الواجهة الرئيسيةتكنولوجيا

بفضل “الهايبرلوب”.. هل سينتهي عهد وسائل النقل التقليدية؟

لا تزال وسيلة "الهايبرلوب" تحت التجريب.. إلا أن المحاولات التي نفذت حتى الآن كانت ناجحة لدرجة قد تنافس فيها وسائل النقل التقليدية في المستقبل القريب

كيوبوست

هيَّأتِ الحضارات القديمة كالفرعونية والبابلية والرومانية، طرق مدنها وقنوات مسطحاتها المائية؛ لتسهيل السفر والتنقل، ونقل البضائع عبر الموانئ والقنوات، وكان ذلك عاملاً مهماً في ضمان بقائها وقوتها.

تزامن مع تلك المحاولات تطوير الإنسان على مرّ العصور لوسائل النقل؛ فقد استخدم قدمَيه في بداية الأمر، ثم ركب الحيوانات، وصنع القوارب البسيطة من جذوع الأشجار، وكانت النقلة النوعية عند اختراعه العجلة (3500 سنة قبل الميلاد)، التي استخدمت في تصميم معظم وسائل النقل التي اعتمدت على البخار أو الاحتراق كمصدر للطاقة.

وكان الطيران آخر ما توصل إليه الإنسان؛ إذ أطلق العنان لمخيلته وقدراته متحدياً الجاذبية؛ لكن الأمر لم ينتهِ هناك، فمنذ بضعة أعوام يجري تطوير تقنية نقل جديدة وهي (الهايبرلوب) “Hyperloop” التي من شأنها تغيير خريطة نظام وسائل النقل الحالية.. وهي خطوة يقول المبشرون بها، إنها تضاهي حدث اختراع الطيران عام 1903.

وسيلة نقل منتظرة

الهايبرلوب وسيلة نقل منتظرة لا تزال تحت التجريب، تتكون من كبسولات (حجرة ركاب) فوق مسار بداخل أنابيب مفرغة، يمكن إنشاؤها فوق الأرض أو تحتها، إلا أن المشروعات الحالية تركز على الأنفاق فوق الأرض، وتعتمد على تقنية الرفع الكهرومغناطسي؛ إذ تبدأ الكبسولة بالتسارع عبر الدفع الكهربائي، ثم تقوم الأقطاب المغناطيسية برفع الكبسولة عن مسارها دون ركائز، من خلال تلاشي تأثير الجاذبية الأرضية، وبعد رفع الكبسولة، تنطلق بسرعات فائقة بفضل السحب الديناميكي الهوائي المنخفض.

اقرأ أيضًا: نجحت في تشغيل مفاعلها السلمي الأول.. الإمارات تواصل مراكمة إنجازاتها العلمية

طرحت فكرة الهايبرلوب لأول مرة من قِبل رجل الأعمال والملياردير الكندي إيلون ماسك، عام 2013، عبر ورقة نشرت على موقع شركة “تسلا”، زاعماً أن الوسيلة ستغير طريقة السفر والتجارة والعمل، ومنذ الحديث عنها بدأت عدة شركات تجريبها وتطويرها؛ ومن ضمنها شركة “فيرجن هايبرلوب”، التي تأسست عام 2014، وكانت تسمى حينها “فيرجن هايبرلوب وان”، وحصلت الشركة على مئات الملايين من الدولارت، ومن ضمن المساهمين “موانئ دبي العالمية” للخدمات اللوجستية التابعة لحكومة دبي، التي تسعى لتكون السبّاقة في هذا المجال.

ونفَّذتِ الشركة أول تجربة نقل بشر ناجحة في 8 نوفمبر 2020، وذلك في موقع اختبار خاص في صحراء ولاية نيفادا الأمريكية، وقطعت الكبسولة التي كانت تحمل بداخلها موظفَين في الشركة، مسافة 500 متر في 15 ثانية، ما يعادل 172 كيلومتراً في الساعة، علماً بأن الشركةَ ترنو لتصل إلى سرعة 1000 كيلومتر في الساعة، وتمت التجربة الأخيرة بعد أن نفذتِ الشركة سابقاً 400 تجربة نقل فارغة (من دون بشر داخل الكبسولة).

تجربة نقل البشر الأولى عبر الهايبرلوب- The verge

ميزات ونقاد

لا تزال وسيلة الهايبرلوب تحت التجريب، إلا أن المحاولات التي نفِّذت حتى الآن كانت ناجحة، وبناء على المزايا التي تتمع بها التقنية، يدور الحديث حول قدرتها على منافسة وسائل النقل التقليدية؛ ومنها الطيران، والحلول مكانها في المستقبل، فمن ناحية السرعة من المتوقع أن تصل سرعة الهايبرلوب إلى 760 ميلاً في الساعة، في حين تصل السرعة القصوى لطائرة الركاب إلى 547- 575 ميلاً في الساعة، ويعتبر الهايبرلوب أسرع بثلاث مرات من قطارات السكك الحديدية عالية السرعة، و10 أضعاف سرعة قطارات السكك الحديدية التقليدية، وفقاً لـفيرجن هايبرلوب” .

والسرعة ليست الميزة الوحيدة للهايبرلوب، فهي أيضاً صديقة للبيئة؛ كونها موفرة للطاقة بست مرات أكثر من الطيران، وثلاث مرات أكثر من نظام السكك الحديدية عالية السرعة، علماً بأن التقنية لا تعتمد على مبدأ الاحتراق في عملها؛ بل على موارد أنظف كالكهرباء، وربما على الطاقة الشمسية مستقبلاً؛ الأمر الذي يجعلها أقل تكلفة. وإلى جانب كونها متاحة غالباً؛ فهي ليست بحاجة إلى حجوزات مسبقة، كما أنها لا تتأثر بعوامل الطقس، بخلاف الطيران.

أنبوب هايبرلوب من الداخل- virgin

وباعتماد الهايبرلوب بهدف شحن البضائع، سيتم التخلص من آلاف الشاحنات على الطرق؛ الأمر الذي سيقلل من تلوث الهواء والضوضاء وانبعاثات الغازات والاحتباس الحراري والازدحام وحوادث الطرق.

اقرأ أيضاً: العالم أمام تحول الطاقة: هل بات تهديد تغير المناخ تحت السيطرة؟

بينما يعتقد نقاد الهايبرلوب، أن الفكرة نظرية ومستحيلة التطبيق؛ نتيجة تكلفتها المالية المرتفعة، إذ أشارت وثائق مالية مسرّبة عام 2016، إلى أن تكلفة هايبرلوب ستتراوح بين 9 مليارات دولار و13 مليار دولار، أو ما بين 84 مليون دولار و121 مليون دولار لكل ميل، كما يتساءل البعض عن ضمانات حول شروط السلامة المتعلقة بها؛ ومنهم قسطنطين ساماراس، وهو بروفيسور في قسم الهندسة المدنية والبيئية بجامعة “كارنيجي مليون”؛ إذ يرى أنه مع السرعات العالية المخطط لها، يجب توقع كل الكوارث الممكن حدوثها خلال الرحلات؛ مثل حدوث الزلزال أو انكسار أحد الأنابيب! أو حدوث عطب بالكبسولة، علماً بأن المروجين للفكرة يدَّعون أنها أكثر أماناً؛ نظراً لعدم تسببها في حوادث سير، كما أن ماسك ذكر في ورقته أنها مقاومة للزلازل.

اتبعنا على تويتر من هنا

تعليقات عبر الفيس بوك

التعليقات

مقالات ذات صلة