الواجهة الرئيسيةشؤون دولية

بعد هجمات لندن ولاهاي.. أوروبا في انتظار المزيد

كيوبوست

شهد جسر العاصمة البريطانية لندن، مقتل شخصَين وإصابة ثلاثة آخرين في حادث إرهابي تورَّط فيه شاب من أصول باكستانية يُدعى عثمان خان، وذلك في الوقت نفسه الذي أُصيب فيه ثلاثة أشخاص في مدينة لاهاي في هولندا على يد مشتبه به يبلغ من العمر 35 عامًا، وَفق ما كشفت عنه السلطات الهولندية.

وحسب ما نشرته صحيفة “الجارديان” البريطانية، فإن عثمان خان، المشتبه به في حادث جسر لندن، قد حصل على المواد اللازمة لتنفيذ عمليته الإرهابية قبل يوم واحد من تنفيذها، كما أنه خطط للقيام بها منفردًا، وكان خان من المشتبه بهم في تفجيرات لندن الإرهابية عام 2017. بينما كشف تقرير آخر عن تساؤلات حول إطلاق سراح عثمان خان من السجن في الوقت الذي تمت فيه إدانته في عمليات إرهابية خطيرة.

اقرأ أيضًا: أوروبا بين مطرقة اليمين المتطرف وسندان الإرهاب الجهادي

ووَفق “الواشنطن بوست”، فإن الهجوم الإرهابي في هولندا قد تم بعد ساعات قليلة فقط من هجوك جسر لندن، كما أنه يتشابه مع الحادث الذي وقع في أمستردام قبل عام من الآن، وصنَّفته السلطات الهولندية كحادث إرهابي.

صورة للشرطة الهولندية في هجوم لاهاي- المصدر “الواشنطن بوست”

وحسب آخر التحقيقات، أُدين عثمان خان، في يناير 2012، بالمشاركة في الإعداد لشن هجمات إرهابية؛ لتورطه في خطة استلهمها من تنظيم القاعدة لإقامة معسكر إرهابي في باكستان وتفجير مقر بورصة لندن.
وأُفرج عن خان في ديسمبر 2018؛ أي بعد قضائه أقل من سبعة أعوام من الحكم الصادر في حقه بالسجن 17 عامًا، وكان يرتدي سوار مراقبة إلكترونيًّا. وقال نيل باسو، قائد شرطة مكافحة الإرهاب البريطانية، السبت الماضي: “إن خان التزم بـ(قائمة طويلة من شروط الإفراج) بعد إطلاق سراحه مبكرًا”.

وبحسب تقرير لـ”الجارديان”، فإن بوريس جونسون، رئيس الوزراء البريطاني، قد تعرَّض إلى انتقادات عنيفة من ساسة ونشطاء؛ بسبب ما وصفوه بعدم فهمه الأحداث ومحاولته الكارثية تسييس القضية بدلًا من الاعتراف بفشل التعامل الأمني مع الإرهابيين والتهاون معهم خلال فترة عقوبتهم بالسجن.

الباحث الإنجليزي كيل أورتون، قال في تصريح أدلى به إلى “كيوبوست”: “إن الهجوم الإرهابي في لندن جاء في وقت له دلالته الواضحة؛ في لحظة مهمة في الانتخابات البريطانية، ما يمكن أن يكون له تأثير على النتيجة”.

الباحث الإنجليزي كيل أورتون

اقرأ أيضًا: إشكالية إعادة المقاتلين الإرهابيين الأجانب إلى أوطانهم

وتابع أورتون: “أثار الهجوم قضيتَين أساسيتَين؛ الأولى هي مدة عقوبة السجن على الإرهابيين المُدانين، والثانية هي فعالية برامج إعادة تأهيل هؤلاء وتطهيرهم من النزعة الإرهابية. أحكام السجن الخاصة بقضايا الإرهاب قصيرة للغاية في بريطانيا. وفي الوقت نفسه، فإن هذه البرامج مثيرة للتأمل؛ فهاهو عثمان خان الذي ربما أعلن للسلطات أنه تخلَّى عن نياته الإرهابية، وتخلَّى عن ميله إلى التطرف، وهذا ثبت أنه غير صحيح تمامًا؛ ما يثير تساؤلات حول مدى قدرة الذين يحكمون على المتطرفين من حيث قابليتهم للشفاء ومدى مصداقيتهم، كما يثير تساؤلًا آخر لافتًا وهو الذي يتعلق بفكرة إقلاع أحدهم عن التطرف والنزعة الجهادية بشكل كامل، وما إذا كان الأمر قابلًا للحدوث من الأساس”.

وذكر الباحث السوري في قضايا الإرهاب سامي مبيض، في تعليق لـ”كيوبوست”، أن هناك عددًا كبيرًا من اللاجئين من تركيا وسوريا والصومال وبلاد أخرى، انتشروا في أوروبا، ومن السهل أن يقوموا بمثل هذه العمليات الإرهابية.

الباحث السوري سامي مبيض

وتابع مبيض: “الغرب بات يلصق أغلب العمليات الإرهابية بتنظيم القاعدة، وهي فرضية ضعيفة في رأيي؛ لأن (القاعدة) الآن فقدت كثيرًا جدًّا من مواطن قوتها، وبسبب الخلاف الكبير والجوهري بينها وبين تنظيم داعش، فإنه من المستبعد أن يحدث تنسيق بين الاثنين لتنفيذ هجمات إرهابية في أوروبا؛ لذلك يبقى التصور الأقرب هو قيام هؤلاء اللاجئين بما يحملونه من أفكار متطرفة بتنفيذ هذه الضربات بأنفسهم”.

وأكد الدكتور محمد مجاهد الزيات، المستشار الأكاديمي للمركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية، خلال تصريح أدلى به إلى “كيوبوست”، أن بريطانيا هي الدولة الأكبر في العالم التي تحتضن الإرهابيين والعناصر الجهادية، لافتًا إلى أنه من المنطقي أن تتعرَّض إلى مثل هذه الهجمات.

واستبعد الزيات أن يكون هناك نوع من الربط بين حادث لندن وحادث لاهاي، مؤكدًا أن المشترك بين الحادثَين هو أن العناصر المتطرفة في أوروبا هي التي قامت بهما، متابعًا: “هناك عناصر لها أفكار متطرفة، تشعر بالغربة في أوروبا رغم أنها ولدت وتربَّت هناك، وهذه العناصر تعتبر كنزًا كبيرًا بالنسبة إلى الجماعات الجهادية التي تجد فيها ضالتها وتغذِّي فيها هذا الشعور بالغربة والاضطهاد؛ من أجل القيام بعمليات تصب في صالحها وتخدم أهدافها المتطرفة”.

اللواء الدكتور محمد مجاهد الزيات

وتوقع المستشار الأكاديمي للمركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية أن تشهد أوروبا خلال الفترة المقبلة المزيد من العمليات الإرهابية، منوهًا بأن هذا الخيار بات مفتوحًا على مصراعَيه؛ بسبب أن أوروبا لا تتعامل بحسم مع العناصر الإرهابية، وتغض الطرف عن كثير مما يحدث في العالم، وبالتالي تصبح شيئًا فشيئًا بيئةً أكثر خصوبة بالنسبة إلى هذه العناصر التي تعود لتضرب هذه الدول التي آوتها في البداية؛ وهو ما يجعلنا نتوقع المزيد من هذه العمليات مستقبلًا.

اتبعنا على تويتر من هنا

 

تعليقات عبر الفيس بوك

التعليقات

مقالات ذات صلة