شؤون عربية
تحركات عسكرية في الجنوب الليبي والأعين على طرابلس
عملية "تطهير الجنوب" تجري بالموازاة مع تطويق طرابلس

كيو بوست –
في إطار عملية “تطهير الجنوب” التي يقوم بها الجيش الوطني الليبي، استقبل أهالي بلدة “غدوة” أفراد الجيش المشاركين في العملية، بعد تحرير المدينة من الإرهابيين وعصابات الجضران وحلفائهم من قوات المعارضة التشادية.
وتكتسب عمليات الجنوب أهمية خاصة؛ نظرًا لانتشار آبار النفط فيها، وقطعها لخطوط إمداد الميليشيات من التمويل، إضافة إلى دحر ميليشيات المعارضة التشادية، التي مارست الارتزاق والتهريب والتحرك بأوامر خارجية وداخلية، إذ ترتبط تلك الكتائب بالمعارض التشادي المقيم في قطر، تيمان أرديمي، الذي يحركها من داخل الدوحة.
اقرأ أيضًا: ما وراء تحالف إخوان ليبيا مع ميلشيات “الجضران”
عملية “تطهير الجنوب” التي يقوم بها الجيش الوطني بقيادة المشير خليفة حفتر، ربطها مراقبون بتطورات ميدانية تجري في الغرب الليبي، وفي مناطق العاصمة طرابلس التي تسيطر عليها الميليشيات، وسط توقعات تشير إلى أن العاصمة ستكون هي الوجهة القادمة للجيش.
وترافقت سيطرة الجيش التامة على منطقة “غدوة” الواقعة جنوب مدينة سبها بـ60 كلم، وتأمين أحياء “سبها” وعودة الحياة إليها، مع بيان لوحدات الجيش والشرطة والعسكرية في مدينة “صرمان”، يعلنون فيه تأييدهم لعملية القوات المسلحة في الجنوب، إذ تبعد صرمان عن العاصمة بـ60 كلم أيضًا، ولكن باتجاه الغرب.
يضاف إلى ذلك افتتاح مركز للشرطة العسكرية يتبع للقوات المسلحة في مدينة “الرياينة” شمال مدينة الزنتان، وفق ما صرح به العميد مختار فرنانة، الذي أكد أن الشرطة العسكرية لها دور مساند للقوات المسلحة، وقد “جرى تفعيل العديد من المكاتب العسكرية في الغرب خلال فترة قصيرة”.
فيديو | بيان وحدات الجيش والشرطة العسكرية فى مدينة صرمان ( 60 كم غرب #طرابلس ) بشأن تأييد ودعم عمليات القيادة العامة للقوات المسلحة فى جنوب البلاد .#ليبيا #المرصد
Posted by صحيفة المرصد الليبية on Thursday, 31 January 2019
جاء ذلك وسط صحوة القبائل، وإعلان عدد من الوجهاء عن اصطفافهم وتأييدهم لعمليات الجيش في الجنوب ضد الميليشيات، مع إعلان قبيلة أولاد صقر -أكبر القبائل المسلحة في مدينة الزاوية- عن دعمها لعمليات الجيش في الجنوب.
اقرأ أيضًا: مقابل وقف اشتباكات طرابلس: السرّاج يُسلّم الوزارات لقادة الميليشيات
عملية “طوق حمادة”
لم تكن عمليات الجيش الليبي في الجنوب والوسط بعيدة عما يحصل في الغرب، خصوصًا مع إنشاء مقار للشرطة العسكرية، ومطالبة رجال الأمن المستنكفين الالتزام بواجبهم تجاه تحرير ليبيا وتوحيدها.
كما أعلن قائد المنطقة العسكرية الغربية، اللواء إدريس مادي، عن إطلاق عملية “طوق حمادة” بهدف إحكام الطوق على المناطق الجنوبية، وتأمين الشريط الحدودي الغربي، إذ أفادت المصادر أنه جرى تحريك السرية 27 مشاة في إطار تنفيذ العملية، بعد قيام شيوخ قبائل الزنتان بتوديعهم.
وينظر خبراء عسكريون إلى تحرك الجبهتين الشرقية والجنوبية على أنه جاء بنيّة الالتحام، مع توقع أن يجري تفعيل القوات العسكرية في مناطق الزاوية وصرمان وترهونة، وانطلاق قوات عسكرية موالية للجيش منها، مما سيؤدي إلى تطهير المناطق المحيطة بالعاصمة طرابلس وعزلها.
تحرير طرابلس
رجحت التحركات العسكرية المحيطة بالعاصمة من الشرق والجنوب، وأخيرًا من الغرب، فرضيّة أن اللواء خليفة حفتر بصدد تطويق طرابلس، إذ سبق لرئيس الأركان العامة والقوات المسلحة، الفريق عبد الرازق الناظوري، أن أشار إلى أن “قوات الجيش لن تدخل العاصمة مُقاتلة”.
وفسر مراقبون ذلك التصريح بأن تطويق العاصمة سيكون الخطوة الأولى لاستلامها من العصابات، دون قطرة دم واحدة، إذ تشير مصادر مطلعة إلى أن بوادر الانشقاقات في الجماعات المسلحة بدأت بالتزايد، بعدما أعلن القيادي الإخواني خالد المشري انشقاقه عن جماعة الإخوان المسلمين، كمقدمة لتفكيك عصب الميليشيات.
اقرأ أيضًا: ميليشيات طرابلس تهدد المؤسسات وتسطو على الموارد المالية
أما في ضواحي طرابلس، فقد أعلن، قبل أيام، عن اعتقال القيادي في المعارضة التشادية، البخاري محمد البخاري، الذي كان يأتمر بأوامر قادة الميليشيات من داخل العاصمة، لمحاربة اللواء السابع مشاة، إذ جرى استخدامه كواجهة للعاصمة.
ويشير مراقبون إلى أن الخطوة التالية بعد تحرير المناطق حول العاصمة، ستكون بتحريك موالين للقوات المسلحة من داخل العاصمة، ليأخذوا على عاتقهم تمهيد الطريق أمام الجيش الوطني، إذ يتوقع أن يتم الدخول دون قتال، على غرار “غدوة” التي استقبل أهلها الجيش، لتنتهي المعاناة بعد 8 سنوات من اقتتال الميليشيات في الغرب.