الواجهة الرئيسيةترجمات
ترجمات: العوامل التي قد تشعل الحرب بين إيران والولايات المتحدة
انعدام الاتصالات والمفاوضات بين الدولتَين قد يفاقم الأزمة

كيوبوست-ترجمات
تشي تصرفات كل من الولايات المتحدة وإيران بوجود استعدادات ضخمة لحرب متوقعة بينهما؛ إذ تواصل الأولى إرسال المزيد من القوات إلى الخليج العربي، بينما تستعد الثانية بتعبئة عامة للجيش مع إطلاق حالة الاستنفار العام، وبين هذا وذاك يتضاعف نذير الخطر؛ خصوصًا في ظل وجود فصيل داخل البيت الأبيض يمثله مستشار الأمن القومي المتشدد جون بولتون، الذي يتوق أكثر من غيره في الإدارة الأمريكية إلى بدء صراع مع إيران.
وعلى الرغم من ذلك؛ فإن المراقبين يرصدون حالة من الحذر بين الدولتَين تجاه اشتعال حرب لا يمكن تحمل عواقبها؛ حيث يحظى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بتأييد العديد في واشنطن -خصوصًا البنتاجون- الذين يفضلون تجنُّب الحرب وتركيز انتباه البلاد ومواردها على المنافسة المستمرة مع القوى العظمى الصاعدة؛ مثل روسيا والصين. كما لا يمكن توقُّع أي حماس من جهة طهران تجاه الحرب مع واشنطن؛ خصوصًا مع النظر إلى القوة غير المتكافئة بشكل كبير بين الطرفَين، ونظرًا إلى الدمار الذي يمكن أن يلحقه مثل هذا الصراع بالشعب الإيراني وحكومته.
اقرأ أيضًا: محللون: ظهور بولتون من جديد يعني تغيير النظام الإيراني قريبًا
سباق معادلة القوة
مع الإدراك التام للتفوق العسكري للجيش الأمريكي، استثمرت إيران على مدى العقود الماضية في قدراتها العسكرية، في محاولة لمعادلة الكفة مع واشنطن؛ حيث دعمت عديد من القوات التي تحارب عنها بالوكالة، كما أنفقت كثيرًا على امتلاك الصواريخ الباليستية، والألغام البحرية، وطائرات الهجوم السريع؛ لضرب الولايات المتحدة بشكل أفضل وأكثر فعالية، إلى جانب العمل على تطوير البنية التحتية الحيوية لمصادر الطاقة حول الخليج العربي، مع تدعيم المواقع الاستراتيجية الرئيسة الأخرى في المنطقة.
بيد أن هذه القوات والتكتيكات لا تكاد تعوض الضعف النسبي العام لإيران. وفي الواقع، تدرك طهران تمام الإدراك أن عديدًا من هذه القواعد والقوات معرض بشكل أخطر إلى ضربة أمريكية استباقية، بينما ستقف قواتها الرئيسة متحصنةً داخل حدودها ومكتوفة الأيدي.
فعلى سبيل المثال، تعتمد قدرة إيران على تهديد أو إغلاق مضيق هرمز اعتمادًا كبيرًا على الذراع البحرية لقوات الحرس الثوري الإيرانية التي تتألف من سفن زرع الألغام، وقوارب الصواريخ، والطوربيدات، والزوارق السريعة المسلحة، وبطاريات الصواريخ البحرية المضادة للسفن. لكن يشير المراقبون إلى احتمال تعرُّض تلك القوات إلى ضربة أمريكية مكثفة في أثناء وجودها في موانئها أو قواعدها، وقد يمتد الأمر إلى خطر التدمير الشامل من قِبَل القوات الجوية الأمريكية أو القوات الحليفة لها، حتى لو نجحت تلك القوات في التراجع قبل تفاقم النزاع.

انعدام التواصل
وتشير الأوضاع إلى أن انعدام الاتصالات والمفاوضات بين الدولتَين يمكن أن يؤدي إلى تفاقم الأزمة بشكل أسرع؛ حيث ينذر عدم وجود خطوط ساخنة وأساليب فعالة لتهدئة التوترات بشكل سريع بإثارة المزيد من انعدام الثقة وسوء الفهم حول نيَّات الخصم. ولسوء الحظ يمتد هذا الضعف في قنوات الحوار إلى أعلى المستويات الحكومية بين البلدين.
وردًّا على سؤال حول ما إذا كان بإمكان إيران والولايات المتحدة التفاوض بسرعة لتفادي الأزمة؛ صرَّح وزير الخارجية الإيراني جواد ظريف، بأنه على عكس مناقشاته السريعة الجادة مع وزير الخارجية الأمريكي السابق جون كيري؛ فإنه لم يستطع التحدث بشكل مباشر مع وزير الخارجية الأمريكي الحالي مايك بومبيو. والأكثر من ذلك، حسب ظريف، “أنه لا يشعر بأنه مضطر إلى الرد على أي من مكالمات الوزير؛ بسبب علاقتهما التي تتسم بالتوتر والحدة”.
وعمومًا، يبدو أن الولايات المتحدة وإيران حريصتان على تجنب اشتعال حرب كبرى. كما يبدو أن الكفة تميل لصالح استمرار المواجهة بين البلدَين بالوسائل غير العسكرية أكثر من اشتعال حرب مباشرة. لكنه مع وجود مزيج من انعدام الثقة، وتورط عدد كبير من الأطراف الثانوية، وتأهُّب إيران للتحرُّك بشكل سريع في حالة وجود أية بادرة خطر، فضلًا عن عدم وجود قنوات اتصال فعالة؛ فإن أي سوء فهم بسيط قد يؤدي إلى اشتعال حرب كبرى لن يمكن احتواؤها.
اقرأ أيضًا: سيناريوهات المواجهة بين الولايات المتحدة وإيران
المصدر: مركز ستراتفور للدراسات