الواجهة الرئيسيةشؤون دوليةشؤون عربية

تركيا تبحث عن 18 مليار دولار في ليبيا

كيوبوست

يجمع محللون سياسيون وخبراء اقتصاديون على أن التدخل العسكري التركي في ليبيا مرتبط بالسعي لتحقيق مصالح اقتصادية، في وقت يذهب فيه آخرون للربط بين دعم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، لحكومة السراج، وسياسة دعم تركيا غير المحدود لجماعة الإخوان المسلمين المصنفة جماعة إرهابية أو محظورة في عدد من البلاد العربية.

وحسب تقرير نشرته وكالة “بلومبرغ” الاقتصادية، فإن تركيا تسعى لإنقاذ مليارات الدولارات من العقود التجارية التي تتعرض إلى مشكلات مرتبطة بالنزاع السياسي في الوقت الحالي، بالإضافة إلى سعيها لمزيد من تأمين النفوذ في البحر المتوسط، مع الأخذ في الاعتبار أنها أَجْلَت نحو 25 ألف عامل خلال الانتفاضة التي أطاحت بحكم العقيد معمر القذافي.

وأرجع التقرير الدعم التركي الكامل لحكومة السراج إلى سعي تركيا لضمان قدرتها على استئناف مشروعات البناء التي تبلغ 18 مليار دولار؛ حيث سيكون من السهل حال نجاح حكومة السراج في البقاء بالسلطة ترسيم الحدود البحرية ومساعدة تركيا على توسيع مناطقها الاقتصادية الخالصة؛ وهو ما يُسهم في تعزيز يد المنافسة للسيطرة على موارد الطاقة وطرق الإمداد في شرق المتوسط.

قوات الجيش الوطني الليبي.. “أرشيف” رويترز

وقد ثبت مؤخرًا أن حكومة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، تقوم بحماية شركات تركية ثبت تورطها في تهريب الأسلحة إلى ليبيا، وفقا لموقع نورديك مونيتور، حيث تمكنت السلطات اليونانية من ضبط السفينة “أندروميدا” في عرض البحر وهي تحمل على متنها 29 حاوية من المتفجرات المتنوعة، قبل أن يقر قبطانها أن السفينة متجهة لمدينة مصراتة الليبية.

إحدى السفن التركية المحملة بالعتاد العسكري إلى ليبيا

ووجه خبراء الأمم المتحدة عددا من الأسئلة إلى مسؤولين أتراك بشأن المتفجرات والأسلحة التي وجدت على متن السفينة “أندروميدا”، التي كانت في طريقها إلى ميناء مصراتة الليبي، قبل أن توقفها السلطات اليونانية، ووفقا لوثيقة صادرة عن مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، فإن حكومة أردوغان ردت على استفسارات الأمم المتحدة حول إرسال السلاح إلى ليبيا 4 مرات فقط، بينما رفضت تقديم معلومات تفصيلية بشأن عدد كبير من الأسئلة.

 

وثيقة صادرة عن مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة

هذا وقد طالبتا القيادة العامة بالجيش الليبي واللجنة الوطنية لحقوق الانسان بليبيا، مجلس الأمن الدولي والأمم المتحدة وبعثتها في ليبيا بإدانة تركيا وفتح تحقيق فوري واتخاذ موقف جدي حيال ارتكاب تركيا جريمة ارهابية بخرقها لقرارات مجلس الأمن رقم 1973 لسنة 2011 بشأن ليبيا والقرار رقم 1373 لسنة 2001 والخاص بـ”حظر تمويل كافة الأشخاص والمنظمات الإرهابية” والملزم لجميع الدول الأعضاء بالأمم المتحدة.

ميليشيات السراج الإخوانية المدعومة من تركيا وقطر

السلاح.. والإرهابيين أيضًا

لا تكتفي تركيا بإرسال السلاح إلى ليبيا فقط، ولكنها ايضًا ترسل الإرهابيين؛ حيث أشار تقريرًا أذاعته  قناة الغد إلى تورط تركيا في نقل أعضاء من جبهة النصرة إلى مناطق العمليات في ليبيا، وهو ما تزامن مع  تأكيد علي التكبالي، البرلماني الليبي، إن تركيا وقطر سارعتا بإرسال فلول الإرهابيين المطلوبين دوليا إلى العاصمة طرابلس لنجدة المليشيات المسلحة وتيار الإخوان المسلمين، وإطالة أمد الأزمة الليبية.

اقرأ أيضًا: جريمة حرب جديدة في ليبيا والفاعل مجهول

محمد الزبيدي

وفي تعليقه لكيو بوست قال أستاذ القانون الدولي الليبي الدكتور محمد الزبيدي أن التدخل التركي في ليبيا ليس بجديد ولم تكن التطورات الأخيرة من تحرك القوات المسلحة لتطهير طرابلس  هي السبب في ذلك التدخل ولكن منذ عام  2011 التدخل التركي على أشده، في البداية كانت السفن التركية تتوافد على ميناء مصراته لدعم المجاميع المتحصنة في مصراته وبعد سقوط الدولة وانتهاء معارك الناتو والجيش الليبي تحول الدعم التركي غير الشرعي لأساليب أخرى عن طريق البعثات التعليمية أو الجمعيات الخيرية وكل هذا لم يكن إلا غطاء للمخابرات التركية في ليبيا.

وأضاف الزبيدي أن الأتراك قاموا بتفكيك مصنع أدوية في منطقة المايا غرب طرابلس وتم نقله لتركيا عن طريق ميناء مصراته وقاموا قبل ذلك بتفكيك جميع مصانع النسيج في سوريا ونقلها لتركيا، بالإضافة إلى رغبة أردوغان استغلال موقع ليبيا على البحر المتوسط لإقناع الاتحاد الأوروبي أنه يسيطر على مساحة كبيرة من البحر المتوسط قد تهدد أمنهم وسلامتهم.

مصطفى الزائدي

وفي تعليقه ل “كيوبوست” قال المحلل السياسي الليبي مصطفى الزائدي أن تركيا بها الكثير من الأزمات  بعد فشلها في سوريا وأزمتها مع الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي بخلاف مشاكلها الداخلية وخسارة حزب أردوغان الانتخابات في إسطنبول وانشقاق قيادات من حزب العدالة والتنمية، هو يبحث عن عامل خارجي يعيد له ثقة الشارع التركي لهذا هو يريد السيطرة على ليبيا وتحديدا العاصمة طرابلس عن طريق دعم الميليشيات بقيادة جماعة الاخوان ودعم كل التيارات المتطرفة  التي تقف ضد المشروع الوطني العربي .

اقرأ أيضًا: بعد مذبحة غريان.. حفتر يتوعَّد تركيا

ومن جهته، قال الباحث الليبي بمعهد الدراسات والبحوث العربية أحمد الحداد، في تصريح أدلى به إلى “كيوبوست”: “إن التدخلات التركية مرتبطة بدعم نظام الإخوان الذي يتبناه فايز السراج؛ وهو ما أصبح مرفوضًا شعبيًّا في ليبيا في الوقت الحالي”، مشيرًا إلى أن السراج عطَّل مبادرات التفاوض وخارطة الطريق؛ لثقته في أن الشعب لن يأتي بحكومة الوفاق إلى السلطة وسيتم خروجه من المشهد السياسي.

وأضاف الحداد أن أردوغان لا يريد أن يخرج خاسرًا من ليبيا بعد ما دفعه من أموال ودعم دولي؛ خصوصًا في ظل الخلافات بينه وبين الدول العربية الداعمة للجيش الوطني، وسعيه لأن يكون وجوده في ليبيا ورقة ضغط من أجل تحقيق مساومات سياسية، مشيرًا إلى أن ما يقوم به في الوقت الحالي هو محاولة للخروج بأفضل النتائج سياسيًّا وتعويض ما تم إنفاقه خلال الشهور الماضية من أموال على دعم حكومة السراج.

زياد عقل

الباحث في الشأن التركي بمركز “الأهرام” للدراسات السياسية والاستراتيجية د.زياد عقل، يقول في تصريح ل”كيوبوست”: “إن انحياز تركيا لصالح حكومة فايز السراج، والتدخل في ليبيا، مرتبطان بالتوجهات التركية المعادية لاستراتيجية الجيش الليبي.. وتعتبر حكومة السراج هي القادرة على تلبية الطموح التركي في شمال إفريقيا بعدما خرجت ملفات عديدة في دول حوض المتوسط من يد تركيا”.

وتابع الباحث في الشأن التركي بأن تركيا تريد إرسال رسالة إلى الغرب بأن لها نفوذًا في ليبيا، وأنها قادرة على التأثير في الأحداث ومجرياتها في وقت يشهد خلاله الموقف بشأن ما يحدث في ليبيا إعادة بناء للتحالفات داخليًّا وإقليميًّا ودوليًّا، ويرتبط بعدة أمور؛ من بينها ما تشهده دول الجوار الليبي من أحداث خاصة في ظل وجود مصالح عديدة لدول كثيرة في ليبيا التي تمتلك مخزون ثروة من النفط والغاز وتعتبر بوابة للهجرة غير الشرعية إلى أوروبا.

اتبعنا على تويتر من هنا

تعليقات عبر الفيس بوك

التعليقات

مقالات ذات صلة