الواجهة الرئيسيةشؤون دولية

التحقيقات الفرنسية حول كأس العالم 2022 تتسارع.. وأسرار التصويت تتكشَّف

تعمد العدالة الفرنسية إلى تسريع التحقيق في قضية حصول قطر على حق تنظيم كأس العالم؛ فبعد ثلاث سنوات على فتح أولى صفحات التحقيق في هذا الملف، افتتح مكتب المدعي العام الوطني، مطلع هذا الأسبوعن، تحقيقًا قضائيًّا جديدًا.. شاهد

كيوبوست

تحقيق العدالة الفرنسية حول منح تنظيم كأس العالم 2022 إلى دولة قطر يتسارع، وَفقًا لموقع ” Mediapart”، الذي أكد فتح النيابة المالية الوطنية (PNF) تحقيقًا قضائيًّا، يوم الإثنين 9 ديسمبر الحالي، وهو خبر استحوذ على مساحات مهمة في الصحافة الفرنسية.

في 18 يونيو الماضي، تم وضع الرئيس السابق للاتحاد الأوروبي لكرة القدم ميشيل بلاتيني، وصوفي ديون مستشارة الرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي المكلفة بشؤون الرياضة، قيد الحجز لدى مركز للتحقيق في ضاحية نانتير الباريسية، تحديدًا في مقر المكتب المركزي لمكافحة الفساد والجرائم المالية والضريبية (OCLCIFF)، قبل أن يُطلق سراحهما دون كفالة.

اقرأ أيضًا: سياسيان فرنسيان يدعوان بلدهما إلى الانسحاب من كأس العالم قطر 2022

في هذا الإطار أيضًا تم الاستماع إلى كلود غيان، السكرتير العام السابق لقصر الإليزيه، كأحد المشتبه فيهم؛ حيث تم سؤاله من قِبَل المحققين حول ما جرى خلال وجبة غداء نُظمت في الإليزيه في 23 نوفمبر 2010، أي قبل عشرة أيام من التصويت على تنظيم كأس العالم 2022 الذي فازت به قطر.

ساركوزي يستضيف أمير قطر السابق في الإليزيه- “أ ف ب”

مأدبة غداء الإليزيه

مأدبة الغداء هذه كانت في صلب التحقيق الأوَّلِي الذي أجرته النيابة المالية الوطنية، والذي تم فتحه في عام 2016 بتهمة “الفساد الخاص” و”التآمر” و”استغلال السلطة والنفوذ”.

حول طاولته، دعا نيكولا ساركوزي كلًّا من: ميشيل بلاتيني، وأمير قطر الحالي تميم بن حمد آل ثاني، والشيخ حمد بن جاسم آل ثاني، رئيس الوزراء ووزير خارجية الإمارة الخليجية على التوالي. ووفقًا لمحفوظات الإليزيه، التي تمكنت صحيفة “لوموند” الفرنسية، من الوصول إليها، شاركت السيدة ديون والسيد غيان أيضًا في هذا الغداء.

أكد ميشيل بلاتيني دائمًا أنه لم يكن على علم بوجود القطريين في هذا الغداء قبل الذهاب إلى قصر الإليزيه. وقال حرفيًّا لصحيفة “لوموند” في سبتمبر الماضي: “السيد ساركوزي لم يطلب منِّي قط التصويت لصالح قطر، لقد فهمت وحدي، نظرًا لوجود القطريين، أنه يريدني أن أفعل ذلك”.

هذا ما أكدته أيضًا وكالة الأنباء الفرنسية في تقرير أخير، لافتةً إلى أن ساركوزي طلب من بلاتيني التصويت لصالح حصول قطر على حق استضافة هذه البطولة “لأسباب جيوسياسية”.

ميشيل بلاتيني- GETTY

كأس لكل الخليج

في أكتوبر عام 2010، أي قبل شهر واحد من تناول الغداء في الإليزيه، التقى بلاتيني في جنيف، أميرَ قطر الحالي الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، قائلًا له: “أنا أصوت لك، ولكن من الضروري أن يتم تنظيم كأس العالم في جميع دول الخليج”.

وحسب بلاتيني، كان هناك “ترتيب دبلوماسي” لمنح كأس العالم إلى روسيا في عام 2018، وإلى الولايات المتحدة في عام 2022؛ لكن الخطة فشلت بسبب “تدخل حكومة السيد ساركوزي”، كما يقول.

اقرأ أيضًا: قطر قد تضطر إلى المصالحة الخليجية بسبب كأس العالم 2022

هذا الغداء الذي احتضنه قصر الإليزيه يغذِّي شكوك المحققين حول التواطؤ بين المصالح الشخصية وتدخل الدولة في الشؤون الرياضية؛ لقد تم ذلك قبل ثمانية أشهر فقط من الاستحواذ، في يونيو 2011، على نادي باريس سان جرمان (PSG) من قِبَل صندوق قطر للاستثمارات الرياضية (QSI) مقابل 76 مليون يورو، وتم تسوية هذه الصفقة دفعة واحدة.

بلاتيني يبدو نادمًا على كل ما حدث، ويُسِر للمقربين إليه، مشددًا على أنه “نادم لاستخدامه من قِبَل الرئيس السابق نيكولا ساركوزي؛ لتحقيق مصالح هذا الأخير الشخصية”. وهناك جزء من التحقيق الأوَّلِي الذي أجرته النيابة، يتعلق في ما لو كان هناك تبادل مصالح بين ساركوزي ورئيس الاتحاد الأوروبي السابق لكرة القدم، أفضى إلى منح حق تنظيم بطولة يورو 2016 إلى فرنسا.

يهتم القضاء الفرنسي حاليًّا أيضًا بعقد سري بين “FIFA” وسلسلة “الجزيرة” القطرية، قبل ثلاثة أسابيع من الانتخابات، وكان من المتوقع الحصول على مكافأة قدرها 100 مليون دولار (89 مليون يورو) في حالة فوز الإمارة في صناديق الاقتراع، وتم دفع المبلغ إلى “FIFA”.

اقرأ أيضًا: مصالح ومبالغ طائلة ومؤامرات تُدَبَّر في الخفاء.. ملخص علاقة قطر بـ”فيفا”

بالإضافة إلى ذلك، تم منح كل عضو من أعضاء لجنة “FIFA” التنفيذية، 200 ألف دولار قبل التصويت، بعد نجاح تنظيم كأس العالم 2010 في جنوب إفريقيا.

اتبعنا على تويتر من هنا

تعليقات عبر الفيس بوك

التعليقات

مقالات ذات صلة