الواجهة الرئيسيةشؤون دولية
ترحيب واسع بتحويل الإمارات أحد استثماراتها في لندن إلى مستشفى ميداني
"إكسل لندن" الذي تعود ملكيته إلى حكومة أبوظبي يعد أكبر مركز للمعارض والمؤتمرات بالعاصمة البريطانية.. وأصبح مجهَّزًا بالكامل لاحتضان نحو 4 آلاف سرير لعلاج مرضى فيروس كورونا

كيوبوست
في خطوة تُضاف إلى خطوات سباقة قامت بها دولة الإمارات العربية المتحدة، لمساعدة دول عدة على تجاوز أزمة فيروس كورونا التي باغتت العالم، قامت حكومة أبوظبي بتحويل “إكسل لندن” إلى مستشفى ميداني طارئ لعلاج مرضى فيروس كورونا؛ نظرًا إلى الحاجة الماسة ونقص عدد الأَسِرَّة والمعدات الطبية في المملكة المتحدة في مواجهة تصاعد مضطرد في أعداد الإصابات والوفيات.
“إكسل لندن” الذي تعود ملكيته إلى حكومة أبوظبي، يعد أكبر مركز للمعارض والمؤتمرات بالعاصمة البريطانية، وأصبح مجهَّزًا بالكامل لاحتضان نحو 4 آلاف سرير؛ حيث جرى العمل خلال الأيام القليلة الماضية على إنهاء التجهيزات الطبية الخاصة بالمستشفى الجديد، وتوفير مجموعة شاملة من مرافق الدعم الطبي اللازمة لعلاج مرضى الفيروس الرئوي القاتل.
اقرأ أيضًا: ردود فعل مُرحِّبَة بمبادرة الإمارات لإجلاء عشرات الهاربين من جحيم “كورونا” في الصين
نظام جديد

الأوساط البريطانية استقبلت الخطوة الإماراتية بالترحيب، معربةً عن امتنانها لعلاقات الصداقة التي تربط بين البلدَين، كما أكد الباحث البريطاني كايل أورتون، في تعليق لـ”كيوبوست”، مشيرًا إلى أن القرار يعزِّز من قوة ومتانة العلاقات البريطانية- الإماراتية، وذلك “في وقت تتجه خلاله بريطانيا إلى الخليج بشكل منفرد وأكثر قوةً من ذي قبل؛ خصوصًا بعد خروجها من الاتحاد الأوروبي”، وهو الأمر الذي سيُعيد تشكيل علاقات لندن الاقتصادية والسياسية مع أصدقائها في منطقة الخليج.
الباحث البريطاني ذهب في تحليله إلى أبعد من ذلك، واصفًا الخطوة الإماراتية بكونها “جزءًا من نجاح أبوظبي في دمج الأهداف الإنسانية والسياسية بنجاح؛ لمواجهة أزمة فيروس كورونا المستجد، وهو ما يظهر أيضًا في الترفُّع عن الخلافات السياسية في خدمة التوجه الإنساني، والذي تمثل مؤخرًا في إرسال مساعدات طبية وإنسانية إلى إيران، الدولة الأكثر تضررًا من هذا الفيروس في منطقة الشرق الأوسط”، معتبرًا أن مثل هذه التصرفات ستضع الإمارات في مكانة متقدمة على المستوى الدولي، ستمكنها من الاضطلاع بدور مهم على الساحة الدولية بعد انتهاء الأزمة.

اقرأ أيضًا: الهلال الأحمر الإماراتي يقود مسيرة الإعمار في اليمن بمشاريع تنموية
نهج إنساني
الخطوات التي تقوم بها الإمارات تلقى دعمًا وترحيبًا كبيرًا من قِبَل مواطنيها والمقيمين فيها؛ خصوصًا أنها تأتي استتباعًا لكبح جماح الفيروس والسيطرة على الوضع داخليًّا، لكن ذلك لم يحل دون أن تمد حكومتهم يد المساعدة الإنسانية إلى كل مَن احتاج إليها خارجيًّا.

وهو ما شدد عليه الدكتور عبدالخالق عبدالله، أستاذ العلوم السياسية، لافتًا إلى أن القرار إنساني بحت، ولا توجد خلفه أي اعتبارات سياسية؛ فالعلاقة التي تجمع الإمارات وبريطانيا على عدة مستويات لا تحتاج إلى مثل هذه المبادرات لتقويتها أكثر.
د.عبدالله قال، في تعليق لـ”كيوبوست”: “إن تحويل مركز المعارض في لندن إلى مستشفى ميداني، ينسجم مع كون الإمارات الدولة الأولى في العالم من حيث تقديم المساعدات الإنسانية نسبة إلى ناتجها القومي بعد السويد، وينسجم أيضًا مع ما شاهدناه مؤخرًا من إرسال أطنان المساعدات الطبية إلى عدة دول قريبة وبعيدة؛ لمساعدتها على تجاوز الأزمة، وهو استمرار للنهج الذي تبناه الشيخ زايد في تأسيس الإمارات”.

اقرأ أيضًا: “سي إن إن” عن مساعدات الإمارات لإيران لمواجهة “كورونا”: خطوة غير تقليدية
وحسب أستاذ العلوم السياسية، فإن “الإمارات وَفق البيانات والمعلومات المتاحة عالميًّا هي الدولة الثانية من حيث عدد الفحوصات الطبية التي أُجريت لاكتشاف فيروس كورونا بأكثر من 220 ألف فحص حتى الآن، وعند قراءة هذه الأعداد نسبة إلى عدد السكان والمقيمين ستكون الدولة الأولى”، مشيرًا إلى أن هذا الأمر أسهم بشكل كبير في الحد من انتشار الفيروس مقارنةً بدول أخرى لديها نفس التعداد السكاني وتمتلك منظومة رعاية صحية طيبة جيدة؛ وهو ما يعني قدرة النظام الصحي الإماراتي بكفاءة على تجاوز هذه الأزمة.