اسرائيلياتالواجهة الرئيسيةفلسطينيات
تجري الرياح بما يشتهي فتية غزة
الطائرات الحارقة تتحول إلى سلاح بيد فتية غزة

كيو بوست –
“تجري الرياح بما يشتهي أهل قطاع غزة”، بات يمكن إطلاق هذه المقولة على ظاهرة إطلاق الطائرات الورقية الحارقة تجاه مستوطنات الاحتلال شرق القطاع المحاصر منذ 11 سنة.
في غمرة المسيرات الضخمة التي تخرج من القطاع تجاه الحدود مع الاحتلال، ابتكر شبان فلسطينيون أسلوبًا لإلحاق الضرر بالاحتلال، في ضوء فارق القوة المهول بين المتظاهرين العزل حاملين حجارة بأيديهم، وجنود جيش الاحتلال القناصين المزودين بأوامر قتل واستخدام مفرط للنار.
مع أواخر مارس/آذار الفائت، كانت انطلاقة مسيرات العودة، التي ينظمها سكان القطاع لكسر الحصار الخانق الذي حول حياتهم إلى جحيم، ومنذ ذلك الوقت، أطلق الشبان مئات الطائرات الورقية تجاه المستوطنات المحاذية للقطاع، مسببة حرائق كبيرة.
ومع أول طائرة ورقية أحدثت حرائق في الطرف الآخر، وجد الشبان ضالتهم في مقارعة الاحتلال الذي يحاصرهم، وقتل منهم أكثر من 110 متظاهرًا منذ إطلاق المسيرات السلمية.
وتصنع الطائرة بأدوات بسيطة: قطعة بلاستيك يتم شدها بأعواد خشب وربطها بحبل طويل وذيل من أكياس النايلون الممزقة والمربوطة ببعضها البعض.
كانت هذه الطائرة تصنع للترفيه فقط، لكن بالنسبة لأبناء غزة المحاصرين باتت وسيلة لكسر الحصار وإيصال رسالة احتجاج، وعمدوا إلى ربط ذيل الطائرة بزجاجة حارقة. وعندما تطير الطائرة بفعل الرياح، ترتفع في السماء، ثم يتم إطلاق حبلها المشدود من قبل شخص على الأرض. ومن هنا تلعب الرياح دورًا رئيسًا في دفعها تجاه الشرق، حيث تتواجد المستوطنات الإسرائيلية.
“أدوات قتل”
في أحدث تفاعلات الشارع الإسرائيلي مع هذه الظاهرة، قالت صحيفة “إسرائيل اليوم” إن النيابة العسكرية الإسرائيلية اعتبرت رسميًا، الثلاثاء، الطائرات الورقية “أدوات إرهابية توجب معاقبة مستخدميها بالسجن”.
وأشارت الصحيفة في تقرير لها نشرته اليوم الثلاثاء، إلى إن هذا الاتهام يعني إدراج الطائرات الورقية رسميًا من أدوات القتل من وجهة نظر النيابة الإسرائيلية.
حرائق ضخمة
أوقعت مئات الطائرات المرسلة من القطاع، عشرات الحرائق الضخمة في أراضي زراعية يسيطر عليها المستوطنون شرق قطاع غزة، وخسائر تقدر بملايين الشواكل.
“لقد عملت أكثر من عشرة طواقم من رجال الإطفاء من محطة النقب الغربي، من أجل السيطرة على الحريق الذي اندلع بعد سقوط طائرات ورقية عدة جاءت من قطاع غزة، وتم وصلها بمواد مشتعلة أدت إلى إشعال النار في المنطقة. وساعدت درجة الحرارة العالية والرياح القوية في المنطقة على انتشار اللهب وتفشيه لفترة طويلة”، جاء في تقارير عبرية.
وفي إحصائية نشرت في مطلع أيار/مايو، جاء أن الطائرات الورقية المحترقة أشعلت حتى حينه، نحو 800 دونم من الحقول الزراعية، وقدر الضرر بنحو نصف مليون شيكل.
فشل الحلول
ودفع احتجاج المستوطنين المتواصل على احتراق مزروعاتهم، المؤسسة العسكرية إلى البحث عن طرق لمواجهة هذه الطائرات.
مصادر إسرائيلية، قالت في بادئ الأمر، نقلًا عن مسؤول عسكري كبير، إنه يرجح أن يتم إيجاد حل تكنولوجي للطائرات الورقية في غضون أسبوعين.
ومن بين الحلول التي طرحها جيش الاحتلال، استهداف الطائرات بالرصاص خلال تحليقها بالهواء قبل اجتيازها الحدود، بالإضافة إلى إعاقتها بواسطة الطائرات المسيرة وإسقاطها داخل القطاع.
وذكرت مواقع عبرية، أنه تم توزيع 250 قطعة من أدوات قنص جديدة، على جنود الاحتلال في “غلاف غزة”، بهدف إسقاط الطائرات الورقية الحارقة، إذ يسمح القناص الجديد بالتقاط هدف متحرك على ارتفاع 100 متر.
كما طرح الجيش أحد الحلول لمواجهة الطائرات الحارقة؛ هو استخدام “حوامة صغيرة” لتقطيع خيوط الطائرات الورقية قبل وصولها من غزة.
لكن بعد أسبوعين على طرح هكذا حلول، يبدو أن الفشل كان حليفها، مع استمرار اختراق الطائرات الورقية السياج جوًا والوصول إلى أهدافها.