الواجهة الرئيسيةشؤون دولية
بسبب سوريا.. أمريكا توقف برنامجًا استخباراتيًّا سريًّا مع تركيا

كيوبوست
نشرت وكالة “رويترز” تقريرًا أكد أن الولايات المتحدة الأمريكية أوقفت برنامجًا سريًّا للتعاون في مجال الاستخبارات العسكرية مع تركيا بعد أن ساعد أنقرة لسنوات في استهداف مقاتلي حزب العمال الكردستاني، وذلك اعتراضًا من جانب واشنطن على العملية العسكرية التركية في سوريا.
ويعزز هذا القرار استمرار توتر العلاقات بين الجانبَين الأمريكي والتركي، بعد الخلافات التي ظهرت في مناسبات كثيرة مؤخرًا؛ منها اعتراض إدارة الرئيس دونالد ترامب على صفقة منظومة الدفاع الجوي الروسية “إس- 400”.
اقرأ أيضًا: تركيا الأردوغانية والاستعمار الجديد
وحسب التقرير، أسهم البرنامج السري للتعاون المخابراتي والعسكري الأمريكي في أن تستثمر أنقرة مئات الملايين من الدولارات في تطوير قدراتها الدفاعية وخفض اعتمادها على الطائرات المسيرة الأمريكية والإسرائيلية التي استخدمتها بشكل متكرر منذ أواخر التسعينيات. وبدأت شركة “بايكار” الدفاعية التركية الخاصة المملوكة لسلجوق بيرقدار، صهر أردوغان، العمل على تطوير أول أسطول تركي من الطائرات المسيرة في العقد الأول من الألفية.
وخلال 15 عامًا طورت الشركة طائرات مسيرة مسلحة وغير مسلحة، وبدأت في بيعها إلى الجيش التركي وأوكرانيا وقطر. وبحلول يوليو 2019 كانت 86 طائرة قد دخلت الخدمة لدى قوات الأمن التركية، واستخدم بعضها في ثلاث عمليات نفذتها تركيا في سوريا في 2016 و2018، ثم في أكتوبر الماضي.

ورغم أن الولايات المتحدة اشتركت مع وحدات حماية الشعب الكردية لمحاربة تنظيم داعش؛ فإنها لا تصنفها كجماعة إرهابية كما هي الحال مع حزب العمال الكردستاني، إذ تفرق السياسة الأمريكية بين الفريقَين؛ بحيث تسمح لتركيا باستهداف عناصر حزب العمال من خلال البرنامج الاستخباراتي السري المشترك، في حين كانت تحتفظ بعلاقات جيدة ومصالح مشتركة مع وحدات حماية الشعب الكردية.
المحلل السياسي ورئيس تحرير مجلة “شؤون تركية” محمد عبدالقادر، قال في تعليق لـ”كيوبوست”: “إن الموقف الأمريكي من التدخل العسكري التركي شمال سوريا كان واضحًا من البداية ورافضًا للتدخل بشكل كامل، كما أن رسالة الرئيس ترامب إلى نظيره التركي كانت الأشد لهجة حينما وجَّه إليه رسالة يحذره فيها، واصفًا إياه بالأحمق”.

تحول نوعي
وأضاف عبدالقادر: “وقف التعاون الأمريكي مع تركيا في ما يخص الجانب الاستخباراتي يعني أن التوتر بين واشنطن وأنقرة لم يعد توترًا سياسيًّا، ولا توترًا يعتمد على توظيف الأدوات الاقتصادية ضد تركيا كما أشار الرئيس الأمريكي في وقت سابق حينما ذكر أن بإمكانه تدمير الاقتصاد التركي؛ ولكننا نتحدث عن تحول نوعي في العلاقات بين الجانبَين بعد أن لجأت الولايات المتحدة إلى استخدام الأدوات العسكرية والأمنية بعد أن استبعدت تركيا من صفقات السلاح الكبرى وآخرها منظومة (إف- 35)، والآن نتحدث عن وقف تنسيق استخباراتي في واحد من أهم ملفات الأمن القومي بالنسبة إلى تركيا؛ وهو ما يؤكد أن العلاقات تنحدر إلى مستوى بعيد لم يكن متوقعًا”.
اقرأ أيضًا: مسلحو أردوغان العرب يحولون شمال سوريا إلى منطقة غير آمنة
وأكد رئيس تحرير مجلة “شؤون تركية” أن التراجع الكبير في العلاقات بين الولايات المتحدة وتركيا يعود إلى أسباب كثيرة؛ منها الاستياء الأمريكي من سياسة التعاطي التركي، وطريقة فرض الأمر الواقع دون مراعاة لمصالح واشنطن ولا رؤاها الخاصة في الملفات المشتركة.
أجواء أكثر حدة

المحلل السياسي السوري والأستاذ في جامعة باريس رامي الخليفة العلي، قال خلال حديثه إلى “كيوبوست”: “إن إقحام الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، نفسه في الملف السوري، جعله يخسر كثيرًا من توتر علاقته مع الولايات المتحدة التي من المتوقع أن تمارس تصعيدات أخرى؛ سياسية واقتصادية وأمنية، تجاه تركيا.
اقرأ أيضًا: العلاقات التركية الضمنية مع المجموعات الإرهابية في شمالي سوريا
وأضاف العلي: “استمرار الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، في السياسة العشوائية التي يتبعها في تعامله مع الشرق الأوسط، ستجعل علاقته مع واشنطن مرشحةً بقوة لمزيد من التراجع؛ خصوصًا أن أردوغان يلعب على وتر التناقض الأمريكي- الروسي في ما يتعلق بصفقات الأسلحة، ولذلك أتصور أن وقف برنامج استخباراتي لن يكون نهاية المطاف؛ لأن الأجواء مهيئة لتوترات أكثر حدةً وخروجًا عن التوقعات”.