الواجهة الرئيسيةترجماتثقافة ومعرفةصحة

تجربتي في علاج الإنهاك النفسي المهني

يتحدث جيمي دوشارم في هذا المقال المنشور في "التايم" عن تجربته الشخصية مع "الإنهاك النفسي المهني" وعن أفضل السبل لعلاج هذه المشكلة التي يواجهها كثيرون والتي قد تترك آثاراً بالغة السلبية على من يعانون منها..

كيوبوست- ترجمات

يقول دوشارم: بعد الكتابة عن جائحة كورونا لمدة ثلاث سنواتٍ، بدأتُ ألاحظ بعض المؤشرات التحذيرية للإنهاك النفسي المهني، وفق ما أشارت إليه عالمة النفس الشهيرة كريستينا ماسلاش: الإرهاق العاطفي والذهني، والشعور السلبي تجاه العمل، والاعتقاد بأن عملك لا يهم أو أن جهودك ليست كافية. قرب نهاية عام 2022، بدأت أعاني بوضوح مما يُعرف باسم ” حُبْسَة الكاتب”.

ويؤكد: أحبُّ عملي حقًا، لذلك أردتُ إصلاح هذه المشكلات قبل أن تتفاقم، لكن عندما سألت الدكتور جوجل عن “كيفية علاج الإنهاك الذهني والنفسي”، لم أجد الكثير، لأن الأمر ليس متروكاً لي تماماً، كما تقول ماسلاش.

“أخبرتني ماسلاش أن علاج الإنهاك الناتج عن العمل ممكن فقط عندما يزيل أصحاب العمل الظروف التي تنتجه في المقام الأول، ويقللون من أعباء العمل، ويدعمون الموظفين ويستمعون إليهم، ويمنحونهم السيطرة على عملهم ووقتهم”. ولكن ماذا لو لم تتغيّر الضغوطات، بغض النظر عن مقدار ما نريده؟

اقرأ أيضًا: الدرس المستفاد من أكبر دراسة علمية في العالم حول السعادة

 في عالمٍ مثالي، بالتأكيد، سيرغب كل مدير في تخليص العاملين معه من معاناة الإنهاك النفسي المهني، لكن الشركات مدفوعة بالأرباح، غالباً ما تطلب من الموظفين القيام بالمزيد وبموارد أقل.

قد لا يكون ترك العاملين لمعالجة الإنهاك هو الحل، ولكن في كثيرٍ من الحالات، يبدو انتظار أن يتغير العمل، وكأنه مسار ميؤوس منه بالقدر نفسه. وفق استطلاع أجري في أواخر عام 2022، قال 42% من موظفي المكاتب إنهم شعروا بالإنهاك النفسي المهني.

هل هناك أي شيء يمكنني القيام به لتحسين الوضع غير المثالي؟ التفتُ إلى الأدبيات العلمية للحصول على إجابات، لقد بحث الكثير من الباحثين عن طرق لتخفيف حالة الإنهاك في العمل، لكن يبدو أن الكثير منها لا تنجح.

معاناة الإنهاك النفسي المهني

ومع ذلك، يبدو أن بعض التدخلات الفردية تُحدث فرقاً، إذ تشير الدراسات إلى أن النشاط البدني، مُعزّز مُثبت للمزاج ومخفض للتوتر، ويمكن أن يقلِّل من حالة الإنهاك. وقد تبيّن أن ممارسات اليقظة الذهنية مثل التأمل واليوغا في بعض الدراسات؛ ولكن ليس كلها، تساعد، على ما يبدو من خلال بناء القدرة على الصمود وتحسين المزاج.

قد تؤدي ممارسات الإبداع أيضاً إلى التخلص من الإنهاك من خلال إعادة إشعال المشاعر وتسهيل “التدفق” أو الانغماس في مهمة ما.

بناءً على ذلك، شرعتُ في تجربتي غير العلمية في التخلص من الإنهاك النفسي المهني: كنت أمارس الرياضة ثلاث مرات على الأقل في الأسبوع، وأمارس اليوغا مرة واحدة على الأقل في الأسبوع، وأتأمّل يومياً، وأكمل تمريناً إبداعياً يومياً؛ (اخترت أن أرسم مشاعري).

كان بناء العلاقات الاجتماعية في العمل إلى حدٍّ بعيد الجزء الأسهل. لقد وجدت أن رؤية زملاء العمل وجهاً لوجه، حتى وإن تحدثنا في أشياء غير مهمة، يخفف الضغوط ويغذي الروح. شعرت أيضاً بالسعادة لأخذ استراحات الغداء على مهل مع الزملاء.

اقرأ أيضًا: هل العمل لساعات أقل يجعلنا أكثر تعاسة؟

أسهمت التمارين الرياضية أيضاً في تحسين مزاجي وتخفيف الضغوط، لكن التأمل غالباً ما كان مملاً. لقد حاولت بجدية، لكن التنفس والرسم العشوائي (أي ممارسة الشخبطة وأنت شارد الذهن) لم يخفِّف من الضغوط. في النهاية، باءت تجربتي بالفشل، وهذا ما دفعني للذهاب لحصص الرقص الجماعي في جامعة كولورادو.

ذهبتُ إلى كلية الطب بجامعة كولورادو، حيث يوجد مختبر كولورادو للفنون لتعزيز القدرة على الصمود، الذي يُعرف اختصاراً باسم “كورال”؛ مشروع بحثي مستمر في الكلية، لمساعدة الأشخاص الذين يعانون من الإنهاك النفسي المهني على بناء القدرة على الصمود وتحسين صحتهم العقلية.

التمارين الرياضية تساهم في تحسين الحالة المزاجية

يجتمع المشاركون أسبوعياً، لمدة ثلاثة أشهر، في جلساتٍ مدتها 90 دقيقة تمزج العلاج والعلاقات الاجتماعية والفن معاً، لتوفير متنفّس للتغلب على ضغوط العمل في مجال الرعاية الصحية.

عندما يشترك الأشخاص في “كورال”، يُوزّعون في مجموعات، تُركز على الفنون البصرية أو الكتابة أو الرقص أو الموسيقى. لمدة 12 أسبوعاً، يستخدم الميسرون تمارين إبداعية لمساعدة الأشخاص على التعبير عن هويتهم وقيمهم، وتوجيه المشاعر السلبية، وبناء القدرة على الصمود، وتطوير أساليب الرعاية الذاتية. لتطوير العمل الجماعي، يُشجّع المشاركون أيضاً على تبادل الخبرات من حياتهم ووظائفهم والمشاركة في مشروع جماعي، مثل المساهمة بعمل فني في ألبوم أو أداء رقصة.

عندما سألتهم عما إذا كان يمكنني أنا أو أي فرد القيام به بمفردي، قوبلت برفضٍ قاطع. قال ميسرو البرنامج إن جوهر البرنامج يكمن في جمع الناس معاً ليشعروا بالتضامن والمجتمع الذي غالباً ما تفتقر إليه الحياة الحديثة. يمكن للناس الرسم أو الرقص أو الكتابة أو الغناء بمفردهم، ولكن من المحتمل ألا يكون لها نفس التأثير التحويلي بدون اتصالٍ بشري.

بطريقةٍ ما، أثبتت تجربتي أن خبيرة علاج الإنهاك ماسلاش كانت على حق طوال الوقت؛ كانت تكتيكات الرعاية الذاتية التي استخدمتها بمفردي أقل فعالية. وبعد زيارة كورال، أعتقد أن الحل للإنهاك ليس مجرد الجلوس والأمل في أن يقوم أصحاب العمل بإجراء التغييرات الصحيحة.

آمل أن تهبط الأخبار الصحية الأكثر سعادة على مكتبي قريباً. لكن في غضون ذلك، أسعى إلى طرقٍ أفضل لإدارة التوتر والبحث عن أشخاص على استعداد للانضمام إليّ. ممارسة الرسم العشوائي منفرداً أمر ممل جدًا. أفكّر في الانضمام إلى نادٍ للكتاب بدلًا من ذلك، أو ربما فصل للرقص.

المصدر: التايم

اتبعنا على تويتر من هنا

تعليقات عبر الفيس بوك

التعليقات