الواجهة الرئيسيةشؤون دوليةشؤون عربية

“بدنا نعيش”.. رغيف الخبز يدفع الشباب إلى الشارع في غزة

عودة الحراك إلى غزة تزامنت مع تقارير عن فساد قيادات حركة حماس ونقل عائلاتهم للإقامة في أماكن مرفهة خارج القطاع

كيوبوست

عادت حركة “بدنا نعيش” الشبابية في قطاع غزة في تظاهرات شعبية؛ من أجل المطالبة بتحسين الأوضاع المعيشية، في خطوة تعكس بشكل واضح الغضب الشعبي على حركة حماس؛ لكن توقيت الحراك الذي كان مزمعاً انطلاقه أمس الجمعة تقاطع والتصعيد الذي تشهده غزة، ما طرح العديد من التساؤلات حول إمكانية خلق أزمات مفتعلة لإلهاء الشارع وتصدير المشكلات إلى الخارج.

وكانت الحركة التي انطلقت في عام 2019 عبر “فيسبوك”، قد تعرضت إلى قمع عنيف من حركة حماس، بعدما احتشد آلاف المتظاهرين في عدة مناطق؛ منها جباليا ورفح وخان يونس ودير البلح، ومخيما النصيرات والبريج، حيث استمرت التظاهرات لعدة أيام تعاملت معها شرطة “حماس” بالهراوات الخشبية والكهربائية وإطلاق النار في الهواء لتفريق المتظاهرين، والذين انتقدوا غلاء الأسعار وطالبوا بتحسين الأوضاع.

يعبِّر حراك “بدنا نعيش” الشبابي، عن نبض الشارع في قطاع غزة خصوصاً- وكالات

حراك شعبي

شعار “بدنا نعيش”؛ هو حراك جماهيري شعبي من أبناء قطاع غزة، حسب الكاتب والمحلل الفلسطيني عمران الخطيب، الذي يقول لـ”كيوبوست”: إن دعوات أفراده للتظاهر لم تأتِ من فراغ؛ ولكنها نتاج سياسات حركة حماس في حكم قطاع غزة على مدار الـ15 عاماً الماضية، مشيراً إلى أن الشباب المنضمين إلى الحركة هم شباب لديهم صرخة احتجاج على الأوضاع الاقتصادية والمعيشية ونظام الجباية الذي تفرضه حركة حماس على مواطنيها.

عمران الخطيب

وأضاف أن أبناء غزة يدركون بشكل واضح أن سياسات “حماس” هي التي أدت إلى هذه الحالة المزرية، على الرغم من وجود العديد من الأمور التي تدفع نحو تحسين جودة الحياة في قطاع غزة؛ كالمساعدات العربية التي تصل شهرياً إلى القطاع، ولا تكون هناك استفادة منها لأبناء القطاع، بالإضافة إلى التفاهمات التي تجري بين “حماس” وإسرائيل بشأن الحركة على المعابر.

يقول محلل سياسي مقيم بقطاع غزة، رفض ذكر اسمه لأسباب أمنية، إن تحركات الشباب من أجل الاعتراض على الأوضاع المعيشية، أمر مبرر ومفهوم؛ لكن ثمة عقبات تعترض أن يكون للحركة تأثير واضح في الشارع، من بينها غياب القيادة وعدم وجود أجندة سياسية أو أمور واضحة يسعون لتحقيقها من خلال هذه الاحتجاجات.

اقرأ أيضاً: إلى أين تتجه سياسة السطوة الأمنية التي تتبعها “حماس” في قطاع غزة؟!

وأضاف أنه على الرغم من القناعة التامة بتفهم ما يطلبه المحتجون؛ فإن الحركة لم تعد كما كانت عندما انطلقت عام 2019 من حيث القوة والتأثير بالشارع، خصوصاً بعد الإجراءات الأمنية التي اتخذت ضد المتظاهرين من “حماس”، لافتاً إلى أن الظرف الحالي والتطورات الأخيرة منحا حركة حماس مزيداً من القوة في مواجهة أي احتجاجات شعبية محتملة.

مواطنون غاضبون

يعبِّر حراك “بدنا نعيش” الشبابي، عن نبض الشارع في قطاع غزة خصوصاً، وينضوي تحته مواطنون يعانون بشكل واضح سياسات حركة حماس السياسية والاقتصادية والاجتماعية، حسب المحامي والمحلل السياسي زيد الأيوبي، الذي يقول لـ”كيوبوست”: إن قيادات وكوادر هذا الحراك هم من الشباب الذين فرضت عليهم حركة حماس معاناة البطالة والجوع والقهر؛ لأنهم لا ينتمون إلى نهجها، بالإضافة إلى ضحايا التعذيب في سجون الحركة.

اقرأ أيضًا: صراع الأجنحة داخل “حماس”.. خارطة تتقاسمها تركيا وإيران

زيد الأيوبي

وأضاف أن الحركة تعتبره حراكاً شعبياً بامتياز، ومحركه هو معاناة الناس في غزة، وليست له أية أجندة سياسية؛ لكن الأجهزة الأمنية التابعة لـ”حماس” تقوم يومياً باعتقال واستجواب كل شاب يثبت ارتباطه بهذا الحراك؛ لأنها تخشى على مستقبلها من أية هبة شعبية، خصوصاً بعد أن تكشفت قضايا الفساد لدى قيادات الحركة، وظهور مشروعات استثمارية عملاقة في غزة وتركيا يمتلكها أبناء قيادات “حماس”؛ وهو الأمر الذي أثار حفيظة المواطنين في غزة.

وكان تقرير إسرائيلي، نُشر الأسبوع الماضي عبر موقع “نيوز 1″ العبري، قد تطرق إلى ما وصفه بـ”فساد” قيادات حركة حماس، الذين قاموا بجمع ثروات طائلة من قطاع غزة ينفقها أبناؤهم خارج القطاع، مع الإشارة إلى سفر حازم إسماعيل هنية مع عائلته إلى تركيا، وتنقل والده بين إحدى العواصم الخليجية وتركيا من وقت لآخر.

وقال التقرير إن وجود أسماء عائلة إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، ضمن الخارجين من القطاع، أثار حالة من الغضب لدى أهل غزة؛ بسبب الوضع الاقتصادي الصعب وزيادة البطالة في الوقت الذي تكون وجهتهم فيه خارج القطاع من أجل العيش برفاهية، خصوصاً في ظل تأسيس إسماعيل هنية إمبراطورية تجارية لأبنائه خارج البلاد وانتقاله مع مرافقيه؛ سواء المتحدث باسم الحركة أو مستشاريه إلى دول عدة، من بينها لبنان.

تظاهرات حركة “بدنا نعيش”- وكالات

وأكد الموقع الإسرائيلي، في تقريره، أن التبريرات التي تُساق لسفر قادة “حماس” والبقاء خارج قطاع غزة؛ من أجل الانخراط في أنشطة سياسية ضد إسرائيل لم تعد تلقَ أصداء تُذكر، في ظل حياة الرفاهية التي يعيشونها من أموال المساعدات الدولية والتبرعات الموجهة بالأساس إلى الشعب الفلسطيني في القطاع.

انتقاد سياسي

ينتقد الخطيب سلوكيات قادة حركة حماس بإخراج عائلاتهم والقيادات من غزة وانتقالهم إلى دول آمنة من وجهة نظرهم للإقامة فيها، وهو أمر لا يتكرر في وقت الحرب أو الأزمات العسكرية فقط؛ ولكنه ممتد طوال الوقت، متهماً الحركة بأنها على استعداد لفعل أي شيء يضمن استمرارها في السلطة، سواء بتفاهمات مع الإسرائيليين أو بإجراءات داخلية تعزز من سيطرتها على قطاع غزة.

يختتم زيد الإيوبي حديثه بالتأكيد أن حركة حماس تخشى على مستقبلها من هذا الحراك الشعبي المتصاعد؛ لذلك يقوم إعلامها بمحاولة تشويه الحراك الجماهيري ومحاولة الإساءة لنشاطه في سبيل إفشاله، وهو أمر يتطلب دعماً إعلامياً لفعاليته من أجل الضغط على الحركة لاحترام إرادة الشعب الفلسطيني بقطاع غزة.

اتبعنا على تويتر من هنا

تعليقات عبر الفيس بوك

التعليقات

مقالات ذات صلة