلى توقيت استنجاد إردوغان بحلفاء الأسد، الذي يأتي قبل القمة الثلاثية المرتقبة بين إيران وروسيا وتركيا، التي يتوقع لها أن تشهد اتفاقيات حول سير الأزمة السورية ومآلاتها في المرحلة القادمة.

اقرأ أيضًا: حلول تركيا الخاسرة في إدلب

لكن على أية حال، لن يكون من السهل تفكيك جبهة النصرة، والمجموعات المتشددة الأخرى في إدلب، بسبب الدعم الكبير الذي تلقته من تركيا، الأمر الذي أسهم في تقوية تلك المجموعات مع استمرار تهريب الأسلحة والمقاتلين إليها عبر الحدود التركية السورية.

ويعني ذلك أن تركيا ستجد نفسها عاجزة عن تفكيك ما بنته خلال سنوات، في غضون أشهر قادمة، الأمر الذي يعقد من موقف أنقرة، ويدفع روسيا إلى اعتبارها بمثابة حليف غير موثوق، وهكذا لن تكون مدفوعة بأي سبب لدعم الاقتصاد المتهاوي في أنقرة.

 

ماذا عن إيران؟

يتوقع أن يسهم الإعراض الروسي عن إردوغان إلى توجه الأخير إلى إيران، على اعتبار أن عاملًا مشتركًا يجمع الطرفين، هو العقوبات الأمريكية. وفي هذه الحالة، سيكون إردوغان محرجًا أكثر فأكثر؛ لأنه سيجد نفسه في مواجهة المجتمع الدولي الرافض لتطلعات إيران في الإقليم.

ومع أن ذلك يبقى فرضية محتملة، إلا أن عوامل كثيرة تشير إلى احتمالية حدوث ذلك، أهمها أن تركيا باتت -بعد العزلة- بحاجة إلى حلفاء جدد، حتى لو كان هؤلاء في حالة عزلة مشابهة، مثل قطر وإيران؛ بل على العكس، سيضمن ذلك تكوين حلف جديد بين المعزولين الدوليين، قد يكون له تبعات مستقبلية على المنطقة برمتها.

اقرأ أيضًا: ما سبب دعم قطر لتركيا بـ15 مليار دولار رغم معاناة الدوحة اقتصاديًا؟

تعليقات عبر الفيس بوك

التعليقات

مقالات ذات صلة