اسرائيلياتالواجهة الرئيسيةشؤون دولية

بالمال والسلاح والسياسة: حقائق عن الدعم الأمريكي لإسرائيل منذ عقود

مبالغ ضخمة وتقنيات متطورة

كيو بوست – 

منذ أن أنهت بريطانيا انتدابها لفلسطين وبرزت الولايات المتحدة الأمريكية كقوة عظمى في العالم، تسلمت الأخيرة ملف الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، وأخذت بتربية “كلبها المدلل”، كما تصف كثير من الكتابات العربية إسرائيل.

عدا عن الدعم السياسي، سخرت الولايات المتحدة المال والسلاح لتقوية “الدولة الوليدة”، التي كانت قد أنشئت حديثًا على وقع مجازر ضد الفلسطينيين وأنقاض بيوتهم.

اقرأ أيضًا: فضيحة صارخة: كيف سلّحت إسرائيل عصابات المخدرات حول العالم؟

بالمال

أرقام كثيرة وتقارير عديدة أبرزت الدعم الأمريكي المالي لإسرائيل، كلها تتشابه في أنها أرقام هائلة.

منذ عام 1973، وفقًا لصحيفة ‘كريستيان ساينس منيتور’ الأمريكية ذائعة الصيت، فإن الولايات المتحدة دعمت إسرائيل ماليًا بمبلغ قدره: 1,6 تريليون دولار (أي 1600 بليون دولار). بصورة أخرى، فإن كل مواطن أمريكي دفع 5700 دولار بناء على عدد سكان الولايات المتحدة اليوم.

توماس ستوفار، خبير اقتصادي في واشنطن، أبرز هذه الأرقام، وعلى إثرها تعرض لهجوم حاد من الجاليات اليهودية المتطرفة في الولايات المتحدة.

“النفقات المعلنة لدعم إسرائيل سنويًا (أكثر من 3 بلايين دولار) لا تمثل سوى الجزء الذي يعرفه غالبية المواطنين الأمريكيين، الذين يعتقدون أنه ينفق في موضعه لخدمة الديمقراطية والمصالح الإستراتيجية في المنطقة، لكنّه يشير إلى مساعدات أخرى، إن لم تكن خفية فهي غير معروفة للجميع”، قال ستوفار.

وعدا عن المبالغ التي تدفعها السلطات الأمريكية، تتلقى إسرائيل مساعدات تأخذ أشكالًا متنوعة، لعل أبرزها: الأموال التي تجمعها المنظمات الخيرية اليهودية في الولايات المتحدة على شكل منح -تصل إلى 60 بليون دولار خلال الفترة المشار إليها- وضمان الولايات المتحدة لقروض تجارية بـ10 بلايين دولار، وأخرى سكنية بـ600 بليون دولار.

ووفق التقديرات الرسمية، فإن الدعم الأمريكي الذي تلقّته “إسرائيل”، منذ عام 1948 حتى 2017، يقارب الـ130 مليار دولار.

ووفق تقارير، فإن بداية المساعدات التي حصلت عليها “إسرائيل” من الولايات المتحدة كانت في العام 1948، كما تلقّت في الفترة بين عامي 1948-1957 تمويلًا بقيمة 514.2 مليون دولار، منها 283.7 مليون دولار مساعدات اقتصادية، و230.5 مليون على هيئة قروض ومنح.

 

دعم سنوي

آخر ما ورد حول الدعم الأمريكي، كان مصادقة مجلس الشيوخ الأمريكي على المساعدة الأمريكية لإسرائيل بقيمة 38 مليار دولار على امتداد عشرة أعوام مقبلة، بغض النظر عمن يكون رئيس الولايات المتحدة.

ووفقًا لوكالة JTA، كانت هذه المساعدة قد أقرت في عهد الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما بعد مفاوضات استغرقت وقتًا طويلًا. وكانت هذه المساعدات تخضع لمصادقة الكونغرس على أنها مساعدة لإسرائيل يتم تخصيصها في الميزانية السنوية الأمريكية. ولكن في حال تمت المصادقة النهائية على القانون المطروح حاليًا، فإن ذلك يعني أن تتحول المساعدات المالية الأمريكية إلى إسرائيل مباشرة على مدار عشرة أعوام، حسب وسائل إعلام إسرائيلية.

اقرأ أيضًا: هذه هي الحقيقة الكاملة وراء علاقة بريطانيا الخاصة مع إسرائيل

وعلقت تقارير صحفية عبرية بأن “مثل هذا الإجراء من شأنه تفادي التجاذبات السياسية المختلفة بين الأحزاب أو بين الكونغرس والإدارة في البيت الأبيض، كلما تطلب الأمر تحويل هذه المساعدات إلى إسرائيل. إلى ذلك، فلن يكون تطبيق هذا الإجراء منوطًا بالإدارة في البيت الأبيض؛ سواء كانت للجمهوريين أو الديمقراطيين… خلاصة الإجراء أن الإدارة الحالية في البيت الأبيض أو أي إدارة قادمة، لن تشترط على إسرائيل أي شروط من أجل تنفيذ هذا الإجراء مستقبلًا”.

وفي حال تمت المصادقة على هذا المقترح نهائيًا، سيتحول الاتفاق الذي وقعته إسرائيل مع الإدارة الأمريكية في نهاية عهد الرئيس أوباما، إلى قانون ساري المفعول لمدة 10 سنوات.

ويشمل مشروع القانون المذكور أيضًا مستودعات الأسلحة الأمريكية الموجودة في إسرائيل، وهي مستودعات في حالات معينة بوسعها تزويد دول بأكملها بما فيها من محتويات أسلحة.

 

عسكريًا

تكفلت الولايات المتحدة بدعم دولة الاحتلال بالسلاح منذ نشأتها، وهو ما رجح كفتها في حروب عدة مع الدول العربية، ولم ينقطع هذا الدعم بالمطلق.

وفق التقديرات، فإن مجموع المساعدات الخاصة بجيش الاحتلال 92 مليارًا و735 مليونًا و900 ألف دولار، أي ما نسبته 71.4% من إجمالي المساعدات.

ويتمحور الدعم الأمريكي حول نقطة أساسية مفادها: “الحفاظ على التفوّق العسكري الإسرائيلي النوعي على الجيوش المجاورة”.

وتبلغ المنح العسكرية السنوية الأمريكية المقدّمة لإسرائيل ما نسبته 18.5% من ميزانية جيش الاحتلال الشاملة. وفي 2017، حصلت “إسرائيل” على 54% من إجمالي التمويل العسكري الأجنبي الأمريكي بجميع أنحاء العالم.

ووصل الدعم الأمريكي لمنظومة “القبة الحديدية” للدفاع الجوي قرابة مليار و115 مليونًا و200 ألف دولار. وبالمثل قدمت الولايات المتحدة قرابة 2.365 مليار دولار، لغرض تطوير نظام جيش الاحتلال المضادّ للصواريخ “حيتس”.

وعلى صعيد الدعم التقني، بدأت الولايات المتحدة عام 2008 بنشر نظام “رادار X-Band” في الأراضي المحتلة، لاكتشاف الصواريخ المعادية. 

اقرأ أيضًا: وثيقة تكشف: شركة مقاولات تركية وقعت عقدًا لبناء السفارة الأمريكية بالقدس

وبلغت قيمة الموادّ العسكرية الأمريكية المخزّنة في “إسرائيل” في العام 2010 قرابة 1.2 مليار دولار أمريكي.

كما أن إسرائيل من بين جهات قليلة حصلت على طائرة الشبح الأمريكية الحديثة f35، التي اعتبرها مسؤولو الاحتلال مقاتلة من طراز عال يسمح لتل أبيب بالاحتفاظ بالتفوق الجوي في المنطقة والإقليم.

وفي عام 2014، كشفت صحيفة ′غلوبس′ العبريّة، المتخصصة في الشؤون الاقتصاديّة، عن أنّ حجم المساعدات الأمريكيّة لإسرائيل بلغ في ذلك العام 3.6 بليون دولار؛ منها 268.7 مليون دولار مخصصة لتطوير وإنتاج منظومات الاعتراض الصاروخي، ومساعدة منفصلة بقيمة 235.3 مليون دولار لشراء بطاريات إضافية من منظومة (القبة الفولاذية).

تعليقات عبر الفيس بوك

التعليقات

مقالات ذات صلة