الواجهة الرئيسيةشؤون دولية

تركيا ترحِّل الإرهابيين الأجانب إلى أوروبا

كيوبوست

أعلنت وزارة الداخلية التركية، الإثنين الماضي، ترحيل 11 مواطنًا فرنسيًّا يشتبه في أنهم أعضاء في تنظيم داعش الإرهابي، كما تم ترحيل 5 مقاتلين ألمان تابعين للتنظيم إلى بلادهم في الثالث من ديسمبر الجاري، في تنفيذ واضح لما أعلنته أنقرة الشهر الماضي، بأنها ستعيد المقاتلين الأجانب إلى أوروبا، حسب تصريحات وزير الداخلية التركي سليمان صويلو.

وذكر تقرير نشره موقع “نورديك مونيتور” الاستقصائي، أنه أجرى دراسة لاتصالات المخابرات العسكرية التركية، ووجد أن السلطات كانت على دراية وثيقة بتحركات واتصالات تنظيم داعش الإرهابي في سوريا، وأنها راقبت اتصالاته بصفة يومية.

اقرأ أيضًا: تركيا غير مرحَّب بها في الاتحاد الأوروبي

وحسب الموقع، فقد كانت هيئة الأركان العامة التركية على اطلاع مستمر في ما يتعلق بمكاسب وانتصارات “داعش” على وحدات حماية الشعب الكردية، على وجه الخصوص؛ ما يعني أن ثمة تواصلًا كاملًا بين تركيا و”داعش”، وأنها على دراية بأهداف التنظيم وعناصره وتحركاته.

اللواء دكتور محمد مجاهد الزيات، المستشار الأكاديمي للمركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية، قال في تعليق أدلى به إلى “كيوبوست”: “إن ترحيل تركيا عناصر إرهابية أوروبية تقاتل في صفوف (داعش) يعد برهانًا على ابتزاز أردوغان للاتحاد الأوروبي”.

اللواء دكتور محمد مجاهد الزيات، المستشار الأكاديمي للمركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية

وأضاف الزيات: “حصل أردوغان على كثير من الدعم والمساندة خلال السنوات السابقة، بدعوى أنه يحتفظ بعناصر إرهابية من شأنها تنفيذ ضربات إرهابية قوية في أنحاء أوروبا، وأنه يحول بينها وبين الانتشار في الدول الأوروبية كوباء سام؛ ولكنه الآن يواجه سياسات مختلفة من جانب الاتحاد الأوروبي الذي يريد فرض المزيد من العقوبات على أنقرة، وكذلك يرفض بقوة العملية التركية التي يقودها الرئيس التركي في الشمال السوري، وبالتالي ينتهج هذا الأسلوب؛ للضغط بورقة المقاتلين الأجانب؛ من أجل منحه ما يريد”.

وأوضح المستشار الأكاديمي للمركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية أن هذا التصرف من جانب أنقرة يؤكد أن الاستخبارات وأجهزة الأمن التركية كانت على دراية تامة بكل تحركات “داعش”، والعناصر الموجودة فيه، ومخططات التنظيم وأهدافه، بما ينسف كل مزاعم أردوغان بخصوص علاقته وتورطه في دعم وتمويل تنظيم داعش الإرهابي.

اقرأ أيضًا: إشكالية إعادة المقاتلين الإرهابيين الأجانب إلى أوطانهم

وتابع الزيات: “من المتوقع أن تستمر تركيا في ترحيل المقاتلين الأجانب إلى أوروبا؛ ولكن بوتيرة أسرع وأعداد أكبر، ولن تنتهي من هذا إلا بالحصول على ما تريد. كما ستستمر في استثمار هذه الورقة الضاغطة مستقبلًا كلما أرادت تنفيذ أي من أطماعها أو الحصول على إعفاءات بشأن عقوبات مفروضة عليها الآن أو مستقبلًا”.

وقال الباحث السوري في قضايا الإرهاب سامي مبيض، في تعليق لـ”كيوبوست”: “إن أوروبا قد تضطر إلى عقد مفاوضات وتهدئة الأمور مع أردوغان؛ بسبب الخوف من عمليات إرهابية قد تضربها في عدة دول؛ بسبب المقاتلين الذين تقوم تركيا بترحيلهم”.

الباحث السوري سامي مبيض

وأكد مبيض أن العناصر الأجنبية في صفوف “داعش” تعد قنبلة موقوتة على وشك أن تنفجر في أية لحظة في وجه أوروبا والأوروبيين، منوهًا بأن هذه العناصر موجودة لدى تركيا منذ فترة، وكانت تنتظر فقط الوقت المناسب لإطلاقها.

وأوضح الباحث السوري في قضايا الإرهاب أن أردوغان نفذ تهديداته خلال الوقت الراهن تحديدًا؛ بسبب اقتراب موعد تنفيذ العقوبات الأوروبية على بلاده، والتي تطول مسؤولين أتراك بارزين؛ الأمر الذي من شأنه أن يعرض سلطة أردوغان إلى خطر كبير، ويقضي على أحلامه وأطماعه.

 

اتبعنا على تويتر من هنا

 

تعليقات عبر الفيس بوك

التعليقات

مقالات ذات صلة