الواجهة الرئيسيةشؤون دولية

تحالف أردوغاني- سلفي لضرب الأكراد والحركة الصوفية

مراقبون لـ"كيوبوست": تحالف أردوغان مع الجماعات الإرهابية عزز من وجود الحركات السلفية المتشددة في تركيا.. لكنه سيتخلى عنها بعد تحقيق غاياته

كيوبوست

جاءت المعلومات التي كشفت عنها صحيفة “عرب نيوز”، مؤخراً، حول انتشار مئات الجمعيات السلفية في تركيا، بغرض إرهاب المواطنين وعقد صفقة سياسية مع الحكومة، لتتماشى مع معطيات سياسات أردوغان التي تتغذى على الفوضى.

وحسب الصحيفة، فإن هناك ما يقرب من 2000 جمعية سلفية تستعد لحرب أهلية داخل تركيا، في الوقت الذي تتعالى فيه احتمالات عقد صفقة مع أردوغان، الذي سيجني مكاسب سياسية في المقابل.

قضية الأكراد

“أردوغان لا يرحب بالسلفيين؛ ولكنه مستعد للتحالف مع أي شخص لتنفيذ سياساته”، حسب المحلل السياسي التركي فائق بلوط، موضحاً، خلال حديثه إلى “كيوبوست”، أنه حتى الآن لا يوجد حديث مؤكد أو رسمي حول هذه العلاقة بين أردوغان والجمعيات السلفية في تركيا؛ ولكن المؤكد هو أن ترحيب أنقرة بالعناصر المتشددة منذ اندلاع الأزمة السورية، وتسهيل عبورها عبر الحدود، مهد الطريق للمئات منها لتعزيز وجودها في البلاد.

اقرأ أيضًا: “على الدول الغربية أن تقف في وجه إمبريالية أردوغان”

المحلل السياسي التركي فائق بلوط

ودعمت تركيا عدداً من الفصائل السلفية خلال الصراع السوري؛ لمحاربة نظام الأسد، الأمر الذي جعل البلاد ممراً للمقاتلين إلى جانب جماعات داعش والنصرة.

ويؤكد بلوط أن أردوغان يرى أن قضية الأكراد هي القضية الأهم بالنسبة إليه، ومن الوارد أن يستغل هذه الجماعات لضربهم؛ خصوصاً مع رفض السلفيين الوجود الكردي من الأساس واشتراكهم مع الرئيس التركي في هذه الرؤية سياسياً وأيديولوجياً.

استهداف الصوفية

أما الباحث المتخصص في الجماعات المتطرفة والإرهاب الدولي منير أديب، فيرى أن القضاء على الأكراد ليس الهم الوحيد لأردوغان، والذي يفكر قطعاً في استهداف رجال الدعوة الصوفية المتمثلة في جماعة فتح الله جولن، مستغلاً العداء الأيديولوجي بينهم وبين السلفيين؛ وهي “قضية لا تقل أهمية بالنسبة إليه عن قضية الأكراد”.

منير أديب

ويوضح أديب، لـ”كيوبوست”، أن أردوغان استخدم من قبل رجال جماعة “الخدمة” التابعة لجولن؛ لتحقيق أهدافه والوصول إلى السلطة، ثم انقلب عليهم بعد ذلك عندما وجد أنهم يعارضونه أو ينتقدون سياساته، وقام بالتنكيل بهم؛ وهو الأمر الذي قد يتكرر مع الجماعات السلفية؛ حيث لن يتوانى أردوغان عن الإطاحة بهم عندما يحقق أهدافه.

قبل أربع سنوات، أصدرت الشرطة التركية تقريراً حول تجاوز أعداد عناصر الجماعات السلفية في تركيا حاجز الـ20 ألفاً، وهو ما يؤيده تقرير “عرب نيوز”، الذي يشير إلى أن عدد الجماعات السلفية في تركيا الآن تجاوز 2000 جماعة.

ويؤكد أديب أن هذا العدد قد يكون صحيحاً دون مبالغة؛ فالرئيس التركي عمل على تكوين وتغذية هذه الجماعات خلال السنوات الأخيرة التي اشتدت فيها معركته ضد جماعة “جولن”، ومؤيدي الدعوة الصوفية في بلاده؛ الأمر الذي يبرر تعاظم نفوذ هذه الجماعات المتشددة الآن، كما يزيد أيضاً من احتمالات “عقدها صفقة سياسية مع الحكومة”.

اقرأ أيضًا: فتح الله غولن: أردوغان يعاني جنون العظمة.. ويداه ملطختان بدماء الأبرياء

وحسب أديب، فإن أردوغان نجح في إغلاق المؤسسات الثقافية والدينية التابعة للحركة الصوفية، فضلاً عن اعتقال كل من تربطه علاقة بالحركة، وهو الآن في مرحلة القضاء على معتقدات وأفكار الحركة بشكل تام، “ولن يتمكن من ذلك إلا بتقوية شوكة السلفيين على أوسع نطاق، من خلال إنشاء مئات الجمعيات والمكاتب والمؤسسات لهم؛ كي ينجح في اقتلاع جذور الحركة الصوفية تماماً”.

مصير السلفية

بالنسبة إلى الباحث الإنجليزي كايل أورتون، فإن “أردوغان يتفق فكرياً وعقائدياً وأيديولوجياً مع جماعة الإخوان المسلمين، ولا تربطه علاقات عميقة مع الحركة السلفية؛ الأمر الذي يعزز من فرص الانفصال السريع بين الطرفين وعدم اتفاقهما، على الرغم من التناغم الحاصل بينهما الآن، وحالة الدعم الذي تحظى به هذه الجماعات”.

كايل أورتون

ويتوقع أورتون أن الرفض الشعبي التركي للسلفية، والانحياز إلى الجانب الصوفي سيكون عاملاً مهماً في هذه المعادلة؛ حيث إن الغالبية العظمى من الأتراك تؤيد الصوفية والمذهب الحنفي، ولا تميل إلى اعتناق “الأفكار المتشددة”.

ويتفق منير أديب، الباحث في الجماعات المتطرفة والإرهاب الدولي، مع هذا الطرح، مرجحاً أن ينقلب أردوغان على هذه الجماعات في أسرع وقت؛ ولكن بعد أن يكون قد حقق أهدافه وأجندته السياسية أولاً.

اتبعنا على تويتر من هنا

تعليقات عبر الفيس بوك

التعليقات

مقالات ذات صلة