الواجهة الرئيسيةشؤون دولية
تراشق تركي- روسي بسبب ليبيا
"تصريحات أردوغان دائمًا ما تتسم بالعشوائية ولا تنبني على أي أساس سياسي أو استراتيجي.. والمتابع للسياسة الخارجية التركية خلال الآونة الأخيرة سيجد أنها تتخبط على نحو غير مسبوق"

كيوبوست
شهد اليومان الماضيان توترًا لافتًا في العلاقات الروسية- التركية؛ خصوصًا مع تصريحات رجب طيب أردوغان، بأن بلاده لن تصمت على ما وصفه بالدعم الروسي لجنود مرتزقة في جيش المشير خليفة حفتر؛ وذلك بعد ساعات قليلة من تصريحات للخارجية الروسية تعرب عن قلقها البالغ من احتمال إرسال تركيا قوات إلى ليبيا.
ويأتي هذا التوتر في العلاقات بين البلدَين رغم ما شهدته الفترة الأخيرة من انحياز تركي ناحية موسكو؛ خصوصًا في ما ظهر خلال صفقة “إس- 400” التي أثرت على علاقات تركيا مع واشنطن، ليبدو هذا التراشق التركي- الروسي بمثابة تطور جديد تحوطه علامات استفهام.
اقرأ أيضًا: ليبيا.. طريق تركيا للسيطرة على منطقة البحر المتوسط
تصريحات عشوائية لأردوغان
الدكتور خير الدين كربجي أوغلو، المحلل السياسي التركي الأستاذ في جامعة أنقرة، قال خلال تعليقه لـ”كيوبوست”: “إن تصريحات أردوغان دائمًا ما تتسم بالعشوائية ولا تنبني على أي أساس سياسي أو استراتيجي”، لافتًا إلى أنه لا يملك تصورات وافية عما يريد من التحركات التي يزج بها بلاده في مناطق مختلفة من العالم.

وأضاف المحلل السياسي التركي الأستاذ في جامعة أنقرة: “العلاقة بين أنقرة وواشنطن تبدو أقرب منها بموسكو، ولا يعني ذلك أن يضحي الرئيس التركي بها؛ ولكن من الوارد أن يعرضها إلى تجاذبات أو مشاحنات بسيطة لا تخرج عن إطار الاستهلاك الإعلامي الذي يخلو من هدف واضح، كما أن المتابع للسياسة الخارجية التركية خلال الآونة الأخيرة سيجد أنها تتخبط على نحو غير مسبوق”.
تخوف روسي من التدخل التركي في ليبيا
المحلل السياسي العراقي أستاذ العلاقات الدولية بالجامعة الأمريكية بالقاهرة الدكتور رائد العزاوي، قال خلال تعليقه لـ”كيوبوست”: “إن هناك تخوفًا روسيًّا حقيقيًّا من إرسال تركيا قوات عسكرية إلى ليبيا؛ حيث يشكل ذلك تهديدًا للأمن والاستقرار الليبي، إذ تعتقد روسيا أنه من الصعب أن تلعب مع تركيا نفس اللعبة التي تمت بينهما في سوريا عندما اتفقت الدولتان على تقسيم النفوذ في ما بينهما؛ لكن الأمر في ليبيا يختلف تمامًا”.
اقرأ أيضًا: 193 سجنًا جديدًا في تركيا لاستقبال عدد “غير مسبوق” من المسجونين
وأضاف المحلل السياسي العراقي أستاذ العلاقات الدولية بالجامعة الأمريكية بالقاهرة: “التخوف الروسي يقوم أيضًا على أسباب كبيرة؛ منها أن ما تفعله أو ما تنوي تركيا أن تفعله في ليبيا يُعرض روسيا، إذا وافقت عليه، إلى مشكلات جذرية في ما يخص علاقاتها مع مصر والمغرب العربي وكذلك دول الخليج التي لا ترحب موسكو بأية حال أن تخسرها أو تعرضها إلى الخطر، كما أنها لا تقبل أن تخسر نفوذها الاقتصادي الكبير في تلك البلدان؛ وهو ما سيحدث إذا غضَّت الطرف عما ترتكبه تركيا في ليبيا من حماقات وتهديدات ضخمة”.
الهدف الخفي لتركيا

واعتبر العزاوي أن الهدف الخفي الذي تسعى له أنقرة من تحركاتها في ليبيا هو استخدام هذه الأحداث كورقة ضغط على منطقة الخليج ومصر أيضًا؛ لكسب مساحات أكبر للتفاوض بشأن ملفات عالقة ومحل خلاف بينها.
اقرأ أيضًا: إدانة أممية لخرق تركيا قرارات الأمم المتحدة بشأن ليبيا
وأوضح المحلل السياسي العراقي أستاذ العلاقات الدولية بالجامعة الأمريكية بالقاهرة أن تركيا تريد تخفيف الضغط الذي تمارسه عليها الولايات المتحدة الأمريكية على عدة مستويات؛ سواء في ما يخص العملية العسكرية شمال سوريا، أو في ما يتعلق بقضية الأرمن، أو التستر على عناصر إرهابية في الداخل وتقديم الدعم المادي واللوجستي لها، متوقعًا أن يقتصر التراشق بينها وبين روسيا على التصريحات أو الحرب الكلامية؛ بسبب أن الملف الليبي لا يزال ينتظر أبعادًا أخرى لم تتضح بعد.