الواجهة الرئيسيةشؤون عربية
تحذيرات من اختراق الحزب الإسلامي المحظور للحراك الجزائري
المستشارة القانونية آمال لعروسي لـ"كيوبوست": التيار الإسلامي يعمل في إطار تنظيم دولي.. والتجربة التونسية من خلال حركة النهضة أبرز دليل على فشل هذا التيار في تحقيق مصالحه

الجزائر- علي ياحي
يبدو أن الحراك الشعبي الجزائري يتجه لأن يأخذ مساراً غير الذي تم تحديده يوم 22 فبراير 2019، بعد أن رفعت أطراف داخله شعارات ورددت هتافات معادية لـ”الخط الوطني”، ولها علاقة بـ”حزب الجبهة الإسلامية للإنقاذ” المنحل، والمتهم بالإرهاب خلال سنوات التسعينيات، وكذا بحركة “رشاد” التي تتخذ من عواصم أوروبية منطلقاً لاستهداف المؤسسة العسكرية.
وجاء بيان المديرية العامة للأمن ليكشف عما يُحاك ضد سلمية الحراك، والذي يتخذ من مسيرات الجمعة وسيلة للمطالبة بالتغيير وتحسين أوضاع البلاد، ومعاقبة رموز الفساد من أركان النظام السابق. وأشار البيان إلى خروج بعض الأشخاص حاملين ومرددين بعض الشعارات المعادية للخط الوطني؛ وهي “بمثابة علامة مسجلة لحركة محظورة، وبعض أتباع حزب سياسي منحل، وغيره من الداعمين”.
اقرأ أيضاً: مخاوف الخروج من المشهد السياسي تعتري حركة الإخوان في الجزائر
وتجددت في شوارع العاصمة وعدد من محافظات البلاد، مظاهر خروج المواطنين في مسيرات سلمية؛ لكن بدأت تحمل في بعضها شعارات وهتافات غير التي عهدها المراقبون، بل أخرى مرتبطة بسنوات الدم والدمار التي عرفتها الجزائر خلال سنوات التسعينيات؛ بسبب الإرهاب، وأهمها شعارا “الجنرالات إلى المزبلة” و”النظام قاتل”.

استغلال إسلامي
واعتبرت المستشارة القانونية والباحثة في الجيوستراتيجية؛ آمال لعروسي، في تصريحٍ أدلت به إلى”كيوبوست”، أن الإسلاميين يريدون الاستثمار في أية هبة شعبية، وتجلى ذلك بوضوح من خلال مشاركتهم القوية منذ بدايات الحراك، وقد تشكلت صفوف كبيرة يقودها بقايا “الجبهة الإسلامية للإنقاذ” المنحلة، والتي تحالفت مع مكونها السياسي الآخر الموجود في أوروبا، ممثلاً في حركة “رشاد”، والتي يعتبر مؤسسوها من الحزب الإسلامي المنحل.
اقرأ أيضاً: تركيا تتسلل إلى الجزائر من خلال الدراما.. ومخاوف من “تزييف التاريخ”
وشددت لعروسي على وجود انسجامٍ كبير بين الطرفين للالتفاف على الحراك الشعبي وتوجيهه، عبر منصات مواقع التواصل الاجتماعي وعبر الشعارات التي رفعها هؤلاء، والتي تضرب الوحدة الوطنية في الصميم، مضيفةً أن الشعارات المرفوعة مسمومة؛ خصوصاً في الجمعة الأخيرة، حيث شارك أنصار الجبهة الإسلامية للإنقاذ، وحركة رشاد التي تعتبر حركة إرهابية.

وواصلت لعروسي: “إن التيار الإسلامي يعمل في إطار تنظيمٍ دولي؛ من أجل التحكم في الدول وفي توجهاتها، وأعتقد أن التجربة التونسية من خلال حركة النهضة، أحسن دليل على فشل هذا التيار في تحقيق مصالحه؛ حيث يسعى أنصار هذا التيار للاستيلاء على الحكم بأية طريقة كانت، سواء من خلال ما رأيناه في انتخاباتٍ سابقة عرفتها الجزائر؛ خصوصاً خلال استحقاق 1991، حيث أخذ هذا التيار البرلمان عن طريق الترهيب والترغيب واستعمال الخطاب الديني العاطفي، أو من خلال محاولة الالتفاف على الحراك اليوم، وتوجيهه بحيث يكون أداة سهلة لإسقاط النظام والدولة”.
وكشف الرئيس تبون، في آخر لقاء مع الإعلام، عن أن مصدر الشائعات التي شغلت الرأي العام خلال وجوده في ألمانيا للعلاج، والتي تحدثت عن “تعرضه لمحاولة اغتيال أو تفجيره”، هو من خارج البلاد؛ من أشخاص تم تكوينهم منذ 15 عاماً في دول إفريقية وأوروبية، متهماً بشكلٍ ضمني “إسلاميي الخارج” الفارين بسبب الملاحقات القضائية بتهمٍ تتعلق بالإرهاب.