الواجهة الرئيسيةشؤون عربية

تحت غطاء العمل الخيري.. قطر تدعم الإرهاب لزعزعة استقرار الساحل الإفريقي

المستشار بوزارة الخارجية الليبية سابقاً إدريس حاسي، لـ"كيوبوست": "دون التسهيلات والحماية المقدمة من المجموعات المتطرفة، لم تكن جمعيات قطر الخيرية ستعمل في منطقة الساحل"

الجزائر – علي ياحي

يطرح غياب الدوحة عن المشهد في الأزمة الليبية، مقابل تسليط الأضواء على الرئيس التركي رجب أردوغان، علامات استفهام كبيرة، غير أن النشاط الخيري اللافت للدوحة بمنطقة الساحل الصحراوي، بالتوازي مع تصاعد الاعتداءات الإرهابية، أبطل تلك التساؤلات، وكشف عن تغيير في الاستراتيجيات القطرية، حسب عديد من المراقبين.

والتزمت قطر سياسة “فعل الخير” لطرق أبواب منطقة الساحل أو ما يعرف بـ”المنطقة الرخوة الإفريقية”، بعد فشلها في ليبيا؛ حيث ارتدت لباس المساعدة من أجل مكافحة الفقر للتسلل إلى هذه المنطقة، إلا أن الهدف الحقيقي يكمن في “استمرار سياسة إثارة الفوضى عبر دعم المسلحين والإرهابيين بالمال والسلاح وزعزعة استقرار دول الساحل؛ بما يخدم مصالحها”، كما نوهت الخزانة الأمريكية، مشيرة إلى الدعم القطري لمؤسسات خيرية في 14 بلداً إفريقياً تزدهر فيها الحركات الإرهابية.

اقرأ أيضاً: شبح الأمن الغذائي يخيم على قطر مجددا بسبب وباء كورونا

دعم مالي

وفضح الإعلام الغربي في عديد من المرات، دعم قطر المالي لكلٍّ من حركة “التوحيد والجهاد” في غرب إفريقيا، و”الانفصاليين الطوارق” في مالي، تحت غطاء المساعدات والغذاء، كما تحدثت تقارير غربية عن استفادة جماعات إرهابية تنشط في شمال مالي من دعم مالي قطري، عن طريق جمعيات خيرية وإنسانية تتحرك في المنطقة؛ منها منظمة التنمية والإغاثة الإنسانية والهلال الأحمر القطري، وهو التحرك المريب الذي أثار غضب رئيس دولة تشاد إدريس ديبي، الذي أوضح في خطاب أن “قطر ترغب في زعزعة الاستقرار في بلادنا، من خلال دعم المرتزقة والإرهابيين، وأن يد قطر هي أيضاً وراء الإرهاب في منطقة الساحل والصحراء”؛ الأمر الذي دفعه إلى قطع العلاقات مع الدوحة وإغلاق سفارتها.

عناصر تابعة لجماعة أنصار الدين الإرهابية في مالي المدعومة من قطر – وكالات

ووجه سادو ديالو، عمدة مدينة “غاو” في شمال مالي، اتهاماتٍ إلى قطر بتمويل مسلحين موجودين في المدينة، وقال عبر إذاعة “آر تي إل” الفرنسية: “إن الحكومة الفرنسية تعرف من يساند الإرهابيين، فهناك مثلاً إمارة قطر التي ترسل يومياً مساعدات غذائية إلى شمال مالي، عبر مطاري غاو وتمبكتو”، مشيراً إلى تحركات مريبة لجمعية الهلال الأحمر القطرية في شمال البلاد.

كريم بن زيتوني

الإعلامي الجزائري كريم بن زيتوني، أكد لـ”كيوبوست” أن “التدخل القطري تحت عباءة العمل الإنساني بدول الساحل كان بمسحة دينية بداية؛ حيث عمل القطريون على التوغل داخل المجتمعات المحلية، بتوزيع مصاحف القرآن الكريم، وتقديم مساعدات عينية، وبعض الإنشاءات البسيطة؛ كحفر آبار المياه، وإنجاز محطات توليد الكهرباء بالطاقة الشمسية”، وهذا تحديداً ما سمح للقطريين بنسج علاقات مؤثرة قبلياً ورسمياً، ثم “تحول الدعم الإنساني إلى عمليات تمويل كبرى لجماعات وفاعلين يخدمون الأجندة القطرية بالمنطقة”، مشيراً إلى أن أسمى غايات قطر يكمن في البحث عن موطئ قدم للجماعات الإخوانية، وتقديمها كبديل حقيقي للحكم داخل هذه الدول.

اقرأ أيضاً: انتكاسة ميليشيات طرابلس رغم المحاولات التركية- القطرية لدعمها

وتابع ابن زيتوني بأن التدخل القطري الممتد منذ سنوات أجج الوضع الأمني بمنطقة الساحل، فتحولت مناطق شمال مالي، من “نيسينا” إلى “غاو” مروراً بـ”تمبكتو” وجبال “الأدرار إفوراس”، إلى قاعدة خلفية للجماعات الإرهابية، رغم العمليات العسكرية والأمنية الكبرى الجارية هناك، مشدداً على أن “قطر لا تندمج في العمل الخيري الدولي الذي تحكمه قواعد الشفافية الصارمة تمويلاً وتوزيعاً ووجهةً؛ لأن العمل الإنساني آخر اهتماماتها، وكل مبادرة خيرية قطرية يجب البحث في جنباتها عن الشق السياسي والأمني”.

اقرأ أيضاً: منظمات دولية تندد بالتجاهل القطري لضحايا “كورونا” من العمال الأجانب

أنشطة ومصالح

ونشرت مجلة “جون أفريك” الفرنسية، تقريراً مهماً في وقت سابق للأدوار التي تقوم بها الدوحة في إفريقيا، حيث أشار التقرير إلى اعتماد الدوحة على عدد من الشخصيات البارزة؛ لتأمين مصالحها في إفريقيا، ومنها على سبيل المثال الرئيس الفرنسي السابق نيكولاي ساركوزي، الذي يترأس ما يسمى بـ”اللجنة الاستراتيجية الدولية” التي تمثل قطر في مجموعة فنادق “أكور” الشهيرة، وهو التعيين الذي راهنت عليه الدوحة؛ بسبب علاقات ساركوزي بالرؤساء والمسؤولين في البلدان الإفريقية المحسوبة على المستعمرات الفرنسية السابقة.

تقرير مجلة “جون أفريك” الفرنسية حول أدوار الدوحة في إفريقيا

من جانبه، يعتبر المستشار بوزارة الخارجية الليبية سابقاً إدريس حاسي، في حديث إلى “كيوبوست”، أن قطر وتركيا عدوتان، وهما سبب إيقاد نار الفتنة بين أقاليم ليبيا، لافتاً إلى أن “قطر تسعى لتمكين الإخوان في مدينة مصراتة؛ لأن المستهدف هو تونس والجزائر والمغرب وموريتانيا”، مضيفاً أن نشاط قطر في دول الصحراء الكبرى من مالي، والنيجر، وتشاد، والسودان، يندرج في السياق ذاته.

المستشار بوزارة الخارجية الليبية سابقاً إدريس حاسي

وختم حاسي حديثه، لافتاً إلى أن التقارير تتحدث عن جسر جوي لطائرات شحن قطرية تهبط في مطار “غاو” شمال مالي؛ حيث تفرغ حمولتها من الحبوب والأسلحة والبضائع المختلفة، في الوقت الذي كانت فيه المدينة تحت السيطرة الكاملة والعملية لإرهابيي جماعة التوحيد والجهاد، مشيراً إلى أن “جمعيات قطر الخيرية تتحرك بحرية في المناطق التي يحتلها الإرهابيون، وأنه دون التسهيلات والحماية المقدمة من المجموعات المتطرفة، لم تكن جمعيات قطر ستعمل في منطقة الساحل”.

 اتبعنا على تويتر من هنا

 

 

 

 

 

 

تعليقات عبر الفيس بوك

التعليقات

علي ياحي

كاتب صحفي جزائري

مقالات ذات صلة