الواجهة الرئيسيةترجماتشؤون دولية
بعيدًا عن التعصب.. عهد جديد في الشرق الأوسط يشهد تحالفًا عربيًّا- إسرائيليًّا

كيوبوست – ترجمات
في بادرة لإثبات حسن النية تجاه جيران إسرائيل، زار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، عمان، عام 2018، غير أن تلك الزيارة لم تحظَ بالترحيب من جانب الجميع. وبالنسبة إلى رئيس وزراء إسرائيلي، كان استقباله بحرارة في دولة عربية فخرًا كبيرًا؛ تلك الحرارة التي كانت بالنسبة إلى البعض أكثر من اللازم. وحين سُئل وزير الخارجية العماني، يوسف بن علوي بن عبدالله، عن سبب السماح بهذه الزيارة، أجاب: “ولِمَ لا؟ هل هذا ممنوع؟ إسرائيل دولة من بين دول الشرق الأوسط، وعلينا أن نبدأ رحلة جديدة تجاه المستقبل”.
اقرأ أيضًا: 3 أهداف رئيسة وراء زيارة نتنياهو لسلطنة عُمان
وقد تزامن ذلك مع إعلان دولة الإمارات العربية المتحدة العام نفسه “عام التسامح”، ثم تبعه احتفال البابا فرنسيس بقداس في الهواء الطلق ضم 170000 كاثوليكي، وذلك في فبراير 2018. وهو أول بابا يزور شبه الجزيرة العربية. واحتفاءً بزيارة البابا، أعلن ولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد، عن إنشاء “بيت العائلة الإبراهيمية” (أي كنيس وكنيسة ومسجد داخل مجمع واحد)؛ كمركز لتسليط الضوء على التاريخ ورمز الأمل لمستقبل جديد من التعايش.
وفي دبي، كان اليهود قد بدؤوا ممارسة طقوسهم الدينية في كنيس منذ عدة سنوات. كما أن حاخامات من إسرائيل وأمريكا وأستراليا وأوروبا يحضرون مؤتمرات السلام الدولية السنوية في ثوب الحاخام الكامل، تلك التي عقدها في أبوظبي عبدالله بن بيّه، وهو عالم إسلامي شهير.

من جانب آخر، قاد ملك البحرين الشيخ حمد بن عيسى، مبادرة من شأنها تمهيد الطريق نحو علاقات أكثر انفتاحًا بين الإسلام واليهودية؛ ففي عام 2016، شارك في احتفال “الهانوكا”، عيد الأنوار، مع يهود أرثوذكس من نيويورك، وذلك عبر الغناء والرقص. وكانت المشاهد لافتة للنظر؛ حيث كان اليهود بالقبعات واللحى، والمسلمون بالكوفية والجلباب، يغنون معًا أغاني السلام.
اقرأ أيضًا: بيت العائلة الإبراهيمية.. التسامح هو الغاية
لقد أصبحت الحاجة إلى الوقوف بحزم ضد إيران قضية توحِّد إسرائيل مع العرب، السُّنة والمسلمين الشيعة المناهضين لطهران في كل من العراق وسوريا ولبنان. ومن المعروف أن الملالي في طهران يدعمون “حزب الله“، الذي يكرس جهوده لتدمير إسرائيل؛ لكنهم يتدخلون أيضًا في البحرين والسعودية والعراق ولبنان وسوريا واليمن، لذلك علينا العمل سويًّا ضد تهديد الإسلام السياسي الشيعي، الملتزم بتدمير الحكومات العلمانية الإسلامية وتصدير الأيديولوجية الثورية الشيعية.
شاهد: فيديوغراف.. حماس وحزب الله.. أدوات إيران في حربها المرتقبة مع إسرائيل
من جانبه، يشعر رئيس الوزراء نتنياهو، بالتفاؤل حيال تلك التطورات؛ حيث صرح قائلًا: “ما يحدث في الواقع مؤخرًا مع الدول العربية لم يحدث قط في تاريخنا، حتى عندما وقعنا اتفاقات سلام”. وبالطبع هناك كثير من المراحل التاريخية التي ينبغي التغلب عليها؛ فعلى مدى 70 عامًا كان العالم العربي مدفوعًا بجنون أيديولوجي معادٍ للسامية ويتبنى خطاب القضاء على إسرائيل، لكن قبل ذلك هناك تاريخ طويل من التعايش والاحترام المتبادل.

اقرأ أيضًا: التكلفة الباهظة.. هل انطلق قطار التطبيع العربي- الإسرائيلي؟
إذن هناك ما يكفي من الروايات التاريخية والأدبية عن الأخوة الإسلامية/ اليهودية التي تصلح لتشكيل أساس للتقارب. وفي ظل وجود إيران كعدو متحفز وعالم غربي غير مهتم، أصبحت للعرب واليهود مصلحة مشتركة في بناء تحالف دائم بعضهم مع بعض. وربما نكون بصدد عِقد جديد من السلام.
المصدر: ذا سبيكتاتور