الواجهة الرئيسيةشؤون دولية
بشار الجعفري: تركيا فقدت أصدقاءها.. وقطر لن تفلت من العقاب
يود مندوب سوريا الدائم لدى الأمم المتحدة أن يُصَعِّد الأمور خصوصًا بعد التوترات حاليًّا بين أنقرة وواشنطن وكذلك بين أنقرة وموسكو.. ولكن يبقى السؤال حول ما إذا كان ما يحدث يمكن أن يجبر أردوغان على التراجع عن العملية العسكرية بشمال سوريا

كيوبوست
هاجم الدكتور بشار الجعفري، مندوب سوريا الدائم لدى الأمم المتحدة، النظامَين القطري والتركي، خلال جلسة للجمعية العامة الأممية حول “الميزانية البرامجية للأمم المتحدة لعام 2020″، متهمًا الدوحة بصرف مليارات الدولارات على دعم وتمويل الإرهاب، في حين وصف تركيا بأنها دولة ذات تاريخ قذر، وأنها باتت وحيدة بلا أصدقاء حولها سوى قطر، التي هددها الجعفري بأنها لن تفلت من العقاب.
الجعفري لمندوب قطر: يوم الحساب قادم ولتبلغ هذه الرسالة لمسؤولي نظامك الراعي للإرهاب
#الجعفري لمندوب #قطر: يوم الحساب قادم ولتبلغ هذه الرسالة لمسؤولي نظامك الراعي للإرهاب
Posted by جريدة الوطن Alwatan newspaper on Saturday, 28 December 2019
وأكد الجعفري أن قطر وتركيا أنفقتا 137 مليار دولار؛ لتحقيق أطماعهما في سوريا، في حين تكفلت قطر أيضًا بدفع 50 مليون دولار رشوة للإرهابيين الذين كانوا ينتشرون في منطقة فصل القوات في الجولان؛ للإفراج عن قوات الأمم المتحدة الأندوف من الكتيبة الفلبينية والفيجية، وهذه الرشوة جاءت خلافًا لقانون مجلس الأمن الذي يُحَرِّم على الأعضاء دفع الرشوة للإرهاب.
اقرأ أيضًا: من تركيا إلى قطر: شكرًا لتمويل العدوان على سوريا!
المحلل السياسي السوري والبرلماني السابق شريف شحادة، قال في تعليق لـ”كيوبوست”: “إن تصريحات بشار الجعفري لم تحمل أي افتراء على قطر أو تركيا؛ حيث اعترفت الدولتان بضلوعهما في تمويل الإرهاب، لزعزعة استقرار المنطقة”.

وأضاف البرلماني السوري السابق: “صرَّح وزير خارجية قطر شخصيًّا من قبل، خلال حواره مع شبكة (بي بي سي)، بأن حكومته دفعت 137 مليار دولار؛ لإشاعة الفوضى والإرهاب في سوريا، أما تركيا فقد ثبت بجميع الأدلة والبراهين كيف جعلت من أراضيها مرتعًا لإيواء الإرهابيين، وكيف أطلقت العناصر الجهادية المسلحة في سوريا والعالم العربي لزعزعة أمن واستقرار المنطقة. الدور القطري- التركي هو دور تخريبي بالأساس، والأمر لا يتوقف عند سوريا فقط؛ بل هناك ليبيا ومصر، ودول المنطقة بأكملها التي تهدف هاتان الدولتان إلى تدميرها بالكامل، وبالتالي فإن تصريحات بشار الجعفري كانت إيجابية وحقيقية وتعبر عن الواقع المعيش والحاصل بالفعل”.
اقرأ أيضًا: الغزو التركي لسوريا.. نعمة لـ”داعش“
الباحث السياسي اللبناني فيصل عبدالساتر، قال خلال تعليقه لـ”كيوبوست”: “إن تصريحات الجعفري أعادت إلى الأذهان ما هو قائم بين سوريا من جهة، وتركيا من جهة أخرى، وبطبيعة الحال قطر التي لا يمكن إغفال دورها، كما كان هجوم الجعفري عبارة عن تأسيس على ما يجري الآن في سوريا من خلال المحاولات التركية المستمرة في جعل المناطق الشمالية مناطق نفوذ، فضلًا عن بعض المناطق في شمال شرق سوريا”.
وأضاف عبدالستار: “تركيا لم تلتزم بكثير من الاتفاقيات التي عُقدت، ومن الواضح أن الدور التركي في سوريا يتزايد؛ حيث ترفض أنقرة أن تتخلى عن وجودها وتحكمها في ما يجري تحديدًا في إدلب”.
اقرأ أيضًا: مصدر كردي لـ”كيوبوست”: تحقيقات دولية في استخدام أنقرة أسلحة محرمة في سوريا

وأوضح الباحث السياسي اللبناني أن قيام الدكتور بشار الجعفري بالإدلاء بهذه التصريحات عبر منبر الأمم المتحدة يعد أمرًا ذا دلالة؛ حيث يود مندوب سوريا الدائم لدى الأمم المتحدة أن يُصَعِّد الأمور، خصوصًا بعد التوترات حاليًّا بين أنقرة وواشنطن، وكذلك بين أنقرة وموسكو؛ ولكن يبقى السؤال حول ما إذا كان ما يحدث يمكن أن يجبر أردوغان على التراجع عن العملية العسكرية بشمال سوريا.
وتابع عبدالستار: “الأجواء مهيئة لأن تكون هناك جولة من التصعيد على المستوى السياسي وعلى مستوى الإعلام، إضافة إلى الجو الإعلامي أيضًا، ولا يمكن بطبيعة الحال إغفال دور قطر التي طالتها تصريحات الجعفري؛ بسبب كونها ضالعة ومتورطة دائمًا في ما تقترفه تركيا من جرائم وانتهاكات كبيرة”.