الواجهة الرئيسيةشؤون عربية
بخلاف التحذيرات: لهذه الأسباب عودة الحياة لداعش في سوريا مستبعدة
الجيش السوري قد يملأ الفراغ

كيو بوست –
أحدثت خطوة الانسحاب الأمريكي من سوريا جدلًا على مستوى دولي، تركز في معظمه على مسألة محاربة الإرهاب وخطر عودة تنظيم داعش، انطلاقًا من كون الوجود الأمريكي كان يساند القوات ذات الدور الأبرز في محاربة التنظيم، متمثلة بقوات سوريا الديمقراطية، “قسد”.
لكن بقراءة لصورة الواقع السائد في سوريا حاليًا، فإن عودة التنظيم مستبعدة لأن قوى فاعلة أخرى يمكن أن تسد مكان الولايات المتحدة، من خارج القوات الكردية.
اقرأ أيضًا: انسحاب أمريكي من سوريا: الأكراد في عين العاصفة وحروب متوقعة لسد الفراغ
داعش في قلب التحذير الدولي
أول ردود الفعل على قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب سحب قوات بلاده من سوريا كانت من وزارة الخارجية البريطانية التي قالت إن تنظيم “داعش” (الدولة الإسلامية) لم يُهزم بعد في سوريا خلافًا لما قاله ترامب.
وقال ناطق باسم الوزارة في بيان إن “التحالف الدولي ضد داعش أحرز تقدمًا كبيرًا، لكن لا يزال هناك الكثير من العمل، ويجب ألا نغفل عن التهديد الذي يشكله. حتى بدون أرض، لا يزال داعش يشكل تهديدًا”.
وبالمثل، قالت وزيرة الدفاع الفرنسية فلورانس بارلي، في تغريدات على تويتر، إن “داعش أضعف من أي وقت مضى”، مضيفة: “لكن التنظيم لم يمح من على الخريطة ولم يستأصل، ومن الضروري أن تواجه الجيوب الأخيرة لهذه المنظمة الإرهابية هزيمة عسكرية حاسمة”.
لماذا تستبعد عودة التنظيم؟
واجه تنظيم داعش حملة عسكرية انتهت بالقضاء عليه في المناطق الشاسعة التي سيطر عليها في سوريا، لكن بعض خلاياه لا تزال تنشط في مناطق محددة، في دير الزُّور على سبيل المثال ومناطق من محافظتي الرقة والسويداء.
لم تكن نهاية التنظيم بفضل التحالف الدولي الذي قادته الولايات المتحدة، إنما يمكن القول بأن ظروف الحرب ومتغيراتها داخل سوريا خدمت هدف إنهائه إلى حد كبير، إذ جاءت سيطرة الجيش السوري على معظم أرجاء البلاد، مرة أخرى، خطوة هامة في سبيل محاصرة التنظيم، كما حدث في تجربة العراق.
اقرأ أيضًا: تركيا تهدد باجتياح شرق الفرات: أي سيناريوهات ممكنة؟
الدور الأمريكي البارز تم عبر دعم القوات الكردية التي هزمت التنظيم في عاصمته التي اختارها، أي مدينة الرقة، لتكون الضربة الأخيرة القاصمة.
اليوم تنسحب الولايات المتحدة ويسود تخوف دولي من عودة التنظيم. بخلاف فحوى التخوفات، فإن عودة التنظيم مستبعدة؛ فالفراغ الأمريكي لن يبقى، وهنالك قوى ستملأ الفراغ، أبرزها النظام السوري الذي وجه لهجة حادة مطالبة بإنهاء الوجود الأمريكي على الأرض السورية، وكذلك إنهاء الدور العسكري الذي تمارسه القوات الكردية لصالح قوات الجيش السوري على طريق استعادة كامل البلاد.
خاض الجيش السوري حروبًا حامية الوطيس مع التنظيم، وألحق به الهزيمة في مناطق إستراتيجية. اليوم، يبدو انسحاب الولايات المتحدة عديم الأثر إذا ما تحدثنا عن تحرك من قبل النظام لمنع إنعاش التنظيم من جديد.
ويقول خبراء إن الانسحاب يؤكد تفهم الولايات المتحدة بأن النظام السوري أصبح قادرًا على القضاء على ما تبقى من الجماعات الإرهابية، خصوصًا في ظل الدعم الروسي.
وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قال، في وقت سابق، إن انسحاب القوات الأمريكية من سوريا “ليس مفاجئًا، وإن كلًا من روسيا وإيران وسوريا وآخرين هم العدو المحلي لتنظيم داعش… لقد قمنا بعملهم”.
تركيا تملأ الفراغ بصفقة مع الولايات المتحدة
بعد يوم من قرار الانسحاب، تحدثت كثير من التقارير عن تنسيق أمريكي تركي لما سيحدث في المرحلة المقبلة. وهنا، يرى مراقبون أن تركيا ستدخل بقوة في المشهد وتفرض سيطرتها محل القوات الكردية.
التلفزيون التركي قال إن قرار سحب القوات الأمريكية من سوريا جاء بعد محادثة هاتفية بين دونالد ترامب والرئيس التركي رجب طيب إردوغان.
اقرأ أيضًا: نيران الجيش التركي تُغطّي على “داعش” في مناطق شرق الفرات
ويرى محرر النسخة الروسية من المونيتور (الأمريكية)، مكسيم سوتشكوف، أن القرار “جزء من اتفاقية بين ترامب وأنقرة”.
من غير المعروف بعد المآلات التي ستصل إليها خارطة نهاية الحرب السورية، لكن تتفق تحليلات عدة بأن ما من مكان لتنظيم داعش فيها.