الواجهة الرئيسيةشؤون خليجيةشؤون دوليةشؤون عربية
تدريبات عسكرية سعودية- يونانية تثير حنقاً واعتراضاتٍ تركية!
رسالة مشتركة بعثتها كل من الرياض وأثينا إلى أنقرة على خلفية سياساتها المعادية للغرب في منطقة شرق المتوسط

كيوبوست
انطلقت فعاليات التدريبات العسكرية المشتركة بين السعودية واليونان “عين الصقر 1″، والتي تشمل طلعاتٍ جوية مشتركة بين القوات الجوية للبلدين في سماء المتوسط، وذلك بعد أيام قليلة من وصول الطائرات المقاتلة السعودية إلى قاعدة سودا الجوية، في خطوة هي الأولى من نوعها بالتعاون العسكري بين البلدين.

تبادل للخبرات

تقوم القوات المسلحة السعودية بتدريباتٍ عديدة مع الدول الصديقة، حسب اللواء شامي الظاهري، قائد كلية القادة والأركان السعودية سابقاً، والذي يؤكد لـ”كيوبوست” أن القيادة السعودية حريصة على رفع الجاهزية القتالية للقوات، وتبادل الخبرات مع الجيوش الصديقة؛ وهو ما يحدث بشكل منتظم ومستمر.
يشير الظاهري إلى أن القوات الجوية السعودية تهتم بشدة بتدريب الطيارين وتحقيقهم عدد ساعات كبيراً للغاية في عملهم، ولديها 186 طائرة تدريب فقط، وهو رقم كبير جداً، مؤكداً أن المملكة تهدف من التدريبات المشتركة إلى فوائد عدة للقوات؛ من بينها تبادل الخبرات العسكرية والجوانب الفنية بالتخطيط والتنفيذ على مسارح العمليات المختلفة.
هناك تقارب سعودي- يوناني بعدة مجالات، حسب الخبير العسكري والاستراتيجي السعودي العميد الركن المتقاعد حسن الشهري، الذي يؤكد لـ”كيوبوست” أن من بين هذه المجالات التي تشهد تعاوناً قوياً المجال العسكري، مشيراً إلى أن التدريبات الجديدة بمثابة تمارين تكتيكية دفاعية.
وأضاف الشهري أن المملكة تتعاون عسكرياً مع قبرص واليونان في تدريباتٍ مشتركة؛ بما يخدم مصالح البلدين، مشيراً إلى أن قوة سلاح الجو السعودي أحد أهم الأسباب التي تدفع الدول لإجراء تدريبات مشتركة معه، وهي سياسة بدأت منذ عقود، وليست وليدة اللحظة.
ويمكن للقوات الجوية السعودية اكتشاف خبرات عديدة من سلاح الجو اليوناني عبر التحليق المشترك في التدريبات القتالية؛ سواء في بحر إيجة وشرق المتوسط، حسب مدير معهد البحوث للدراسات الأوروبية والأمريكية باليونان د.جون نوميكوس، الذي يؤكد لـ”كيوبوست” أن المملكة أرادت إرسال رسالة قوية إلى نظام أردوغان، مفادها التعاون المشترك بين السعودية واليونان، الدولة العضو في حلف الناتو والاتحاد الأوروبي؛ من أجل حماية مصالحهما المشتركة.
اقرأ أيضاً: نوايا أردوغان السلطوية تقف خلف المطالبة بـ”دستور جديد”
رسائل سياسية
يعتبر نوميكوس أن التدريب في الوقت الحالي يتواكب مع التطورات الأخيرة ويعمل على تحقيق التوازن بعد سياسات نظام أردوغان غير المتوقعة والمعادية للغرب في منطقة بحر إيجة شرق المتوسط، لافتاً إلى وجود مجالات متعددة للتعاون السعودي مع دول المنطقة وليس اليونان فقط.

وأبدت تركيا اعتراضها على التدريبات العسكرية السعودية- اليونانية، في وقتٍ قال فيه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إن بلاده ستتواصل مع السعودية حول هذا الأمر، بينما اعتبر موقع “عربي ويكلي” أن التدريبات بمثابة رسالة سعودية إلى تركيا برفض الانخراط في إعادة العلاقات لسابق عهدها بعد التجاوزات التركية خلال الفترة الماضية، مع تأكيد الأهمية الاستراتيجية لمنطقة شرق المتوسط بالنسبة إلى السعودية التي تعمق علاقاتها مع دول المنطقة.
لا يمكن إغفال التعاون الاستخباراتي التركي- الباكستاني؛ من أجل مساعدة أنقرة في الحصول على الأسلحة النووية عبر نقل الخبرة الباكستانية، حسب د.جون نوميكوس، والذي يشير إلى أن هذا الأمر غير مقبول بالنسبة إلى استقرار المنطقة بشكل عام، ولعدة دول بشكل خاص؛ من بينها السعودية والإمارات واليونان وقبرص ومصر وإسرائيل.

النيَّات التركية تجاه السعودية ليست جيدة، حسب الشهري، الذي يشير إلى أن التدريبات العسكرية جزء من الضغوط التي تمارسها المملكة على تركيا، بجانب الضغوط الاقتصادية القاضية بمقاطعة المنتجات التركية، مؤكداً أن سياسة المملكة الواضحة تجعلها محل تقدير واحترام من مختلف دول العالم.
اقرأ أيضاً: تركيا في الصومال.. وجود عسكري مثير للشكوك
من جهته، أكد قائد مجموعة القوات الجوية الملكية السعودية المشاركة في التدريب العقيد الطيار الركن عبدالرحمن بن سعيد الشهري، أن هذه المشاركة تعد الأولى للقوات الجوية السعودية، مشيراً إلى وجود عدة اجتماعات تنسيقية عُقدت مع القوات الجوية في اليونان، وتمحورت حول آلية العمل ونوعية الطلعات والطائرات المشاركة وأعدادها.
التدريب في جزيرة كريت يعد بمثابة مسرح عمليات عسكري مختلف، حسب شامي الظاهري، الذي يتوقع المزيد من التدريبات العسكرية المشتركة مع اليونان؛ خصوصاً في ظل تطور القوات اليونانية، وما يمكن أن تستفيده قوات البلدين من التدريبات المشتركة.