الواجهة الرئيسيةشؤون عربية

بري لم يعُد “خطًّا أحمر” بين جمهوره

كيوبوست-بيروت

وقف المواطن اللبناني مصطفى أبو محمد، الذي يعمل مرشدًا سياحيًّا منذ سنوات، مذهولًا أمام شاشة التليفزيون وهو يرى “استراحة صور” (جنوب لبنان) تحترق، بينما تقول المراسلة إن محتجين حرقوها؛ لأن مالكتها رندة بري، زوجة رئيس المجلس النيابي رئيس حركة “أمل”، نبيه بري.
ذهول المرشد السياحي الذي اعتاد على أخذ سيَّاح أجانب إلى الاستراحة لتناول الغداء أو للمبيت في فندقها في أثناء جولتهم السياحية في لبنان، كان آتيًا من أمرَين “كبيرَين”؛ هما: تجرؤ سكان مدينة صور التي تعدّ إحدى قلاع بري، على تدمير أحد مصالحه الاقتصادية هناك، وبوح الناس بما يعتمل في صدورهم منذ سنوات وقولهم إنهم ضاقوا ذرعًا ببري وزوجته خلال هذه التحركات الاحتجاجية، خلافًا للمرات السابقة التي كان يقول فيها مناصرو بري إنه خط أحمر.

اقرأ أيضًا: لبنان في انتظار مهلة الحريري وسط احتجاجات مستمرة

تظاهرات عفوية
وكان اللبنانيون خرجوا منذ ثلاثة أيام في تظاهرات عفوية شملت كل المناطق والمدن؛ احتجاجًا على الأوضاع الاقتصادية المتردية والبطالة وغلاء المعيشة والضرائب التي فرضتها الحكومة في موازنة عام 2019، وما تناقشه من ضرائب تعتزم فرضها في موازنة العام المقبل؛ ومنها 6$ شهريًّا على مكالمات الـ”واتس آب”.
أما بري فهو الثابت في كل العهود؛ إذ لم يزل رئيسًا للبرلمان منذ عام 1992، وهو رئيس ميليشيا لا تزال مسلحة؛ إذ أدَّت تسوية رعتها سوريا بعد انتهاء الحرب اللبنانية في عام 1990 إلى أن تُسلِّم الميليشيات كلها سلاحها إلى الجيش اللبناني، بينما بقي السلاح في يد “أمل” و”حزب الله” (الثنائي الشيعي)؛ بحجة مقاومة الاحتلال الإسرائيلي. ورغم انتهاء هذا الاحتلال في عام 2000؛ فإن الثنائي لا يزال مسلحًا برعاية سورية وإيرانية. وفرض هذا الثنائي سيطرته على مفاصل الدولة في السياسة والأمن والاقتصاد. كل مشروعات القوانين وفي كل العهود، لا تمر في المجلس النيابي إلا برضا بري، وكل الحكومات التي تُشَكَّل هو شريك فيها، و”هو يشارك وزراءه في كل الصفقات، بينما تشارك زوجته صاحب كل مشروع يُقام في جنوب لبنان”، حسب أبي محمد.

الصورة من: arabic.cnn.com

جمهور المقاومة
معظم اللبنانيين في جنوب لبنان وشرقه يسمون بـ”جمهور المقاومة”، وهذا الجمهور خرج للمرة الأولى على زعمائه بشكل علني وصريح، إلا أن جزءًا من هذا الجمهور لم يرقه الأمر، فخرج مطلقًا النار على متظاهرين وأسقط منهم جرحى، وَفق ما أظهر فيديو بثته وسائل إعلام لبنانية.
الناس طلبت تدخُّل الأجهزة الأمنية بشكل مباشر؛ لتوقيف هذه الانتهاكات الفاضحة التي تقمع المظاهرات الاحتجاجية المطالبة بتحسين الوضع الاقتصادي وإسقاط الحكومة. وأفاد تليفزيون الجديد من منطقة صور أن الوضع في المدينة سيئ جدًّا وأن مسلحين شاركوا في التظاهرة التي انطلقت دعمًا لبري.
لم يستغرب كثيرون خروج بعض المسلحين لإطلاق النار على المتظاهرين وتشويه تحركهم؛ إذ إن الأزلام والمنتفعين من هذه الطبقة الحاكمة كثيرون، وسقوطها سيلحق ضررًا بهم، وبالتالي ستفعل تلك الطبقة وأجهزتها وأزلامها ما في وسعهم دفاعًا عن مواقعهم ومصالحهم على حساب الناس والمتظاهرين.

اقرأ أيضًا: الاقتصاد اللبناني في مفترق الطرق

وفي خطوة فشلت في إعادة استقطاب الناس واللعب على عواطفهم، أصدرت حركة أمل البيان التالي: “في ظل المعاناة التي يعانيها الشعب اللبناني، والتي تترجمها التحركات الشعبية المستمرة في مختلف المناطق اللبنانية، يهم حركة أمل أن تُذَكِّر بموقفها الثابت بالتصريح والممارسة بالانحياز لمطالب الناس وجمهورها؛ وفي ظل التأكيد على تمسُّك الحركة بالحريات وضمان حرية التعبير والتظاهر، وإن شابت بعض التحركات تجاوزات بحق قياداتها ورموزها. وبينما تشكر الحركة كل مَن تداعى إلى التحرك التضامني لاستنكار التطاول على الإمام السيد موسى الصدر، ودولة الرئيس نبيه بري، في مدينة صور؛ فإن الحركة تؤكد رفضها للمظاهر المسلحة في شوارع المدينة، وهي بصدد إجراء تحقيق مسلكي؛ لتحديد المسؤوليات واتخاذ التدابير اللازمة. وهي تجدد مطالبة الجهات الأمنية المختصة بممارسة دورها في حماية المواطنين بمَن فيهم المتظاهرون”.

الصورة من: alarabiya.net

وفي بيان آخر، أعلنت الحركة أنه “يجري تداول بعض الصور والفيديوهات المفبركة؛ بهدف تشويه صورة حركة أمل”، مشددةً على ما صدر في بيانها ودعوة الأجهزة الأمنية للقيام بدورها في حماية المتظاهرين وحماية الأملاك العامة والخاصة.

اتبعنا على تويتر من هنا

تعليقات عبر الفيس بوك

التعليقات

مقالات ذات صلة