الواجهة الرئيسيةشؤون خليجيةشؤون عربية

بتمويل إماراتي.. مياه شرب نظيفة لمئات الآلاف من أطفال مدارس غزة

تهدف المبادرة إلى تزويد 125 مدرسة تابعة لمنظمة "الأونروا" في قطاع غزة بوحدات تحلية وأنظمة طاقة شمسية تعمل على توفير مياه نظيفة للشرب

 كيوبوست – مصطفى أبو عمشة

سيتمكن 230 ألف طالب ومعلم من الحصول على مياه نظيفة وصالحة للشرب والاستخدام الشخصي، وذلك بمبادرة دولية تقودها مؤسسة “روستربوفيتش فيشنفسكايا”، ومقرها واشنطن، و بتمويل من دولة الإمارات العربية المتحدة .

وتهدف المبادرة إلى تزويد 125 مدرسة تابعة لمنظمة “الأونروا” في قطاع غزة، بوحدات تحلية وأنظمة طاقة شمسية كمصدر كهرباء متجدد، تعمل على توفير مياه نظيفة للشرب وتعزيز النظافة الشخصية، حسب بيان للمنظمة الأمريكية.

اقرأ أيضاً: كيف دعمت الإمارات حقوق الإنسان حول العالم؟

كل هذا يعكس الأوضاع الاقتصادية والسياسية والاجتماعية السيئة التي يعيشها قطاع غزة؛ حيث يؤكد خبراء في قطاع المياه أن 85% من مياه الخزان الجوفي بغزة غير صالحة للشرب، وبات اعتماد السكان عليها مقتصراً على الاستخدام المنزلي وري المزروعات، وتوجهوا لشراء مياه للشرب من شركات خاصة تعمل على تحلية المياه.

نقص في الأساسيات

ذوقان قيشاوي

وفي ظل غياب دور “حماس” وعجز حكومتها بغزة عن توفير مياه نظيفة وصالحة للشرب، تُعد المبادرة الأخيرة التي جاءت بدعم إماراتي أحد الحلول المهمة في معالجة الأوضاع الإنسانية الصعبة التي يعانيها قطاع غزة، والذي يعاني بشكل مجحف وقاسٍ عدمَ توفر أهم الأساسيات التي تساعد مواطني القطاع على العيش بشكل كريم ولائق، وهذا ما يؤكده الخبير في القضايا السياسية والاجتماعية ذوقان قيشاوي، في تصريحات أدلى بها إلى “كيوبوست”، حيث يرى أن أبراهام ماسلو، حدَّد في ورقته البحثية “نظرية الدافع البشري”، أهم خمسة مستويات من الاحتياجات الإنسانية؛ ويقع على رأسها تلبية احتياج الإنسان من غذاء وماء ومسكن، وقد أصبح طموح الكثيرين في قطاع غزة تلبية الحد الأدنى من تلك الاحتياجات؛ ولكن حجم المعاناة كبير جداً.

ويشير قيشاوي إلى أن المبادرة الدولية التي تقودها مؤسسة “روستربوفيتش فيشنفسكايا” يمكن النظر إليها من أكثر من زاوية؛ فعلى مستوى الجوانب الإنسانية هي مبادرة مهمة وملحة، حيث إنها تستجيب لاحتياجات ضرورية في توفير مياه شرب نظيفة للطلبة، وقطاع غزة بحاجة إلى المزيد من تلك المبادرات، معتبراً أن المبادرة التي جاءت بدعم إماراتي ستسهم وبشكل كبير في تحسين البيئة المدرسية من خلال توفير الطاقة الشمسية في ظل شح موارد الطاقة الكهربائية في القطاع، وهذا سوف ينعكس وبشكل مباشر على التحسن في الخدمات التي سوف تقدمها المدارس للطلاب.

شاهد أيضاً: فيديوغراف.. 5 سنوات من العمل الإماراتي الإنساني والعسكري في اليمن

ويضيف قيشاوي في معرض حديثه: “يقع على كاهل حركة حماس العبء الأكبر في توفير منظومة الخدمات لقطاع غزة، كون الحركة تسيطر عسكرياً وسياسياً على القطاع وبشكل كامل، ويتوجب على (حماس) تحمل المسؤولية؛ ولكن هناك العديد من التحديات التي تواجه الحركة في الاستجابة للاحتياجات اليومية لسكان القطاع، وأهمها الحصار المفروض على القطاع، والتضييق على المعابر وحرية التنقل، بالإضافة إلى ضعف المنظومة الحكومية في ما يخص الإدارة المالية لقطاع غزة الذي تديره (حماس)”.

مبادرة إنسانية بتمويل إماراتي لتوفير مياه شرب نظيفة لمئات الآلاف من أطفال مدارس غزة

دعم إماراتي متواصل

وفي سياق متصل، يؤكد الأكاديمي والكاتب الفلسطيني د.ناجي شراب، أنه ليست هذه المرة الأولى التي تقدم فيها الإمارات مساعدات لغزة عن طريق تيار “الإصلاح الديمقراطي”، وتم ذلك بالتوافق مع حكومة “حماس”؛ لإدخالها إلى قطاع غزة، وقدمت الشكر على لسان أحد قياداتها على هذه المساعدات، وهذا يأتي في سياق السياسة “الواقعية- النفعية”، منوهاً بأن “حماس” تريد أن تفصل بين السياسة وتقديم أية مساعدات إنسانية لقطاع غزة؛ للتخفيف عن كاهل القطاع.

د.ناجي شراب

و يرى شراب، في حديث خاص إلى ”كيوبوست”، أن التخفيف عن الكاهل الاقتصادي يعد بحد ذاته تخفيفاً لأعباء الحكم التي تعانيها حكومة “حماس” في إدارتها قطاع غزة، مشيراً إلى أن كثيراً من المساعدات الطبية وجرعات لقاح كورونا التي دخلت قطاع غزة قد جاءت كلها باسم الإمارات عن طريق تيار “الإصلاح الديمقراطي”، منوهاً بأن تيار الإصلاح لا يملك القدرة المادية لإرسال هذه المساعدات وإنما كان مجرد آلية لإيصال هذه المساعدات.

ويضيف شراب قائلاً: “المساعدات الأخيرة جاءت عن طريق وكالة (الأونروا)؛ دعماً لـ125 مدرسة تتبع الوكالة، وبالتالي (حماس) لا تستطيع إيقاف هذه المساعدات وإلا سوف تُتَّهَم وتواجه انتقادات كثيرة جداً على المستوى الداخلي والعربي والدولي”.

شاهد أيضاً: الإمارات.. العمل والأمل

ويؤكد شراب أنه من الضروري توفير مياه نظيفة؛ خصوصاً أن قطاع غزة يعاني مشكلات بنية تحتية كاملة، خصوصاً مشكلة المياه الصالحة للشرب، التي لا تتوفر على الإطلاق؛ الأمر الذي يهدد البنية والحياة الصحية بالقطاع.

ومن هنا فإن شراب يرى أن حكومة غزة تستطيع عبر حلول جزئية معالجة الكثير من هذه المشكلات التي يعانيها القطاع؛ لكن في ظل مشكلة الانقسام وأولويات الإنفاق العسكري والتسلح والتي تشكل أحد الأسباب الرئيسية في ضعف البنية التحتية بغزة؛ فان كل ذلك يؤثر على الموازنة المالية لحكومة القطاع وينعكس على حاجات القطاع الاساسية وابرزها توفير مياه صالحة للشرب.

اتبعنا على تويتر من هنا

تعليقات عبر الفيس بوك

التعليقات

مصطفى أبو عمشة

باحث وكاتب صحفي فلسطيني مهتم بشأن الشرق الأوسط والإسلام السياسي

مقالات ذات صلة