الواجهة الرئيسيةشؤون دولية
تراشق دبلوماسي بين الصين وأمريكا وحامية الجيش الصيني في هونج كونج تلوِّح بالتحرك
الصين: الاحتجاجات التخريبية في هونج كونج "عمل" أمريكي

خاص كيوبوست- هونج كونج
تراشق دبلوماسي واتهامات متبادلة بين الصين والولايات المتحدة الأمريكية على خلفية أحداث هونج كونج، برزت على السطح مطلع الأسبوع الجاري، وحمى وطيسها الثلاثاء الماضي؛ حيث اتهمت المتحدثة الرسمية باسم الخارجية الصينية هوا جونيانغ، أمريكا، صراحةً، بالضلوع في تأجيج الاحتجاجات ودعمها والتدخل في الشؤون الداخلية للصين في إقليم هونج كونج، والوقوف خلف “أعمال الشغب” هناك، والتي وصفتها بأنها “عمل من صنع أمريكا” -حسب قولها- وأنه جرى رصد عدة لقاءات خلال الأشهر القليلة الماضية لعدد من المسؤولين الأمريكيين مع “رموز” الحركة الاحتجاجية المعارضة لحكومة هونج كونج.

وكان بومبيو، وزير الخارجية الأمريكية، قد قال في لقاء معه، “الجمعة” الماضية، عبر “بلومبيرغ: “على الصين عمل الشيء الصحيح” بالاتفاق مع المحتجين في هونج كونج.. وبقاء الاحتجاجات “سلمية”؛ الأمر الذي حدا بالخارجية الصينية إلى التهكم عليه على لسان “هوا” التي قالت: “أنا قلقة مما إن كان بومبيو يعتقد أنه لا يزال رئيسًا لجهاز الاستخبارات المركزية الأمريكية (السي آي إي)!”، ثم استطردت: “يرى بومبيو أن أعمال العنف -التي قام بها المتظاهرون- في هونج كونج مبررة، وهذا طبيعي؛ لأنه، وكما يعلم جميعنا على الأغلب، أن هذه الأحداث هي في محصلتها من صنع وعمل أمريكا”.
اقرأ أيضًا: انتفاضة شباب هونج كونج في وثائقي على “دويتش فيله”

وأردفت المتحدثة الرسمية باسم الخارجية الصينية: “لا أدري إن كان بومبيو يريد أن ينقل احتجاجات هونج كونج التي يصاحبها أعمال عنف، يقوم بها نشطاء راديكاليون، يعتدون على رجال الشرطة بالعصي والأسلحة القاتلة، إلى الولايات المتحدة الأمريكية؟ وليُري العالم كيف ستتعامل (الديمقراطية) الأمريكية معها”.. وكانت “هوا” قد انتقدت يوم الإثنين الماضي، تصريحات ممثل الشؤون الخارجية في البيت الأبيض إيلوت إنجل، الذي وصف مظاهرات هونج كونج بـ”السلمية”، قائلةً: “كيف يجرؤ بعض الناس في الولايات المتحدة الأمريكية على أن يصفوا سعي المتظاهرين لتحطيم المجلس التشريعي ومداهمة وحصار مكتب الاتصال الحكومي ومهاجمة رجال الشرطة بأسلحة مميتة بـ(المظاهرات السلمية)؟!”.
اقرأ أيضًا: شكاوى من سيطرة اليساريين على الجامعات في هونج كونج

وبلغ هذا التصعيد ذروته، الأربعاء الماضي؛ حيث سخرت الصين من مطالبة الولايات المتحدة بوقف الأنشطة العسكرية الصينية بالقرب من هونج كونج. وطالبت وزارة الخارجية الصينية البيت الأبيض بـ”المساهمة في السلام بدلًا من العنف” في المنطقة الإدارية الخاصة في الصين.
وكان تقرير لـ”بلومبيرج” نقل عن مسؤول أمريكي رفيع قوله إن البيت الأبيض “يراقب التحركات العسكرية الصينية على حدود هونج كونج”.

وردًّا على هذا التقرير؛ قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية هوا تشونينغ، إنها ليست على علم بالوضع، معقبةً: “إذا كان البيت الأبيض يهتم حقًّا بالسلام في هونج كونج، فيجب عليه أن يخبر المتطرفين الذين احتجوا بعنف بالتعبير عن مطالبهم بطريقة سلمية، وليس عن طريق العنف”.
اقرأ أيضًا: علم بريطانيا في احتجاجات هونج كونج
وفى تعليق نادر على الوضع فى هونج كونج، نقلت صحيفة “هونج كونج ذا إكونوميست”عن تشن داو شيانغ، قائد جيش التحرير الشعبي الصيني في هونج كونج، إدانته أحداث العنف التي وقعت في المدينة، على خلفية الاحتجاجات على مشروع قانون يسمح بتسليم المجرمين في هونج كونج إلى المحاكم الصينية. وقال تشن داو، خلال كلمة ألقاها بمناسبة الاحتفال بالذكرى الثانية والتسعين لتأسيس جيش التحرير الشعبي الصيني: “إنها (أي المظاهرات) مسَّت بالمبدأ الأساسي لـ(دولة واحدة ونظامَين)”، متابعًا: “هذا أمر لا يُطاق”؛ الأمر الذي جعل وسائل الإعلام تتساءل عما إذا كان سيتم نشر جيش التحرير الشعبي الصيني للسيطرة على هونج كونج.

وقالت ماريا تام واي تشو، عضو لجنة الدستور، الأربعاء الماضي، في برنامج تليفزيوني، إنها تعتقد أن الحكومة الإقليمية لن تطلب أي إجراء أو تحرك من جيش التحرير الشعبي؛ لأن الشرطة قادرة على السيطرة على الوضع، حسبما أفاد موقع “takungpao.com” الإخباري، في هونج كونج.
وكان وو تشيان، المتحدث باسم وزارة الدفاع الوطني الصيني، قد ذكر في مؤتمر صحفي، قبل أيام، أن الجيش الصيني يتابع عن كثب التطورات في هونج كونج، ويوليها اهتمامًا بالغًا؛ خصوصًا بعد أعمال الشغب التي حاصر فيها جموع المتظاهرين -الذين وصفتهم حكومة هونج كونج بـ”المتطرفين الراديكاليين”- مكتب الاتصال التابع للحكومة الشعبية المركزية في منطقة هونج كونج الإدارية الخاصة. وردًّا على سؤال حول كيفية التعامل مع “القوى الانفصالية” في هونج كونج، استشهد “وو” بقانون جمهورية الصين الشعبية بشأن حامية منطقة هونج كونج الإدارية الخاصة، والذي ينص على أنه يمكن لحكومة منطقة هونج كونج الإدارية الخاصة أن تطلب من الحكومة المركزية السماح لحامية جيش التحرير الشعبي في هونج كونج بالتحرك للحفاظ على النظام الاجتماعي والإغاثة في حالات الكوارث وعند الضرورة.
وكانت الشرطة وقوات مكافحة الشغب قد ألقت القبض، فجر الإثنين الماضي، على ٤٩ متظاهرًا، أعمارهم بين ١٦ و٤٠ عامًا، عرضت ٤٤ منهم للمحاكمة بتهمة إثارة الشغب والاعتداء على رجال الشرطة والمرافق العامة. وتشهد هونج كونج منذ يوم الأربعاء الماضي أحوالًا جوية سيئة؛ بسبب مرور إعصار “ويبا”، الأمر الذي انعكس على هدوء تام في الشارع.