الواجهة الرئيسيةترجماتشؤون دولية
برج إيفل اللندني

كيوبوست- ترجمات
جاكوبو بريسكو
في مكان ما تحت أرضية ملعب إنجلترا الوطني في ويمبلي بلندن، تقبع أساسات ما كان يفترض أن يكون أطول مبنى في المدينة؛ برج لنن العظيم المستوحى من برج إيفل، والذي كان يفترض أن يتجاوزه في الارتفاع؛ حيث يبلغ ارتفاعه نحو 365 متراً، ولكن ذلك لم يتحقق ولم يتجاوز البناء المرحلة الأولى منه، وأصبح يُعرف بجذع لندن قبل أن يتم هدمه قبل 120 عاماً.
اقرأ أيضاً: لاقى سخطاً في البداية.. برج إيفل أهم معالم باريس
جاكوبو بريسكو، كتب مقالاً حول هذا البناء، نشره موقع “سي إن إن”، يستعرض فيه تاريخه القصير، وكيف بدأ وكيف انتهى. يقول بريسكو إن المشروع كان فكرة إدوارد واتكين، وهو سياسي بريطاني وقطب من أقطاب صناعة السكك الحديدية؛ اشتهر بحبه للمشروعات الكبيرة، وكان يمضي في أفكاره قبل التفكير في مدى كونها عملية أم مجدية من الناحية الاقتصادية.

كان واتكين يسعى لجذب المزيد من الركاب إلى خط سكة ميتروبوليتان الذي يمتلكه، فاشترى قطعة أرض في ويمبلي ليبني عليها مدينة ملاهٍ كبيرة، تضم برجاً أعلى من برج إيفل؛ ليجذب سكان لندن للصعود إلى القطار لمشاهدته. وامتلك الجرأة الكافية ليطلب من غوستاف إيفل، مصمم برج إيفل نفسه، أن يقوم بتصميم برجه؛ ولكن الأخير رفض لأسباب وطنية، فقام واتكين بالإعلان عن مسابقة دولية لتصميم البرج ورصد لها جائزة قدرها 500 جنيه؛ أي ما يعادل 80 ألف دولار اليوم.
تلقى واتكين 68 عرضاً لم تكن كلها واقعية، وكان العديد منها شبيهاً ببرج إيفل. وفي نهاية المطاف اختار واتكين تصميماً قدمه مكتب ستيوار ومكلارين ودان اللندني. وكان التصميم عبارة عن نسخة أكثر رشاقة من برج إيفل، ويشبهه إلى حد كبير؛ ولكنه يفوقه ارتفاعاً بنحو 34 متراً، ليصبح أعلى مبنى في العالم في حينه.

في أعقاب حملة تسويقية كبيرة، بدأ العمل في بناء البرج في عام 1892، بعد إجراء بعض التعديلات على تصميمه الأساسي لخفض تكاليفه، فأصبح يقوم على أربع ركائز بدلاً من ثمانٍ، وبعد ثلاث سنوات تم الانتهاء من المرحلة الأولى منه، والتي بلغ ارتفاعها ما يقارب 46 متراً؛ ولكن بدا واضحاً أن المبنى سوف ينهار إذا ما استمروا في بنائه نتيجة الضغط الكبير على ركائزه.
اقرأ أيضاً: برج إيفل.. 130 سنة من الصمود
تم تركيب المصاعد وافتتاح البرج للجمهور عند مرحلته الأولى؛ ولكن كان محكوماً عليه بالفشل. فبعد وفاة واتكين فقد المشروع القوة الدافعة له، وأصبح خاضعاً لحسابات التكاليف والأرباح. لم يكن ارتفاع المرحلة الأولى كافياً لجذب الزوار وأصبح البرج مشروعاً خاسراً.

وبعد مرور عام على وفاة واتكين، أُعلن أن البرج غير آمن وتم هدمه بالديناميت، وفي عام 1923 أُقيم مكانه ملعب ويمبلي القديم الذي كشف عند هدمه لإنشاء الملعب الجديد عن أساسات البرج الذي سماه البعض في حينه “حماقة واتكين”.
ويشير الكاتب إلى أن برج واتكين لو قدر له أن يكتمل كان سيبقى أطول مبنى في لندن حتى اليوم؛ ولكنه لم يكن ليكتسب أهمية برج إيفل، لأنه لا يقع في مركز لندن مثلما هي حال برج إيفل في باريس.
المصدر: سي إن إن