الواجهة الرئيسيةثقافة ومعرفةشؤون دولية

بسبب العنصرية.. شركة “لوريال” الفرنسية تحت المجهر

رغم شعبيتها في مختلف أنحاء العالم ولا سيما في آسيا.. فإن شركة التجميل الفرنسية "لوريال" تتعرض إلى انتقادات بسبب استخدام كلمات عنصرية للترويج لمنتجاتها

كيوبوست

لم تتوقع شركة مستحضرات التجميل الرائدة في فرنسا والعالم هذا الهجوم؛ بسبب حملة دعائية لمستحضرات تبييض البشرة، والتي اشتهرت ببيعها، حملة قادها كبار الشخصيات في المجتمع؛ مثل الوزير السابق فيليب دو فيليير، الذي كتب على “تويتر” داعياً الفرنسيين إلى مقاطعة الشركة “إذا ما جعلت زبائنها يشعرون بالخجل من لون بشرتهم”.

“لوريال” أكبر مصنعة لمواد التجميل في العالم، قررت التوقف عن استخدام كلمات في منتجاتها وصمت بالعنصرية وتتعلق بلون البشرة؛ مثل “بيضاء”، و”شقراء”، و”تفتيح”، وذلك بعد أيام من إعلان شركة “يونيليفر”، منافسها في السوق، قراراً مماثلاً، وهي صاحبة مستحضر التبييض الشهير في آسيا “فير آند لفلي”.

معايير متحيزة

منذ العصور الوسطى، تم اعتبار البشرة الأكثر بياضاً مؤشراً للنجاح الاجتماعي، وهو اعتقاد مستمر، وتبناه الكثير من العلامات التجارية التي أدمجت في رسائل تسويقها الكثيرَ من العبارات التي تشير إلى إعلاء قيمة البشرة البيضاء على غيرها من ألوان البشرة.

اقرأ أيضاً: 7 عادات تضر بالبشرة وتسرع شيخوختها

الضحايا الأُوَل لهذه الرؤية الخيالية للجمال كنّ النساء السود والآسيويات، وباتتِ النساء ذوات البشرة الداكنة جاهزات لاستخدام (أو إساءة استخدام) جميع الحيل للوصول إلى هذا المعيار المتحيز للجمال، مهما كانت التكلفة الباهظة على صحتهن.

“لوريال” الفرنسية تحت المجهر- وكالات

ومع ذلك، فإن القرار لا يتعلق بفرنسا ولا بالدول الأوروبية، كما قال مسؤول تنفيذي في “لوريال”، في تصريحاتٍ صحفية أدلى بها إلى وسائل الإعلام: “في آسيا، تُعرف منتجات العناية بالبشرة التي تتمثل وظيفتها في توحيد لون البشرة والحماية من الأشعة فوق البنفسجية وتقليل البقع البنية تقليدياً باسم منتجات التبييض”. فهذا الاسم هو الأكثر شيوعًا لدى العملاء؛ خصوصاً الصينيين والهنود. وفي القارة الآسيوية هناك رغبة لدى سكان المدن في استخدام المنتجات التي قد تجنب بشرتهم آثار أشعة الشمس، تفسرها “رغبتهم في عدم الحصول على بشرة تشبه بشرة سكان القرى والأرياف”.

وبالتالي، فإن وجود كلمة مبيض أو تبييض على علبة المستحضر تشد الزبائن بشكل أكبر؛ خصوصاً في الهند، إلا أن الشركات اليوم مضطرة إلى تغيير سياساتها بعد موجة الغضب التي عمَّت العالم؛ بسبب قضية جورج فلويد.

اقرأ أيضاً: جلد أمريكي.. توثيق عنف الشرطة الأمريكية تجاه أصحاب البشرة السمراء

لكن بعض مسؤولي الشركة يرفضون الاعتراف بوجود خلفية لمثل هذا التحرك؛ لأنهم كانوا يفكرون منذ فترة في تغيير بعض الكلمات المستخدمة في منتجات “التبييض”، فمثلاً ستعمد شركة “لوريال” إلى استبدالها بكلمة “أبيض وفاتح”؛ وكلمات أخرى مثل “وهج” أو “توحيد لون”.

مونرو بيرغدورف- وكالات

وليست شركات التجميل وحدها التي تتعرض إلى مثل هذه الضغوط؛ فخلال الشهر الماضي تتعرض جملة من العلامات التجارية الشهيرة إلى حملة انتقادات وضغوط على وسائل التواصل الاجتماعي؛ لمراجعة سياساتها التسويقية واللحاق بحملة “حياة السود مهمة”، منها على سبيل المثال ” “Aunte Jemimaو”Uncle Ben’s”، والتي ستغير صور علاماتها التجارية التي تحمل دلالات عنصرية للغاية، حسب ناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي.

حملة “حياة السود مهمة” ضد العنصرية أعادت إلى الواجهة أيضاً قصة عارضة الأزياء الشهيرة مونرو بيرغدورف، التي تم فصلها من شركة “لوريال” قبل ثلاث سنوات؛ بسبب حديثها في أكثر من مناسبة عن العنصرية ودفاعها عن المثلية الجنسية، وانتقادها استعلاء البيض حيال الأعراق الأخرى، وكانت مونرو أول عارضة متحولة الجنس تستعين بها الشركة في بريطانيا قبل التخلِّي عنها. مونرو أكدت، قبل أيام، أن رئيسة علامة “لوريال” باريس التجارية، قد اتصلت بها و”أعربت عن ندمها على طريقة التعامل معها، وأعادت توظيفها من جديد”، وهي الآن بصدد الانضمام إلى المجلس الاستشاري لشؤون التنوع والاندماج لدى الشركة في المملكة المتحدة.

 اتبعنا على تويتر من هنا

تعليقات عبر الفيس بوك

التعليقات

مقالات ذات صلة