شؤون دولية
ترامب وكيم: أزرار النووي على طاولة واحدة هذه المرة!
لقاء ترامب وكيم جونغ أون يشكل محطة تاريخية

كيو بوست –
دون معرفة الموعد أو المكان، يترقب العالم عقد أول لقاء بين رئيس أمريكي مع زعيم لكوريا الشمالية، في خطوة وصفت بأنها الأكثر إثارة للخوف في التاريخ.
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وكعادته منذ تسلم الحكم، يخرج عن المألوف مرة أخرى، ويوافق على لقاء الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون، في شهر مايو/أيار المقبل.
تطورات بعد ذروة التوتر
تبادل الطرفان تهديدات طريفة حول امتلاك كل منهما الزر النووي على طاولته، في إشارة إلى إمكانية استخدامه في حال وقوع الحرب بين الولايات المتحدة وكوريا الشمالية، وجاء ذلك استمرارًا لأشهر من التوتر الذي أعقب إجراء الأخيرة تجارب صاروخية نووية عدة.
إبان تلك التهديدات التي تبادلها الطرفان مطلع يناير/كانون ثانٍ 2018، رد الرئيس الأمريكي على إعلان الزعيم الكوري الشمالي بأن الزر النووي موجود دائمًا على مكتبه، ساخرًا من كلام كيم جونغ أون، ومؤكدًا أنه هو أيضًا لديه “زر نووي، ولكنه أكبر وأقوى”، وبأن زره يعمل.
لكن تطورات عدة حدثت قبل ذلك بفترة وجيزة، وتبعها خطوات لاحقة، أعادت الأجواء التصالحية بين الكوريتين، تكللت بإرسال كوريا الشمالية بعثتها الرياضية للمشاركة في دورة الألعاب الأولومبية التي انعقدت في جارتها الجنوبية.
وعلى إثر ذلك، أرسلت سيؤول وفدًا إلى جارتها بيونغ يانغ، استقبله الرئيس كيم جونغ أون بحفاوة.
وفي وقت لاحق نقل مسؤولون كبار من سيؤول رسالة إلى ترامب تحمل دعوة زعيم كوريا الشمالية، للقاء تفاوضي. قبل ترامب الدعوة، وأكد رغبته في اللقاء.
ويعد اللقاء -في حال انعقاده- تاريخيًا، كونه الأول من نوعه، الذي يلتقي فيه رئيس أمريكي مع زعيم كوري شمالي.
لماذا يثير الخوف؟
وتباعًا، حظيت موافقة ترامب على اللقاء باهتمام الصحف العالمية. صحيفة الغارديان ذهبت إلى التحذير من مخاطر وقوع كارثة كبرى بسبب اعتقاد كل من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون أنهما سيربحان من مفاوضاتهما.
“هي لحظة تنذر بالخوف، بل قد تكون أكثر اللحظات إثارة للمخاوف على مدار التاريخ”، كتبت الصحيفة.
وتقول الصحيفة إن الخطورة هي في أن كل واحد من الرجلين يعتبر أنه حقق انتصارًا على الآخر، بإجباره على الجلوس على مائدة التفاوض، وبالتالي ستقود هذه النظرة كلا الرجلين إلى الدخول في المفاوضات بنظرة استعلائية، ما قد يؤدي إلى انهيارها ووقوع كارثة.
ما علاقة الصين؟
يقول مراقبون إن الضغوط التي مارستها الصين على بيونغ يانغ أتت بثمارها من خلال تخلي الأخيرة عن مواقفها المتشددة.
رئيس مؤتمر ميونخ الدولي للأمن فولفجانج إشينجر اعتبر أن عقد هذا اللقاء سيكون بمثابة مؤشر على تنامي نفوذ الصين في السياسة الدولية، وأنه “بدون ضغط من الصين ما كانت كوريا الشمالية تستعد لتغيير سياستها على هذا النحو المفاجئ”، بحسب ما قال إشينجر.
واتفق الرئيسان الأميركي دونالد ترمب والصيني شي جين بينغ، ليل الجمعة، على إبقاء الضغط على كوريا الشمالية، رغم البوادر الإيجابية حول اللقاء المزمع.
وفي آخر تصريحاته، قال ترامب إن لقاءه المرتقب مع زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون قد يفشل، أو يسفر عن “أعظم اتفاق” للعالم.
“من يدري ما الذي سيحدث؟ فقد ننسحب من المفاوضات سريعًا، أو نستكملها لنتوصل إلى أعظم اتفاق لصالح العالم”، أضاف ترامب، لكن الفشل يعني أن العودة إلى نقطة الصفر، وربما تصاعد التوتر إلى درجة أعلى من ذي قبل، وفق مراقبين.