الواجهة الرئيسيةشؤون دولية

تداعيات جمة على تركيا بعد قرار ألمانيا تقنين صادراتها من الأسلحة

مراقبون لـ"كيوبوست": من شأن القرار أن يؤثر سلباً على القوة العسكرية التركية.. وقد يكون بداية لتحركات أوروبية أكثر حدة

كيوبوست

جاء قرار ألمانيا الأخير القاضي بخفض مبيعاتها من الأسلحة إلى تركيا، ليثقل كاهل أنقرة التي تواجه في الأصل عقوبات أوروبية وأمريكية نتيجة سياساتها المرفوضة إقليمياً ودولياً، في الوقت الذي يواصل فيه أردوغان استفزازاته غير آبه بتداعيات إدارته للسياسة الخارجية على بلاده.

وجاءت الخطوة الألمانية، حسب المصادر، كرد فعل على استفزازات أنقرة المتواصلة في منطقة شرق المتوسط، ورفض الأخيرة الاستجابة لدعوات برلين بضرورة خفض حدة التوتر وعدم التصعيد في المنطقة.

الدكتور جاسم محمد، المحلل السياسي المقيم في ألمانيا، ومدير المركز الأوروبي لدراسات ومكافحة الإرهاب، يعتقد أن من شأن هذا القرار أن يؤثر سلباً على القوة العسكرية التركية دون أدنى شك.

د. جاسم محمد

يقول د.جاسم لـ”كيوبوست”: تعد مصادر السلاح الألمانية واحدة من المصادر الأساسية التي تعتمد عليها تركيا عسكرياً، غير أن الانتهاكات التي ارتكبها الجيش التركي في سوريا بحق المدنيين، واستخدم فيها على سبيل المثال الدبابات، فضلاً عن المعدات البحرية.. كل هذه عوامل عززت من ضرورة اتخاذ القرار الألماني؛ في محاولة لردع أنقرة وإيقاف تلك الانتهاكات غير المقبولة.

تحركات أوروبية

ليست ألمانيا وحدها التي ستمارس ضغوطات عسكرياً وسياسياً ضد أنقرة؛ بل إن “الوزراء الأوروبيين سيتخذون إجراءات ضد تركيا إذا لم تخفض التصعيد في المنطقة”، حسب تصريحات وزير الخارجية الألماني هايكو ماس.

اقرأ أيضًا: أردوغان يحكم قبضته على المشهد السياسي في ألمانيا

“أردوغان وضع تركيا في مأزق كبير”، هكذا يقول الباحث المتخصص في الشأن التركي كرم سعيد، مؤكداً، خلال حديثه إلى “كيوبوست”، أن “القوى الأوروبية الكبرى الآن؛ وعلى رأسها ألمانيا وفرنسا، لن تكتفي بالتنديد بممارساته الاستفزازية، بل سيكون هناك ردع ورفض حاسم لهذه الممارسات”، ويمكن اعتبار الخطوة الألمانية بداية لتحركات أوروبية أخرى قد تكون أكثر حدة، في الوقت الذي يشعر فيه أردوغان بقلق بالغ؛ بسبب وصول جو بايدن إلى البيت الأبيض بعد هزيمة حليفه ترامب، الأمر الذي يجعل المستقبل ضبابياً للغاية أمام الرئيس التركي.

من المتوقع أن تتأثر القوة العسكرية التركية نتيجة الضغوطات الأوروبية – وكالات

بالحديث عن العلاقة مع واشنطن، يؤكد د.جاسم محمد، لـ”كيوبوست”، أن صفقة صواريخ “إس 400” أضرت بالعلاقة بين تركيا والولايات المتحدة؛ “حيث ستفرض الأخيرة عقوبات على أنقرة، في الوقت الذي لا تشهد فيه علاقات أردوغان مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين، حالة مثالية، بقدر ما توجد مشاحنات وعدم صفو في العلاقة، وبالتالي ستصبح تركيا في عزلة كبيرة خلال الفترة المقبلة، وهذه العزلة تتوقف حدتها على مدى استجابة أردوغان للتحذيرات الدولية”.

اقرأ أيضًا: كتاب فرنسي جديد يتساءل: إلى أي مدى ستذهب تركيا أردوغان؟

يضيف د.جاسم: “تنتظر تركيا في مارس المقبل حزمة عقوبات من جانب الاتحاد الأوروبي؛ لكنها عقوبات تمثل الحد الأدنى من الحدة، وسيتم تصعيدها تدريجياً على حسب التجاوب التركي معها؛ إما بتعديل السياسات وإما بالانخراط أكثر في الاستفزازات، ومع الحالة الثانية سيكون الوضع صعباً للغاية بالنسبة إلى أنقرة”.

كرم سعيد

يرى الباحث المتخصص في الشأن التركي كرم سعيد، أن أردوغان لن يتوقف عن ممارساته العدائية، مؤكداً أنه “من الضروري اتخاذ حزمة إجراءات أكثر قوة وصرامة ضده من جانب المجتمع الدولي؛ بحيث يتفق الاتحاد الأوروبي مع الإدارة الأمريكية على طريقة لردعه وتقليص خطره الذي بات يهدد المنطقة بشكل كبير”.

يتوقع مدير المركز الأوروبي لدراسات ومكافحة الإرهاب د.جاسم محمد، في ختام حديثه أيضاً، أن “أردوغان لن يلتزم بأي اتفاقيات مع الاتحاد الأوروبي؛ لأن هذه هي عادته وطريقته التي عهدها المجتمع الدولي معه، وبالتالي سيبقى يمثل خطراً كبيراً في شرق المتوسط، كما أن العقوبات المنتظر فرضها ضده في مارس المقبل لن تجدي نفعاً، بقدر ما يستلزم الأمر تحركاً دولياً حاسماً لإنهاء تهديداته في سوريا أو ليبيا أو شرق المتوسط، بدلاً من السماح له بممارسة تهديدات إضافية كما حدث في أزمة ناغورنو كاراباخ، على سبيل المثال”.

اتبعنا على تويتر من هنا

تعليقات عبر الفيس بوك

التعليقات

مقالات ذات صلة