الواجهة الرئيسيةشؤون دولية

برود في العلاقات بين السعودية وفرنسا

انفتاح الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون على إيران أغضب الرياض

كيوبوست – ترجمات

لا تبدو العلاقات بين باريس والرياض في أفضل أحوالها، هذا ما أكده بأسفٍ رجل أعمال فرنسي مقيم في السعودية، قائلًا: ” لم يزُر أي وزير فرنسي رفيع المستوى الرياض، منذ ثمانية عشر شهرًا”، وهو أمر نادر الحدوث على مستوى العلاقات التي تربط البلدَين؛ فالسعودية حليف استراتيجي لا تتخلى عنه فرنسا، حتى مع غياب توقيع أي عقود ضخمة بين الجانبَين.

بعد مقتل المعارض السعودي جمال خاشقجي، قبل عام في القنصلية السعودية بإسطنبول، لم يصل إلى الرياض أي وزير فرنسي؛ لكن الرئيس إيمانويل ماكرون يخطط لزيارة العاصمة السعودية قبل قمة العشرين التي ستُعقد هناك في نوفمبر 2020.

اقرأ أيضًا: كتاب مثير عن استراتيجية تغلغل الإخوان المسلمين في فرنسا والعالم

يقول رجل الأعمال الفرنسي: “يجب أن يأتي ماكرون بسرعة إلى هنا، البُعد السياسي مهم؛ هناك مرحلة تطور تشهدها السعودية.. الوزراء السعوديون يتغيرون، وكثير منهم شباب، والقطاع الصناعي الفرنسي في طليعة الصادرات التي تتوافق مع الاحتياجات السعودية؛ خصوصًا في ما يتعلق بالمشروعات الكبرى التي سيتم توقيعها على مدى العام ونصف العام المقبلة”.

غضب سعودي

لكن على الجانب السعودي، يبدو أن الرياض غاضبة من باريس؛ هذا الغضب يعود إلى عدم إعلامها بمبادرة إيمانويل ماكرون تجاه إيران؛ عندما دعا رئيس الجمهورية إيمانويل ماكرون، وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، إلى قمة مجموعة السبع في بياريتز، صيف 2019.

قال دبلوماسي سعودي لصحيفة “لوفيغارو”: “لقد ارتكب ماكرون خطأ في الاتصال بظريف والرئيس حسن روحاني؛ كان يعتقد أن روحاني هو صانع القرار في إيران، وتواصل معه سبع مرات خلال شهرين؛ لكن لا روحاني ولا ظريف يقرران في إيران!”.

الرئيسان الفرنسي والإيراني- “أ ف ب”

ولكن هل تحاول السعودية توجيه رسالة ما إلى فرنسا؟

حتى الآن لم تفِ الرياض بتعهداتها بدفع 150 مليون يورو للقوة المشتركة “G5” في منطقة الساحل التي تقاتل الجهاديين في إفريقيا.. وزيرة الجيوش الفرنسية فلورنس بارلي، لم تتردد في التعبير عن استيائها من ذلك خلال جلسة استماع في الجمعية الوطنية (البرلمان)، وهو أمر أغضب الرياض أكثر.

فرنسا مثلًا دون سفير سعودي منذ نحو شهرَين، بعد رحيل السفير السابق (إنها رسالة سياسية) حسب الدبلوماسي السعودي. ولحل هذه الخلافات زار إيمانويل بون، المستشار الدبلوماسي لإيمانويل ماكرون، الرياض يومَي 3 و4 ديسمبر الجاري.. المعلومات تؤكد أن الزيارة سارت على ما يُرام؛ لكن “العلاقات ليست جيدة بين إيمانويل ماكرون ومحمد بن سلمان”، كما يشير الدبلوماسي السعودي.

اقرأ أيضًا: 30 جنديًّا فرنسيًّا تركوا جيشهم الوطني ليصبحوا جهاديين

وَفقًا له، “لا يوجد في الواقع أي كيمياء بين الرجلَين”؛ لكن د.عبدالعزيز بن صقر، رئيس مركز الخليج للأبحاث، يقلل من أهمية ذلك، مؤكدًا أن “الرجلَين شابان وحيويان، وهناك نقاط مشتركة”.

في أوائل نوفمبر الماضي، سعى إيمانويل ماكرون للاتصال بالأمير محمد بن سلمان؛ للتباحث معه بخصوص الأزمة في لبنان والحرب في اليمن، لكن وَفقًا لمسؤول سعودي: “لم يرد الأمير على الهاتف في المرة الأولى”.

في سبتمبر الماضي، وبعد وقت قصير من الهجمات الإيرانية “المفترضة” على منشآت النفط السعودية، وافق الأمير محمد بن سلمان، على عرض فرنسي بإرسال ستة خبراء عسكريين إلى المملكة العربية السعودية؛ للمشاركة في التحقيق، لكنهم لم يتمكنوا من تحديد الجهة التي تقف خلف الهجوم.

فرنسا تعمل على تطوير موقع العلا- وكالات

شراكة اقتصادية

لوقت طويل، كانت فرنسا الشريك الأبرز للسعودية بعد الولايات المتحدة وبريطانيا؛ ولكن منذ عدة سنوات كانت باريس تتراجع تجاريًّا في المملكة.

يقول أحد الخبراء في العلاقات بين البدين: “فرنسا لم تعد موجودة على الرادارات السعودية”. وبالنسبة إلى الأمير محمد بن سلمان، فإن الأولويات تتمثل في “الولايات المتحدة وآسيا، وحتى روسيا، التي لديها، في نظر الرياض، المزيد من السطوة على إيران”.

منحت السعودية فرنسا جزءًا من مشروعاتها التطويرية الواردة في رؤية 2030؛ منها مثلًا تطوير موقع العلا السياحي في شمال الجزيرة العربية، مقابل بضعة مليارات فقط.

اقرأ أيضًا: الاغتصاب الجماعي.. شكوى جديدة ضد طارق رمضان في فرنسا

اشترى الصندوق السيادي السعودي 49٪ من أسهم شركة “ريتشارد أتياس وشركاه”؛ وهي شركة الاتصالات التابعة لمجموعة الاتصالات الكبرى في الخليج، والتي يملكها زوج سيسيليا أتياس، طليقة الرئيس الأسبق نيكولا ساركوزي؛ وهي بدورها أصبحت الآن عضوًا في مجلس إدارة الشركة، بالنسبة إليهم فإن المملكة العربية السعودية سوق كبيرة.

هم يقومون الآن بتنظيم “منتدى الاستثمار في المستقبل”، وهو اجتماع سنوي يهدف إلى أن يكون نموذجًا لدافوس في الصحراء، ويعمل على جذب الاستثمارات العالمية، كما سيعهد إليهم تنظيم قمة مجموعة العشرين المقبلة في نوفمبر 2020، والتي تستضيفها الرياض.

يقول ريتشارد أتياس، الذي ينفي أن الرياض أجبرته على الإقامة في المملكة، لصحيفة “لوفيغارو”: “لقد أبرمنا مشروعًا مشتركًا مع السعودية يغطي منطقة الخليج بأكملها”.

المصدر: لو فيغارو

اتبعنا على تويتر من هنا

 

تعليقات عبر الفيس بوك

التعليقات

مقالات ذات صلة