ترجماتشؤون دوليةمجتمعملفات مميزة

بالصور: واعظون إثيوبيون يطردون الأرواح الشريرة عبر البث المباشر

المعجزات الدينية جزء من الثقافة لدى تلك الجماعات الإفريقية

ترجمة كيو بوست عن ذا أتلانتك

“ماذا تتوقعون مني؟” صرخ راهب في الميكروفون على خشبة المسرح. توجه الشبان نحوه، وركعوا في صفوف. كان صوت الطبول يتعالى، فيما كانت النساء اللواتي يرتدين شالات بيضاء ينتحبن ويصرخن. سأل الراهب مرة أخرى: “ماذا تريدون؟” فأجابوا: “الشفاء لنا!”.

كان معظم هؤلاء الناس من الأشخاص الذين هربوا من مناطق بعيدة باتجاه دير ناءٍ في قرية صغيرة في شمالي إثيوبيا، بالقرب من شلالات النهر الأزرق.

اقرأ أيضًا: طفلات إفريقيات يُقدمن للعبودية الجنسية من أجل التكفير عن خطايا عائلاتهن!

كما كان من بين هؤلاء من جاءوا من أوروبا ومن الشرق الأوسط، بحثًا عن الإغاثة من الأمراض العقلية والجسدية والفشل المهني والخيبات.

 

“معجزات سماوية”

يدعى هذا الراهب يوهانيس تسفاماريام، ويبلغ من العمر 61 سنة، وهو مسيحي أرثذوكسي، يعتقد الراكعون أمامه أن له القدرة على الشفاء من الأمراض المستعصية ضمن معجزة سماوية.

وقال أحد هؤلاء الأشخاص: “هذا الأب مختلف؛ فهو يشبه يوحنا المعمدان في معجزاته… لن ترى مثله في كل إثيوبيا”.

يوهانيس هو واحد من الواعظين الكاريزميين الذين يستخدمون وسائل الإعلام من أجل الدعاية لما يقومون به. وتقوم هذه الدعاية على أن القدرات التي يتمتع بها الرهبان تشبه إلى حد كبير تجارب الأنبياء والمعجزات الخاصة بهم.

يمارس هؤلاء الواعظين ممارسات طرد الأرواح الشريرة، وباتوا اليوم يستخدمون التكنولوجيا من أجل نشر رسائلهم. ولذها السبب، يصل حوالي 40 ألف حاج بشكل دوري إلى منطقته في إثيوبيا. أما حين يقوم يوهانيس باستخدام فيسبوك ويوتيوب في عملياته، فقد يحصل على ما يقارب 70 ألف متابع. وقد سمع كثير من الأشخاص به لأول مرة عبر الإنترنت.

اقرأ أيضًا: أغرب 20 معتقدًا دينيًا حول العالم!

يقول مسؤول حكومي في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، يدعى إيشو نيتا، إن شقيقته شفيت من مرض في الحبل الشوكي عبر مشاهدتها لبرامجه على البث المباشر أثناء تواجدها في ألمانيا، فيما طلب يوهانيس ذات مرة من امرأة أثناء بث مباشر على فيسبوك، أن تنشر فيديو تعترف فيه بأنها شفيت بشكل كامل من مشاكل عقلية كانت لديها، بعد أن قدم لها تعاويذ عبر الإنترنت.

 

المسيحية الإفريقية

يقول عالم الديانات الإفريقية في جامعة إكسفورد، نعومي ريكمن، إن إظهار البراعة في عمليات طرد الأرواح الشريرة وشفاء المرضى سمة أساسية لدى الوعاظ الذين ينتمون إلى المسيحية الإفريقية، منذ أواخر القرن الخامس حتى اليوم.

كان الرهبان في ذلك الوقت يقولون إنهم يحملون معجزات، وكان هذا أمرًا رائجًا بحسب ما يقول ثوردروس تيكلو، عالم اللاهوت في الكلية البروتسانتية في إثيوبيا. وشدد تيكلو على قضية أن الخيال الأوروبي آمن بمكانة إثيوبيا الخاصة كمملكة مسيحية أسطورية مغلقة عن العالم الخارجي، وأن بإمكانها شفاء المرضى وصنع المعجزات.

ويقول الباحث في التاريخ المسيحي الإفريقي، يواكيم بيرسون، إن الرهبان تميزوا بالكاريزما، وعندما تكون الحكومة ضعيفة أو الأوضاع غير مستقرة يلجأ المواطنون إلى قيادة جديدة، هي القيادة الكارزمية لدى الرهبان.

 

توسع محلي وإقليمي

لدى يوهانيس مكاتب في جميع أنحاء منطقة أمهرا، وتقوم ورشة عمل في الدير خاصة به بتصنيع المنسوجات لبيعها للحجاج، كما ينتج يوهانيس أقراصًا مدمجة خاصة به للبيع. لدى يوهانيس دير واحد حتى الآن، لكنه قال: “أريد أن أبني 5 أديرة في جميع أنحاء العالم”، مضيفًا أنه يجري حاليًا مفاوضات لشراء قطعة أرض في أستراليا. ويأمل يوهانيس، يحسب ما يقول، أن يبني مستشفى ومدارس وجامعة أيضًا في وينكشيت وفي المنطقة المحيطة.

اقرأ أيضًا: ضريح بن حمدوش في المغرب: الدين في خدمة المال والجنس

وتتنافس الطوائف الإثيوبية في كسب المتعاطفين من الطوائف الأخرى، ويسهم القادة الكارزميون في جذب المريدين، كما تلعب الأدوات التي يستخدمها هؤلاء في عمليات طرد الأرواح في جذب أشخاص أكثر.

كما يتنافس هؤلاء في تقديم الحلول العملية للمشاكل العصرية؛ فمثلًا، يقدمون حلولًا لفشل العمل، والشكاوى الفسيولوجية الحديثة، والمشاكل العاطفية، ومشاكل المال، وغيرها من المشاكل الحديثة، وقد يفهم ذلك على أنه محاولة للتغلب على التصورات الدائمة بأن هذه الممارسات تقتصر على المشاكل التقليدية. وهكذا، يقنع الرهبان الناس بأن لهم قوى خارقة للطبيعة يمكنها معالجة أي مشكلة بسهولة مقابل المال.

المصدر: ذا أتلانتك

تعليقات عبر الفيس بوك

التعليقات

مقالات ذات صلة