الواجهة الرئيسيةشؤون دوليةشؤون عربية
تحالف سوري- ليبي لمواجهة أردوغان
الأسد استقبل الحويج في دمشق.. واتفاقيات للتعاون الأمني من أجل ملاحقة الميليشيات الإرهابية

كيوبوست
في خطوة فُسِّرت بأنها محاولة لمحاصرة الأطماع التركية في الشرق الأوسط، بدأت تنسيقات سورية- ليبية للتصدِّي لعملية نقل الميليشيات الإرهابية من الأراضي السورية إلى ليبيا جوًّا وبحرًا؛ والتي تقوم بها تركيا، وذلك عبر تنسيق أمني رفيع المستوى بين الحكومة السورية ونظيرتها في بنغازي بقيادة عبدالله الثني؛ حيث زار وفد حكومي ليبي من حكومة شرق ليبيا، سوريا، الأسبوع الماضي، والتقى عددًا من القيادات السورية؛ أبرزها الرئيس السوري بشار الأسد.
اقرأ أيضًا: مسلحو أردوغان العرب يحولون شمال سوريا إلى منطقة غير آمنة
وعلى الرغم من إعلان توقيع اتفاقيات أمنية وتبادل لفتح السفارات بين دمشق وبنغازي؛ فإن التركيز السوري اعتمد بشكل أكبر على مواجهة تحركات تركيا في البلدَين. بينما كان على رأس الوفد الليبي نائب رئيس الوزراء في الحكومة المؤقتة عبدالرحمن الأحيرش، الذي اعتبر أن التحدِّي المشترك في مواجهة الإرهاب يدفع البلدَين لتفعيل التعاون الثنائي في مختلف المجالات.
تحديات الربيع العربي

من جهته، قال المحلل السياسي السوري د.أسامة دنورة: “إن الربيع العربي فَرَض على الدول تحديات متشابهة ومتطابقة أحيانًا؛ لكن في سوريا وليبيا ومصر اتخذ الصدام صورة الصراع المباشر مع التنظيمات الإرهابية، ففي حين حافظت مصر على استقرار الدولة، تعرَّضت سوريا وليبيا إلى محاولات شديدة لتحويلهما إلى دولتَين فاشلتَين نتيجة التدخل الخارجي المكثَّف لتقويض الاستقرار ودعم الإرهاب”.
وأضاف دنورة أن النظام التركي شكَّل الداعم الرئيسي للإرهاب على المستوى العربي؛ لكونه الرأس المدبر لتنظيم الإخوان الإرهابي، وانتقل التدخل الإرهابي التركي من الوكيل إلى الأصيل؛ فمع نجاح الجيش العربي السوري في تقويض المجموعات الإرهابية ومحاصرتها وطردها، ونجاح الجيش الوطني الليبي في التقدم الواضح ضد الميليشيات الإرهابية الداعمة لحكومة السراج الإخوانية، بدأ الأتراك يستشعرون القلق من إنهاء مشروعهم الاستعماري في البلدَين.
اقرأ أيضًا: الغزو التركي لسوريا: نعمة لداعش
تحركات أردوغان
وأشار المحلل السياسي السوري إلى أن سوريا وليبيا تواجهان في الوقت الحالي تحديًا مشتركًا متمثلًا في محاولة الغرب منح القوى الإخوانية الإرهابية نوعًا من الاعتراف أو الشرعية، وهو جزء من محاولة نظام أردوغان للتدخل وتقويض الأمن القومي العربي؛ خصوصًا في ظل الشراكة التركية- القطرية لدعم الإخوان والتيارات المتطرفة.

وأكد دنورة أن التحديات الإقليمية المشتركة بين سوريا وليبيا ممثلة في الجيش الوطني، جعلت هناك نقاط التقاء سورية- ليبية لتشكِّل مفتاحًا لاستعادة الحد الأدنى من مقومات التكامل في منظومة الأمن القومي العربي في مواجهة التدخلات التركية، معتبرًا أن استعادة العلاقات الدبلوماسية بين البلدَين تعني من جهة بدايةً لعودة العرب إلى سوريا، وتوسيع قاعدة الاعتراف العربي بشرعية حكومة بنغازي التي تمثل الحقيقة الوطنية للشعب العربي الليبي بعيدًا عن التبعية للمشروع الإخواني التركي.
اقرأ أيضًا: إدانة أممية لخرق تركيا قرارات الأمم المتحدة بشأن ليبيا
واعتبر المحلل السياسي السوري أن هذه الخطوة مبدئية؛ لكنها ليست كافية لاستعادة التضامن العربي بحده الأدنى لمواجهة الإرهاب التركي- الإخواني، الذي يخوضه الجيش السوري نيابةً عن الجيوش العربية، متوقعًا أن تتطور هذه المبادرة نحو التحالف السياسي والعسكري في مواجهة الإرهاب المدعوم تركيًّا.
قوة مشتركة

رمزي الرميح، المستشار السابق بالقوات المسلحة الليبية، ومستشار المنظمة الليبية لدراسات الأمن الليبية، أكد في تعليق لـ”كيوبوست”، أن الزيارة تكتسب أهمية أبعد من الاتفاقيات الموقعة والتي تمت فيها إعادة بعض الاتفاقيات الموقعة مع نظام الرئيس الليبي السابق معمر القذافي، مشيرًا إلى أننا أمام وضع يجب أن يعترف فيه العالم بشأن حكومة عبدالله الثني الحاصلة على اعتراف مجلس النواب، وتمثل الشعب الليبي، ويجب التعامل معها كجزء من مؤسسات الدولة الليبية المتمثلة في مجلس النواب برئاسة المستشار عقيلة صالح، والجيش الوطني بقيادة المشير خليفة حفتر.
وأضاف الرميح أن سوريا دولة عضو في الأمم المتحدة لها سيادة واستقبلت وفدًا من الحكومة الشرعية، والتي توجَّه وزير خارجيتها عبد الهادي الحويج إلى دمشق بتكليف من مجلس النواب؛ لفتح صفحة جديدة من العلاقات التي تأثَّرت على مدى السنوات العشر الماضية تقريبًا، مشيرًا إلى أن الدافع الأساسي لتعزيز العلاقات في الوقت الحالي هو تعرُّض البلدَين إلى عدوان تركي سافر.
اقرأ أيضًا: لُعبة الإخوة الأعداء والأجندات الخفية لأردوغان وبوتين في سوريا
تبادل معلومات
وأكد الرميح أن الاتفاقات الموقعة تضمنت تنسيقًا أمنيًّا واضحًا في ما يتعلق بتبادل المعلومات حول الإرهابيين الذين اعترفت تركيا بنقلهم من سوريا إلى ليبيا؛ خصوصًا أن المخابرات السورية لديها معلومات كثيرة عنهم ستساعد الجيش الوطني في ملاحقتهم داخل الأراضي الليبية، مشيرًا إلى أن لجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب ستقوم باختيار سفير ليبي قريبًا للوجود في دمشق، بينما سيكون مقر السفارة السورية في بنغازي مؤقتًا لحين تحرير طرابلس.
وشدَّد المستشار السابق للجيش الليبي على أن هذا التنسيق أو التحالف أصاب التحالف القطري- التركي بالرعب؛ خصوصًا أن الوضع في ليبيا مرتبط بضرورة وجود حسم عسكري من قِبَل الجيش قبل البدء في المسار السياسي، والمقصود بالحسم العسكري هو إنهاء حالة الفوضى وجمع السلاح والقضاء على الميليشيات؛ ليتم بعدها إقرار دستور وانتخاب رئيس ومجلس تشريعي على غرار ما حدث في الدول المجاورة.