شؤون دولية

بي بي سي تكشف زيف الأسباب التركية لاحتلال مدينة عفرين

يكشف التحقيق عن فجوة كبيرة بين حقيقة ما أعلنته تركيا وبين ما حدث فعلاً!

كيو بوست –

العام الماضي، أنشأت المؤسسة الإعلامية العريقة “بي بي سي“، ما أطلقت عليه بـ”وحدة تدقيق الحقائق”، لمحاربة الأخبار الزائفة Fake news التي تطلقها جهات رسمية ومستقلة.

وتقوم تلك الوحدة الإعلامية، بتصفية الأخبار من البروباغندا، وتحليلها، بناءً على حقائق محايدة، بما يشبه التحقيقات الاستقصائية التي يقوم بها صحفيون محترفون.

وفي الفترة الماضية، عملت “وحدة تدقيق الأخبار” للمؤسسة البريطانية على تحقيق أثبت زيف الادعاءات التركية عن أسباب قيام الجيش التركي بشن هجمة واسعة النطاق على مدينة عفرين.

اقرأ أيضًا: دراسة ألمانية توضح أسباب العملية العسكرية التركية على عفرين

وكانت حجة تركيا في احتلال عفرين أن المدن التركية تعرضت لما يقارب من 700 هجمة مسلحة من المدينة، وهو ما كتب عنه المتحدث الرئاسي التركي إبراهيم كالين في مقال كتبه لموقع “سي إن إن” فبراير الماضي: “في العام الماضي وحده، تعرضت المدن التركية لأكثر من 700 هجوم من منطقة عفرين، على يد وحدات حماية الشعب الكردي”. بعد ذلك، قامت وزارة الخارجية التركية بالإشارة إلى المقال عبر صفحتها الرسمية على تويتر.

العدد ذاته أكدته أيضًا وزارة الخارجة التركية في اتصال مع البي بي سي، أثناء قيام وحدة التحقيق بعملها للتأكد من صحة الرقم المزعوم.

وقد قامت وحدة تدقيق الأخبار بمراجعة عدد الهجمات التي تمت ضد مناطق تركية، انطلاقًا من المناطق الكردية، فوجدت أن عدد الهجمات أقل بكثير من الادعاءات الرسمية التركية، ولم يتجاوز 26 هجومًا.

ويوضح ذلك مدى المبالغة التركية في أعداد الهجمات، التي اتخذتها أنقرة كذريعة من أجل إطلاق عملية “غصن الزيتون” لاحتلال مدينة عفرين السورية!

وحاولت تركيا في فترة ما قبل إطلاق عملية غصن الزيتون، إظهار أن العملية تأتي من أجل حقها المشروع في الدفاع عن سيادة واستقرار الأراضي التركية.

وقد تأكدت وحدة تدقيق الأخبار من الأرقام الحقيقية للهجمات، مستخدمة مصادر مختلفة، وعبر بحث موسع قامت بإجرائه حول تقارير عن وقوع هجمات على تركيا في الفترة نفسها، وقد توصلت إلى وقوع 26 هجومًا فقط من سوريا، في الفترة بين 1 يناير 2017، و20 يناير 2018. وأن 15 هجومًا فقط من هذه الهجمات جاءت من عفرين.

 

تضارب في الأقوال

عندما سألت “وحدة تدقيق الأخبار” وزارة الخارجية التركية عن مدى تضارب الأرقام الحقيقية مع المعلنة، أجابت وزارة الخارجية بأن هناك 700 حالة “تحرش بإطلاق النار” تمت في تلك الفترة!

وقد عَرّفت الوزارة المقصود بتلك العبارة بأنها: “أي شيء لا يستهدف تركيا مباشرة، ولكن قد يكون عرضًا جانبيًا للاشتباكات في سوريا”.

وقالت أيضًا إن بعض هذه الهجمات استهدف مواقع عسكرية تركية في شمال سوريا، من بينها إدلب ومناطق أخرى يسيطر عليها الجيش السوري الحر المدعوم من تركيا، الأمر الذي يتعارض مع البيانات الرسمية التي تحدثت عن هجمات “ضد المدن التركية”.

ويوضح كل ذلك مدى تهويل تركيا للأسباب التي أعلنتها من أجل احتلال المدينة.

اقرأ أيضًا: ما بين الاسكندرون وعفرين: مقاربة تاريخية

تعليقات عبر الفيس بوك

التعليقات

مقالات ذات صلة