الواجهة الرئيسيةشؤون دولية
تحذيرات أوروبية من مخاطر التدخل التركي في المتوسط
كيوبوست
حذَّر عدد من السياسيين والمفكرين الأوروبيين من تداعيات التدخل التركي في شرق المتوسط، وتحديدًا في ما يتعلق بالتنقيب عن الغاز قبالة السواحل القبرصية، بالإضافة إلى التدخل التركي العسكري المباشر في ليبيا، وذلك في المؤتمر الذي أُقيم بمقر البرلمان الأوروبي ببروكسل في إطار التجمع الأوروبي لمكافحة التطرف والإرهاب.
سوريا جديدة
وزير الخارجية التركي الأسبق يشار ياكيش، تحدث عن اتفاقية التعاون العسكري الموقعة بين أنقرة وحكومة طرابلس، معتبرًا أن مشكلة هذه الحكومة ترجع في سيطرة الإخوان المسلمين وميليشيات مرتبطة بمنظمات إرهابية عليها.
وحذَّر ياكيش من تحول ليبيا إلى سوريا جديدة؛ بسبب ثرواتها البترولية، خصوصًا أن تركيا في هذا المشهد ليست لديها أية سياسة واضحة المعالم للخروج من هذه الأزمة؛ الأمر الذي قد يُعرِّض تركيا أيضًا إلى مخاطر كثيرة؛ بسبب تمددها في ليبيا.
اقرأ أيضًا: إدانة أممية لخرق تركيا قرارات الأمم المتحدة بشأن ليبيا
دعم الإرهاب
وندَّد النائب في البرلمان الأوروبي عن قبرص ورئيس اللجنة السياسية للمتوسط في البرلمان، كوستاس مافريديس، بسياسات الرئيس التركي أردوغان ونظامه الذي يدعم منظمات إرهابية كـ”داعش” و”النصرة” و”الإخوان المسلمين”، وذلك على الملأ عبر الدعم اللوجستي والعسكري وكذلك السياسي في المحافل الدولية، مشيرًا إلى أن أردوغان يستخدم خطابات ومصطلحات عدوانية ومستنكرة لم تستخدم منذ وحتى خلال الحقبة النازية.
وشدد مافريديس على أن الاتفاقات التي وقعها أردوغان مع ليبيا لا تتطابق مع قوانين الأمم المتحدة أو القوانين الأوروبية؛ لأن تركيا لا تعترف بقبرص وهي بلد عضو في الأمم المتحدة وعضو في الاتحاد الأوروبي، مشيرًا إلى أن سياسات أردوغان تهدد استقرار المتوسط، مؤكدًا أنه لا يوجد دور لتركيا في ليبيا، وبالتالي فإن تدخلها هناك سيحوِّل ليبيا إلى سوريا أخرى.
اقرأ أيضًا: لُعبة الإخوة الأعداء والأجندات الخفية لأردوغان وبوتين في سوريا
الباحث في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، د.ماغنوس نوريل، أكد أن الخيارات التوسعية باتت تشكل عبئًا على تركيا، وخلقت لها مشكلات مع دول المنطقة كإيران ومصر، مشددًا على ضرورة تدخل أوروبا لمنع تصدير السلاح القادم من تركيا إلى ليبيا؛ كونه يتسبب في زعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة، ويشكل خطرًا على بلدان المتوسط؛ لقرب نظام أردوغان من الميليشيات المرتبطة بالإخوان المسلمين، وبالتالي المجموعات الإرهابية.
اقرأ أيضًا: الانتهاكات التركية لمقررات مؤتمر برلين
رفض ليبي
الناشط السياسي الليبي عبدالله ميلاد المقري، قال في تعليق لـ”كيوبوست”: “إن الليبيين يدركون بشكل واضح تداعيات التدخل التركي في بلادهم، ومن ثَمَّ هناك رفض واضح لجميع الاتفاقيات التي وقعها الرئيس التركي مع السراج؛ خصوصًا أن أردوغان يرغب في تحويل الأراضي الليبية إلى قاعدة ينطلق منها ليحاول السيطرة على دول المغرب العربي”.
وأكد المقري أن هناك تحركات تركية واضحة من أجل استعادة حدود الدولة العثمانية ليس في الشمال الإفريقي فقط ولكن أيضًا في الخليج؛ وهي أطماع ليست موجودة سوى لدى الرئيس التركي وتنظيم جماعة الإخوان المسلمين الإرهابي، والذي بات يهدد الخليج كما يهدد الداخل الليبي.
اقرأ أيضًا: ليبيا.. سوريا جديدة على أبواب أوروبا
وشدد الناشط السياسي الليبي على ضرورة أن يكون هناك تحرك من المجتمع الدولي لمواجهة التصرفات الليبية الخارجة عن جميع الأعراف القانونية والدولية، وتستغل فيها العصابات الإرهابية المسلحة لتحقيق أهدافها، مشيرًا إلى أن العالم إن لم يتصدَّى الآن لهذه التحركات ستكون التداعيات وخيمة ليس فقط على ليبيا؛ ولكن على المنطقة بالكامل.
