الواجهة الرئيسيةشؤون عربية
تداعيات سيطرة “حزب الله” على الحكومة اللبنانية

كيوبوست
كشف تشكيل الحكومة اللبنانية الجديدة برئاسة حسان دياب، عن سيطرة ممثلي “حزب الله” على الحقائب الوزارية على نحو لافت؛ ما أثار تساؤلات عدة حول مستقبل لبنان تحت سيطرة “حزب الله”؛ خصوصًا في ظل وضع اقتصادي يتفاقم سوءًا يومًا تلو الآخر.
وحسب تقارير، فإن هذا الحدث الذي يعد تاريخيًّا ولم يحدث منذ سنوات طويلة، من المنتظر أن يصحبه تأثيرات سلبية على لبنان وسط توقعات برفض المانحين تقديم المساعدات المالية من أجل إخراج لبنان من أزمته الحالية، مع ارتفاع سعر صرف العملة اللبنانية؛ حيث أصبح سعر الصرف 2300 ليرة مقابل الدولار لدى الصرافات، بينما سجل السعر الرسمي لدى مصرف لبنان 1505 ليرات، وتستمر البنوك في رفض منح المودعين أموالهم بالدولار والاكتفاء بالصرف بالليرة اللبنانية.
اقرأ أيضًا: “حزب الله” يسعى لبناء خلايا نائمة جديدة في الخارج
وخلال العقد ونصف العقد الماضيين، سيطر “حزب الله” على نقاط القوة الرئيسية في لبنان في المجالَين العسكري والاستخباري، فضلًا عن التغلغل اقتصاديًّا؛ حيث نجح تدريجيًّا في إزالة كل العقبات التي من شأنها تعطيل فرض سيطرته الكاملة على مسار السياسة اللبنانية، وفرض سيطرة أخرى شبه كاملة من الناحية الأمنية؛ حيث يسيطر “حزب الله” على ثلاث مؤسسات من أصل أربع تختص بالأمن القومي اللبناني.
انهيار لبنان

الأكاديمي اللبناني الدكتور حسن منيمنة، الباحث بمعهد واشنطن ومدير مؤسسة “بدائل الشرق الأوسط”، قال في تعليق لـ”كيوبوست”: “إن الحكومة اللبنانية الحالية يسيطر عليها لون واحد؛ وهي المرة الأولى منذ سنوات عديدة، منذ أن قررت الطبقة السياسية اللبنانية أن تكون الحكومات توافقية؛ لتأتي هذه الحكومة وتصبغ الحكومة بلون واحد في حدث مفصلي في الحركة السياسية اللبنانية، وهو ما حدث تحت توجيهات (حزب الله) بطبيعة الحال”.
اقرأ أيضًا: اتهامات لتركيا بتحريك الشارع في لبنان.. ومخاوف من رد فعل “حزب الله”
وأضاف دكتور منيمنة: “علينا أن نلاحظ أن هناك 12 وزيرًا من الـ20 وزيرًا الذين تتشكل منهم الحكومة، يحملون الجنسية الأمريكية؛ وهو ما يعني أننا أمام حكومة يسيطر عليها (حزب الله)، في وقت يسعى فيه للانفتاح عبر هذه الحكومة على السياسة الأمريكية أو هكذا يريد (حزب الله) أن يصورها؛ ولكن في ظني أنه لا الولايات المتحدة ولا المجتمع الدولي ككل؛ وبخاصة دول الخليج، يمكن أن تقبل بحقيقة أنها حكومة اختصاصيين، ولذلك ستتوقف المساعدات المالية التي تقدمها واشنطن إلى لبنان حتى تتضح الصورة، وتقديم أداءات تبرر تقديم هذه المساعدات، وهو الموقف الذي ربما كان مشابهًا للموقف الخليجي، ولكن بكل الأحوال يبقى هناك تعارض بين الدور الإقليمي المتصاعد لـ(حزب الله)؛ خصوصًا بعد مقتل قاسم سليماني، وبين حاجة لبنان إلى الدعم؛ لأنه على وشك الانهيار”.

أزمة اقتصادية
الدكتورة فاطمة الشامسي، أستاذ الاقتصاد الدولي والأمين العام السابق لجامعة الإمارات، قالت في تعليق لـ”كيوبوست”: “إن استحواذ (حزب الله) على تشكيل الحكومة اللبنانية، سيزيد من الوضع الاقتصادي المتأزم داخل لبنان؛ حيث إن من المتوقع أن يحدث عزوف من جانب القوى الاقتصادية الكبرى المانحة للتمويلات والدعم، فضلًا عن انحسار الاستثمارات داخل لبنان بعد هذا الواقع الجديد”.
اقرأ أيضًا: توقعات بتأثير مستقبلي على “حزب الله” بعد حظر أنشطته في بريطانيا
وتابعت الشامسي: “العلاقة الوطيدة بين (حزب الله) وإيران ستفاقم الوضع سوءًا، خصوصًا في ظل العقوبات الأمريكية ضد طهران من ناحية، والعلاقة المتوترة للغاية بين نظام الخميني والدول العربية من ناحية أخرى؛ وهو ما يعني أن علاقة بيروت بالدول العربية الأخرى ستصل إلى مستويات متدنية ومتوترة للغاية، ما سيزيد من حدة الوضع في لبنان؛ لأن هذه الحكومة لن تقدم حلولًا للمشكلات الاقتصادية العالقة، ومن المنتظر أن تفشل فشلًا ذريعًا، كما ستزيد من عزلة لبنان؛ سواء داخل محيطها الإقليمي أو على المستوى الدولي”.

الإسلام السياسي
الدكتور أحمد الشوربجي، الباحث في شؤون الحركات الإسلامية، قال خلال حديثه إلى “كيوبوست”: “إن ما يحدث في لبنان من سيطرة (حزب الله) على الحكومة ليس جديدًا؛ حيث إن الجماعة تدير السياسة اللبنانية وتتحكم فيها على نحو كبير منذ سنوات”.
اقرأ أيضًا: بريطانيا تكثف الضغوط على إيران وحزب الله
وأكد الباحث في شؤون الحركات الإسلامية: “علاقة (حزب الله) بجماعات الإسلام السياسي في المنطقة لن تتأثر سلبًا أو إيجابًا بالتشكيل الحكومي الجديد؛ لأن العلاقة قائمة بالفعل ومتينة وفاعلة، والأدوار مقسمة ومعروفة ومعدَّة سلفًا، وكل ما هنالك أن (حزب الله) صعد إلى الواجهة بشكل رسمي كمسيطر على الحكومة؛ لكن الواقع والحادث بالفعل هو أن هذه السيطرة موجودة منذ فترات طويلة، وبالتالي فلا توجد تحولات كبيرة منتظرة في ما يخص دور جماعات الإسلام السياسي في المنطقة بعد إعلان تشكيل الحكومة اللبنانية”.