الواجهة الرئيسيةشؤون دولية
تبادل سجناء بين أمريكا وإيران في صفقة “نادرة”

كيوبوست
في صفقة وصفتها وسائل الإعلام بـ”النادرة”، أفرجت السلطات الأمريكية عن الباحث الإيراني قاسم سليماني، الذي يعمل في بحوث الخلايا الجذعية وأمراض الدم والطب التجديدي، واعتقلته واشنطن بتهمة انتهاك العقوبات التجارية من خلال محاولته إرسال مواد حيوية إلى إيران، في حين أفرجت السلطات الإيرانية عن الباحث الصيني من أصل أمريكي شي يوه وانغ، الذي صدر ضده حكم بالسجن 10 سنوات في مزاعم بـ”تسلله” إلى داخل البلاد، وإرساله معلومات سرية إلى الخارج، وهو ما نفته عائلة طالب الدراسات العليا بجامعة برينستون.
وحسب “الجارديان“، أشاد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بالصفقة التي تمت بوساطة سويسرية، قائلًا في تغريدة له: “انظر، يمكننا عقد صفقة معًا”، بينما أكد وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف: “سعداء لأن البروفيسور مسعود سليماني، والسيد شي يوه وانغ، سيعودان إلى عائلتيهما قريبًا. نشكر جميع مَن شارك في الأمر؛ خصوصًا السفارة السويسرية”.
اقرأ أيضًا: محكمة أمريكية تُغرِّم إيران 180 مليون دولار
وذكرت وكالة “بلومبيرج” الأمريكية، أن الصفقة تمت في أجواء تشهد توترات كبيرة بين طهران وواشنطن؛ بسبب العقوبات الأمريكية التي لعبت دورًا كبيرًا في تأجيج الاحتجاجات الأخيرة في إيران، كما أكدت “بلومبيرج” أن هذه الصفقة ربما تمهد لصفقات مستقبلية؛ خصوصًا أن طهران تحتفظ بالمزيد من السجناء الأمريكيين الذين يمكن لها أن تستخدمهم كورقة ضغط في مفاوضات قادمة مع الولايات المتحدة.

الباحث الإنجليزي كيل أورتن، قال في تعليق أدلى به إلى “كيوبوست”: “إن الصفقة التي تمت بين الولايات المتحدة وإيران بخصوص تبادل السجناء لا تغير شيئًا في ما يخص ديناميكية العلاقة بين البلدَين.
اقرأ أيضًا: هل تشاركت أمريكا وقطر علمهما المسبق بالهجوم الإيراني على السفن؟
وأضاف أورتن: “يظن ترامب أن بإمكانه الحصول على صفقة أفضل مع إيران، ويتبدى هذا بوضوح في تغريدته التي ألمح فيها إلى ذلك، ومن المفهوم أن الرئيس الأمريكي يهمه أن تبقى السلطة الحاكمة في إيران كما هي؛ من أجل عقد اتفاق معها أو صفقة، ولكن على نطاق واسع، لحل الأزمات العالقة بينهما؛ لأن الإدارة في واشنطن تدرك جيدًا أن سياسة العقوبات لن تنجح في الإيقاع بالنظام الإيراني الحالي، وأنها في حاجة إلى حل سياسي يحقق لها ما تريد؛ حيث تبقى العقوبات مجرد أداة ضغط فقط من أجل إرضاخ طهران على الجلوس لعقد صفقة”.

وتابع الباحث الإنجليزي: “إذا سقط النظام الإيراني، فإن ترامب أو مَن قد يأتي بعده لن يفضل ذلك؛ حيث إن الصفقة تنجح أكثر في ظل النظام الحالي، رغم أني أظن أن إيران قد لا تقبل بعقد صفقة مع واشنطن؛ لأنها ببساطة ليست في حاجة كبيرة إلى ذلك، خصوصًا في الوقت الحالي الذي تواجه فيه عقوبات أمريكية يمكن الالتفاف عليها، فضلًا عن وقوف دول عديدة قوية بجوارها، وبالتالي تفقد سياسة العقوبات فعاليتها وسطوتها. إيران ليس لديها سبب في الوقت الحالي لعقد صفقة، ولكن ربما يحدث ذلك مستقبلًا؛ حيث من المتوقع أن يكون هناك اتفاق بين طهران وواشنطن في يوم ما، ولكن لا أظن أن ذلك يحدث قريبًا”.