الواجهة الرئيسيةشؤون دولية

بعد 13 عامًا.. هل يشهد العالم حربًا بين حزب الله وإسرائيل؟

كيوبوست

تصاعدت وتيرة الأحداث بين حزب الله اللبناني وإسرائيل، خلال الأيام الأخيرة، على نحو لافت، وذلك بعد هجمات متبادلة وإطلاق نار راح ضحيته عدة أشخاص؛ حيث دمَّر حزب الله آلية عسكرية إسرائيلية في منطقة أفيفيم قرب الحدود الجنوبية للبنان، بعد أسبوع على اتهامه إسرائيل بشن هجوم بطائرتَين مسيرتَين في معقله قرب بيروت وقتل اثنين من عناصره.

وحسب تقرير لصحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية، فإن الحرب بين إسرائيل وإيران انتقلت من مرحلة الظل إلى العراء، وبات كل شيء مكشوفًا للجميع. وحسب سيما شاين، رئيسة البحوث في الاستخبارات الإسرائيلية سابقًا، فإن اتجاه إيران لتعزيز وجودها في المنطقة وإعلانها الواضح أنها تبني شيئًا ما يثير الريبة ويهدد أمن الشرق الأوسط؛ هو الذي جعل إسرائيل تمارس عليها تهديدات عسكرية مسلحة، وتنتقل المعركة بينهما إلى ما يشبه نذر حرب قادمة. كما أكدت رندة سليم، المحللة بمعهد الشرق الأوسط في واشنطن، أن الصراع بين الجانبين لم يعد متعلقًا فقط بالوجود الإيراني في سوريا؛ بل إن الشبكة التي تبنيها إيران في المنطقة والتي تمثل بطبيعة الحال خطرًا كبيرًا على إسرائيل، لعبت الدور الأكبر في أن تقوم إسرائيل بما وصفته بـ”توسيع المسرح العسكري من حيث استهداف هجماتها”.

اقرأ أيضًا: إيران تعد “حماس” و”حزب الله” لمواجهة مرتقبة مع إسرائيل

ووَفق دراسة نشرها مركز الدراسات السياسية والاستراتيجية بواشنطن (Csis)، فإن حزب الله هو الجماعة الأكثر تسلحًا في العالم؛ ففي الوقت الذي كانت تملك فيه هذه الميليشيا خلال حرب لبنان عام 2006 نحو 15000 صاروخ، فهي تملك في الوقت الراهن نحو 130000 صاروخ؛ ما يشكل متاعب لسلاح الجو الإسرائيلي، حيث تُرغم الطائرات الإسرائيلية على التحليق في مناطق عالية للغاية، وتقلل من قدرتها على استهداف مواقع فوق الأرض.

حسن نصر الله

وأوضحت دراسة نشرها معهد واشنطن، أن التصعيدات الأخيرة ناجمة عن الرغبة الإيرانية في إنتاج صواريخ عالية الدقة في لبنان وسوريا يمكن أن تشل البنية التحتية الحيوية لإسرائيل وتجعل الحياة هناك غير محتملة من جهة، وجهود إيران لتحويل سوريا إلى نقطة انطلاق للعمليات العسكرية ضد إسرائيل ومنصة لإبراز القوة في بلاد المشرق من جهة أخرى.

وتعد الظروف الحالية مواتية لحرب شاملة بين إيران وإسرائيل. وحسب تقرير نشرته مجلة “فورين بوليسي” الأمريكية، فإن تصاعد الضربات الإسرائيلية ضد الأهداف الإيرانية في سوريا والعراق، والرد المضاد من الجانب الآخر، يضعنا أمام احتمالية كبيرة لاندلاع حرب؛ خصوصًا أن أية درجة من درجات سوء التقدير للموقف ستشعل فتيل الأزمة.

اقرأ أيضًا: فيديوغراف.. حماس وحزب الله.. أدوات إيران في حربها المرتقبة مع إسرائيل

الحرس الثوري الإيراني

وأشارت المجلة إلى أن الحرب ستكون مدمرة للجانبَين، فضلًا عن تأثيراتها الخطيرة حال اشتراك أطراف أخرى فيها، وهو ما يجعل الطرفَين الإسرائيلي والإيراني يفضلان عدم اللجوء إليها، غير أن الموقف يبقى خارجًا عن السيطرة بشكل كبير.

وترى صحيفة “الجارديان” البريطانية، أن الجانبَين الإسرائيلي والإيراني لا يفضلان، في حقيقة الأمر، الدخول في حرب؛ خصوصًا بسبب الخسائر التي مُني بها الطرفان خلال الحرب الأخيرة بينهما عام 2006، والتي شهدت مقتل نحو 1200 شخص في لبنان، معظمهم من المدنيين، ونحو 160 شخصًا داخل إسرائيل. وبخلاف صاروخ مضاد للدبابات أطلقه حزب الله عام 2015، حافظ الطرفان على البقاء بعيدًا عن الصراعات العسكرية الواسعة، غير أن الأوضاع الحالية تنذر بحرب قادمة؛ إذ ربما تفرضها الظروف غير المسبوقة منذ 13 عامًا بين الجانبَين، والتي من شأنها أن تغيِّر من موازين القوى الدولية والإقليمية.

اتبعنا على تويتر من هنا

 

تعليقات عبر الفيس بوك

التعليقات

مقالات ذات صلة