الرياضةالواجهة الرئيسية

بطولة عالم “كارثية” لألعاب القوى في الدوحة

انسحاب للمشاركين ومدرجات خالية وسوء التنظيم

كيوبوست

وصف تقرير نشرته صحيفة “الجارديان” البريطانية، بطولة العالم لألعاب القوى التي تستضيفها الدوحة حاليًّا بـ”الكارثية”؛ لعدة أسباب، من بينها درجات الحرارة العالية التي أثَّرت سلبًا على أداء اللاعبين، فضلًا عن خلو المدرجات من الجماهير التي عزفت عن شراء تذاكر المنافسات، وكذلك سوء تنظيم البطولة رغم الوعود بإقامة بطولة كبيرة، وإنفاق ملايين الدولارات لتحقيق الغرض.

مدرجات خالية

وأشار التقرير إلى مشهد فوز العداءة الإنجليزية دينا أشر سميث، بالميدالية الفضية في سباق 100 متر؛ حيث احتفلت أمام المدرجات الخالية من الجمهور، والتقطت علم بلادها وذهبت إلى والدتها للتعبير عن إنجازها الكبير؛ حيث وصف التقرير المشهد بأنه يبدو “كاحتفال أمام أشباح صامتة”، وأن استاد خليفة الدولي تحول خلال البطولة إلى مدينة أشباح كاملة.

اقرأ أيضًا: محكمة فرنسية تحقِّق في رشاوى قطرية لاستضافةِ بطولة العالم لألعاب القوى

وقدَّر المراقبون عدد الجماهير الحاضرة بنحو ألف مشجع، أغلبهم من الصحفيين، في حين يتسع الاستاد لأربعين ألفًا؛ حيث كان التفاعل مع البطولة حتى الآن مفجعًا، حسب “الجارديان”. وبسبب سوء التنظيم وإقامة البطولة في الدوحة، حُرمت لاعبة مثل دينا من الاحتفال بفوزها أمام الجمهور كما ينبغي أن يحدث في لحظة تاريخية كهذه.

ظروف غير آدمية

وانتقد البطل الأوليمبي دينيس لويس، الاتحاد الدولي لألعاب القوى، لمنحه قطر حق استضافة البطولة، معتبرًا أن البطولة انحدرت إلى مستويات متدنية تنظيميًّا ورياضيًّا، ولن يقدم اللاعبون الأداء الذي يليق ببطولة عالمية. واتفق معه الفرنسي ديفينت كيفين ماير، البطل الأوليمبي صاحب الأرقام القياسية، قائلًا: “إن الاتحاد الدولي للعبة عامل المتنافسين خلال البطولة على أنهم خنازير، بعد أن وافق على إقامة البطولة وسط هذه الظروف”. كما أوضحت البيلاروسية فولها مازورونك، التي احتلت المركز الخامس في سباق الماراثون للسيدات، أن ظروف تنظيم البطولة تعبر عن “عدم احترام للرياضيين”، لافتةً إلى أن الاتحاد عليه أن يخجل من نفسه؛ لأنه في حين يواجه اللاعبون ظروفًا غير مسبوقة، يستمتع أعضاء الاتحاد بالتنزه والنوم لساعات طويلة.

وقال خوسيه ماريا أودريوزولا، وهو مسؤول إسباني في الاتحاد الدولي لألعاب القوى: “إن المستوى الذي ظهرت به البطولة سيستمر للنهاية؛ حيث إن ذلك هو أفضل ما يمكن أن تقدمه دولة لا تملك إلا المال”، حسب وصفه.

أيام محبطة للرياضة

وسخرت صحيفة “ذا صن” الإنجليزية، من مدرجات الملاعب الخالية من الجمهور، قائلةً إنه “دون الأعلام التي غطت أجزاء صغيرة من جنباتها كان الأمر سيبدو مرعبًا على نحو غير مسبوق”، موضحةً أن أنظمة التبريد في الملاعب لم تخفف من وطأة الحرارة العالية التي أفقدت اللاعبين تركيزهم وأداءهم المعتاد.

اقرأ أيضًا: قطر تستضيف بطولة العالم لألعاب القوى وسط شبهات قوية بالفساد

واعتبرت “ذا صن” البطولة بمثابة “أيام محبطة للرياضة”، مشددةً على أنها تدمَّرت تمامًا ولا تحتاج إلى انتظار ما سيحدث في أيامها المقبلة.

انسحاب المشاركين

وكشفت صحيفة “ميرور” البريطانية، عن انسحاب عدد من لاعبي البطولة؛ بسبب الظروف المناخية السيئة، والتنظيم الذي لا يليق ببطولة عالمية كهذه؛ حيث تم نقل العداءة الأوغندية لينيت تشبيت، في سيارة إسعاف بعد أن سقطت خلال مباراتها، وانسحبت الإنجليزية شارلوت بوردو، ثالث أسرع عداءة في سباق الماراثون البريطاني في التاريخ، بعد بدء الجولة الثالثة، فضلًا عن انسحاب 30 متسابقة من منافسات السيدات لعدم قدرتهن على مواصلة البطولة. كما شهدت البطولة حتى الآن خروج 18 متسابقًا من أصل 46 من خوض نهائيات الرجال؛ من بينهم الفرنسي يوهان دينيز، بطل أوروبا لثلاث مرات سابقة، الذي أكد أنه كان يعرف أن الظروف قاسية لكن ليس إلى هذه الدرجة، لافتًا إلى أن جسده لن يستطع تحمل الظروف الحالية، وأنه مضطر إلى الانسحاب من المنافسات.

دليل على الفساد

وأشار مقال للكاتب الإنجليزي ريتشارد ويليامز، إلى أن المقاعد الخالية في المدرجات تعد دليلًا مهمًّا على ما يُشاع حاليًّا من تورط الدوحة في دفع رشاوى مالية؛ للحصول على حق استضافة البطولة، لافتًا إلى أن المصالح الخاصة لعبت الدور الأكبر في ذلك، لتحقق أطماعها على حساب البطولة.

وتُحقق محكمة فرنسية حاليًّا في رشاوى قطرية لاستضافة بطولة ألعاب القوى؛ حيث يواجه عدد من المتهمين تهمًا بالفساد والرشوة، من بينهم لامين دياك الرئيس السابق للاتحاد؛ حيث يشتبه في تلقيه مبلغ 4.5 مليون دولار، فضلًا عن عقود رعاية بقيمة 30 مليون دولار.

اتبعنا على تويتر من هنا

تعليقات عبر الفيس بوك

التعليقات

مقالات ذات صلة